الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

في يومهم العالمي.. الإمارات تستثمر في الشباب

وسط خطوات مدروسة للاستثمار في الشباب، وتفعيل دوره في مسيرة التنمية والبناء، تحتفل دولة الإمارات، الخميس، باليوم العالمي للشباب، الذي يصادف 12 أغسطس.

وسلط خبراء من الإمارات ودول عربية الضوء في حديث مع «الرؤية» على مسار تمكين الشباب في الإمارات، مشيرين إلى تنوع المبادرات المخصصة لهذا الغرض في الدولة وكفاءة استراتيجيتها لدعم هذه الشريحة التي تمثل حجر الزاوية في عملية التنمية.

وبالتزامن مع احتفال العالم بيوم الشباب الدولي، كشف معرض «إكسبو 2020 دبي» عن تخصيص جناح للشباب سيتم تصميمه وتشغيله بالكامل من قبل الشباب ليخدم زواره كمنصة رئيسية لكافة المبادرات والمشاريع المرتبطة بإشراك وتمكين الشباب في العالم والاحتفاء بمواهبهم.

وأكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لإكسبو 2020 دبي: أن التظاهرة تمثل «فرصة ذهبية لإبراز دور الشباب في رسم المستقبل» فيما أكدت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، نائب رئيس مركز الشباب العربي أن الخطوة تأتي حرصاً على إبراز النموذج الإماراتي في العمل مع الشباب ولخدمة الشباب الذي بات مثالاً يحتذى على مستوى العالم.

إنجازات للشباب

ويرى الإماراتي المتخصص في إدارة الأعمال الدكتور خليفة حسن العليلي أن خطوات دعم الإمارات لتمكين الشباب تتم وفق مسار مدروس تلبية تطلعات هذه الفئة من السكان وتعزيز حضورها في مختلف المجالات التنموية.

وأوضح لـ«الرؤية» أن الإمارات أسست مجلساً للشباب عام 2016، ولديها أصغر وزيرة في العالم، وهي شما بنت سهيل المزروعي، التي شغلت منصبها وهي في 22 عاماً من عمرها.

وأضاف أن الإمارات نفذت عدة مبادرات لتعزيز الهوية الوطنية للشباب وروح الانتماء، من توفير المنح الدراسية والبعثات الخارجية للمتفوقين، ودعم الشباب المقبلين على الزواج من أجل ضمان تماسك المجتمع، إضافة إلى إنشاء برنامج الشيخ زايد للإسكان، والذي يهدف إلى تحقيق الاستقرار السكني للأسرة الشابة.



مناخ للنجاح

ويعتبر وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي، أن الإمارات لها تجربة فريدة في تأسيس الدولة على سواعد الشباب، ودعمهم في مجالات عدة منها التعليم، والزراعة، والصعود للفضاء، ولعل مشروع مسبار الأمل الذي أُطلق العام الماضي خير دليل على قدرة شباب الإمارات على الإنجاز.

وأضاف العرابي لـ«الرؤية» أن الإمارات توفر مناخاً جيداً وناجحاً للشباب يحتضن إبداعاتهم ويقدمها للعالم بشكل متطور وناجح، لافتاً إلى أن استضافة الإمارات لمعرض إكسبو الدولي، الذي سيعقد في أكتوبر المقبل، تمثل نموذجاً جيداً، قائماً على أفكار الشباب وخططهم.



دعم للشباب العربي

من جهتها، تقول أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتورة نهى بكر إن اهتمام الإمارات بدعم الشباب لا يقتصر على الجانب المحلي، بل يتعداه إلى المستوى العربي والعالمي، حيث أعلنت الإمارات خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات 2017 عن تأسيس مركز الشباب العربي الذي يعمل على مبادرات يقودها الشباب العربي لخلق فضاءات أوسع، تتيح لهم الإسهام في الجهود والمساعي الوطنية للتنمية المستدامة.

وأشارت إلى أن اهتمام القيادة السياسية بالشباب والحرص على مشاركتهم في الحياة السياسية أو إسناد مناصب قيادية لهم ساهم بشكل كبير في تجديد الدماء داخل مختلف الجهات الحكومية، وساعد كثيراً في نجاح الحكومات في تجربة التحول الرقمي، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة.

ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور إكرام بدر الدين، إن الإمارات تهتم بالشباب باعتبارهم صناع المستقبل، ورهان الوطن الحقيقي لتحقيق تطلعات القيادة، وطموحات الشعب في تحقيق النهضة ومواجهة التحديات المستقبلية.

وأضاف أن الإمارات تهتم بالعنصر البشري وتنميته، وفي القلب منه الشباب، وذلك عبر خطوات وإجراءات ملموسة منها التركيز على التعليم، و نشر الثقافة، وتدريب وتنمية المواهب، وهو ما أفرز الآن سياسيين بارزين، ورجال مال وأعمال من الشباب.



ريادة عالمية

من جهتها، ترى أستاذة الاقتصاد في جامعة عين شمس بمصر، الدكتورة يمن الحماقي أن الإمارات أثبتت ريادتها حسب المؤشرات الدولية الخاصة بالتنمية البشرية، خصوصاً في مجالات متعلقة بالشباب مثل البعثات للخارج، والتعليم، وكفاءة الخدمة الصحية، واحتضان الابتكارات، وريادة الأعمال، وتوفير فرص الاستثمار.

وتصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول عربياً في تقرير التنمية البشرية 2020 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، متقدمة في الترتيب العالمي بأربعة مراكز عن تصنيف العام الماضي لتأتي في المرتبة 31 عالمياً من بين 189 دولة شملها التقرير.

تكوين القيادات

من جانبه، يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي، بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور سعيد صادق أن حكومة دولة الإمارات وضعت العديد من السياسات لإشراك الشباب في كل القطاعات على جميع مستويات الحوكمة واتخاذ القرار، وبلغ متوسط الأعمار في إحدى حكوماتها وهي حكومة المستقبل عام 2016، 38 عاماً.

وأضاف صادق لـ«الرؤية» أن الإمارات اهتمت بالعديد من أوجه دعم ومساعدة الشباب منها التوظيف، ومساهمة المقبلين على الزواج، وتقديم تسهيلات وقروض للسكن، وإشراك المرأة في الحياة السياسية.

بدورها، أوضحت لـ«الرؤية» رئيسة جمعية البراعم اللبنانية لحقوق الإنسان، إيمان عيسى أن الإمارات نفذت خطوات عديدة لضمان المشاركة الفاعلة للشباب في الحياة السياسية، والاستماع لآرائهم، وتعزيز روح القيادة لديهم.

وأضافت أن الدولة أشركت الشباب في تحقيق رؤية الإمارات 2021، واعتمد مجلس الوزراء الإماراتي إنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب عام 2018، التي تضطلع بمهمة التنسيق مع مجالس الشباب المحلية؛ بهدف وضع أجندة سنوية للأنشطة والفعاليات الشبابية في الإمارات، وضمان توافق أهداف وخطط واستراتيجيات وأنشطة تلك المجالس مع الخطط العامة للدولة في مجال الشباب. وأكدت أن هذا الطريق مثّل نموذجاً يجب أن يحتذى في العالم العربي.