السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«الآن.. نحن فرحون».. الأمل يطرق أبواب سكان أحد أحياء تونس الفقيرة

«الآن.. نحن فرحون».. الأمل يطرق أبواب سكان أحد أحياء تونس الفقيرة

(رويترز)

مع شروق الشمس على العاصمة التونسية تخرج جميلة غويلي مع طفليها الصغيرين إلى الشوارع للنبش في أكوام القمامة الملقاة بحثاً عن زجاجات بلاستيكية فارغة تبيعها لشراء الطعام لأسرتها.

وتقيم جميلة، التي هجرها زوجها، في حي العمران الأعلى وهو حي بالعاصمة التونسية يشعر سكانه بشدة بوطأة الصعوبات الاقتصادية.



وتقول جميلة والطفلان حولها: «كل شيء أصبح غالياً».

وأثارت المصاعب الاقتصادية، التي تفاقمت بانتشار مرض كوفيد-19، حالة من الاستياء في تونس قادت لاحتجاجات دفعت الرئيس قيس سعيد لعزل رئيس الوزراء وتولي كل مقاليد الحكم الشهر الماضي.

وتجمع جميلة (55 عاماً) كل يوم بضعة كيلوغرامات من الزجاجات البلاستيكية المتسخة من أكوام القمامة الملقاة على جوانب الشوارع.

وتبلغ حصيلة بيع البلاستيك إضافة إلى إعانة زهيدة من الحكومة نحو 190 ديناراً تونسياً (69 دولاراً) في الشهر وهو ما يعادل نصف إيجار سكنها.



ويقول حمزة الذي يشتري الزجاجات ويعيد بيعها للمصانع إن الكثيرين يفعلون ذلك «ليس لديهم أي عمل آخر. إنهم فقراء».

ويشعر سكان حي العمران الأعلى، الذين يتطلعون لحياة أفضل، بالتفاؤل إزاء الخطوة التي اتخذها الرئيس سعيد.





وقال فخرالدين وناس أحد سكان الحي (56 عاماً): «أحيي المواطنين الذين أعطوه أصواتهم فهو رجل طيب... آمل أن يخرجنا من الظلام إلى النور».

ويعكس ذلك مشاعر تونسيين آخرين ضاقوا بالجدل السياسي ويريدون أن يروا تحسناً في الاقتصاد، الذي انكمش بنسبة 8.8% العام الماضي، وإجراءات أكثر فاعلية لاحتواء انتشار كوفيد-19.

ويقول سعيد الذي انتُخب عام 2019 إنه لن يتحول إلى ديكتاتور وإن الخطوات التي اتخذها يوم 25 يوليو، منها تجميد البرلمان لمدة 30 يوماً، تتماشى مع الدستور وحدد خطوات تالية.

وأبدت سُمية، التي ترسم الوشم بالحناء لكسب عيشها، ارتياحها للوضع قائلة إن التونسيين ظلوا لفترة طويلة لا يعرفون إلى أين هم ذاهبون. وقالت وهي ترسم يد طفلة «احنا توا فرحانين.. الحمد لله».