الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

تضامناً مع الشعب.. فنانون ومثقفون تونسيون ينتفضون ضد النهضة

عانى المبدعون التونسيون -مطربين وشعراء وموسيقيين- من تقييد الحريات كما عانوا من المشكلات الاقتصادية والسياسية التي عانى منها جميع طوائف الشعب التونسي خلال فترة حكم حركة «النهضة»، ما جعلهم في طليعة المؤيدين لقرارات الرئيس التونسي يوم 25 يوليو، بتجميد مجلس نواب الشعب، وإنهاء هيمنة الحركة الإخوانية على البلاد المتواصلة منذ 10 سنوات.

وأصدر بعض الفنانين والشعراء أغاني وقصائد ضد النهضة تنتقد إدارتهم للبلاد، ومؤخراً صدرت أغانٍ وقصائد تؤيد قرارات الرئيس قيس سعيد، من أبرزها أغنية المطربة لطيفة العرفاوي «يحيا الشعب»، وأغنية مغني الراب الشاب قيطون «انقلاب»، وقصيدة الشاعر منصف المزغني بنفس العنوان.

وقبلهما الفنان الشعبي محمد بوستة الذي قدم 4 أغانٍ ضد حركة النهضة الإخوانية حققت انتشاراً واسعاً، مثل «قنوشو» و«الخونة» و«لا نسلم في ترابك يوم»، وقصائد الشاعر خير الدين الشابي، بخلاف العديد من الكتب التي فضحت تحركات الحركة في تونس.

لطيفة تنحاز للشعب

وفي هذا السياق، قالت الفنانة لطيفة العرفاوي «أغنية (يحيا الشعب) تم تلحينها وإعدادها في عام 2019، ويتم تسجيلها بين القاهرة وتونس، لكن بعد قرارات الرئيس سعيد في 25 يوليو الماضي، أصبحت أكثر تفاعلاً مع الأحداث في تونس وانتفاضة الشعب التونسي».

النجمة التونسية لطيفة المقيمة في القاهرة منذ سنوات، أضافت لـ«الرؤية» أنها تستغرب الحملة التي يقودها الإخوان ضدها بعد الأغنية، خاصة أنها فنانة مستقلة، لا تدافع عن أي حزب، وهي منحازة للشعب التونسي، موضحة أن تونس كانت في وضع صعب، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وكانت الدولة في مأزق، وأنها سعيدة بما جرى في تونس، وأملها الكبير هو أن تتحسن الأوضاع في تونس على كل الأصعدة.

معاناة الشابي

ومن جانبه، قال الشاعر خيرالدين الشابي، الذي كتب قصائد عدة في وصف الحالة التونسية تحت حكم النهضة الإخوانية، إنه عانى كثيراً بسبب قصائده في نقد الحركة، وتم منعه من المشاركة في ملتقيات ومهرجانات شعرية عديدة، واعتبر في تصريحات لـ«الرؤية» أن الخطوة التي قام بها الرئيس سعيد إيجابية لكنها غير نهائية، قائلاً «لا بد من الحذر ومواصلة المقاومة».

متاعب بوستة

الفنان الشعبي محمد بوستة قال في تصريحاته لـ«الرؤية» إن أغانيه ضد الإخوان وزعيمها راشد الغنوشي، مثل أغنية «قنوشو»، حققت نسب متابعة تعدت 4 ملايين في تونس وهو ما سبب له ولعائلته الكثير من المتاعب، لكنه اعتبر أن ذلك ثمن طبيعي لمقاومة حكم الإخوان الجاثم على البلاد منذ 10 سنوات.

وقال بوستة إنه أسس لتيار موسيقي جديد، في الفن الشعبي التونسي، هو التوجه السياسي، وهذا توجه جديد في الفن الشعبي، لم يكن معروفاً سابقاً.

انقلاب قيطون

وحالياً تحقق أغنية انقلاب لفنان الراب قيطون، انتشاراً واسعاً على يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، وفي هذه الأغنية يدافع قيطون عن خيارات الرئيس سعيد، معتبراً أنها أجمل انقلاب، لأن حركة النهضة الإخوانية سرقت أحلام الشباب وقصفتها كما تقول كلمات الأغنية.

ودعمت نقابة الفنانين في تونس المطالب الشعبية التي نادت بها الجماهير في البلاد، معتبرة أن الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، جاءت لترجمة هذه المطالب.

ونشرت النقابة بياناً قالت فيه: «تعبر نقابة الفنانين التونسيين عن مساندتها للتحركات والمطالب الشعبية للتونسيين كافة، والذين نحن جزء منهم».

وثبت بالدليل أن الخطوات التي قطعها الرئيس تحظى بشعبية كبيرة. فقد احتشد الآلاف في الشوارع بعد قرارات الرئيس سعيد. وكشفت المظاهرات عن موجة غضب تراكم على مدى سنوات بسبب الركود الاقتصادي والشلل السياسي واحتدم بفعل انتشار فيروس كورونا.