السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

جمال سند السويدي لـ «الرؤية»: نفوذ الدول يقاس حالياً بقوتها الناعمة (2)

جمال سند السويدي لـ «الرؤية»: نفوذ الدول يقاس حالياً بقوتها الناعمة (2)

معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. (تصوير: محمد بدرالدين)

من السياسة والفكر إلى التعليم والثقافة، مروراً بالعمل الخيري ومواجهة صعوبات المرض بشجاعة وأمل، تنوعت معالم تجربة ومسار معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وتراكمت خبراته لتُقدم نموذجاً للمفكر الإماراتي المهموم بالدفاع عن بلده، الخبير في شؤون المنطقة، الواعي بالمخاطر المُحدقة بها والمحذر من الجماعات المتربصة بأمنها.

شغل جمال سند السويدي منصب مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية من عام 1994 حتى عام 2020، وفي يونيو 2020 أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» مرسوماً اتحادياً بترقيته لدرجة وزير.

عرف الرجل عالم الفكر والسياسة مبكراً من خلال مسار جامعي توج بدرجَتَي الماجستير والدكتوراه في العلوم السـياسـية من جامعة ويسكنسن في 1985 و1990 على التوالي، وفي 2017 منحته جامعة «لوجانو» السويسرية درجة الأستاذية في العلوم السياسية والآداب.


حصل على أوسمة وتكريمات عدة، أبرزها نيل كتابه «السراب» جائزة الشـيخ زايد للكتاب لعام 2016، كما كرم معاليه بجائـزة «نجيب محفوظ للآداب» في 2016، ومنحه اتحاد السلام العالمي لقب «سفير السلام» في 2017، تقديراً لجهوده في نشر ثقافة التسامح.


الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي فتح لـ«الرؤية» قلبه للإجابة عن أسئلة عدة، شملت الكثير من القضايا التي خبِرها معاليه عبر مساره الأكاديمي والوظيفي، وانطلق الحوار من موضوع أحدث كتبه المعنون بـ«جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة: الحسابات الخاطئة» الصادر العام الجاري.

رابط الجزء الأول من الحوار



- ماذا يمكن أن تحقق الإمارات أثناء عضويتها لمجلس الأمن للفترة 2022- 2023؟

الإمارات تسعى لتحقيق السلام سواء عبر مجلس الأمن أو في علاقاتها مع بقية دول العالم، وهدفها هو تحقيق الأمن المطلق والوصول إلى السلام العالمي ودعم محور السلام والعقلانية في المنطقة.

إضافة إلى ذلك، تعد الإمارات من أبرز دول العالم في مجال المساعدات الخيرية والإنسانية وهو أمر مهم جداً، الإمارات تدعم دولاً وشعوباً في أقاصي الأرض بمليارات الدولارات من أجل مساعدة ملايين البشر للخروج من ربقة الفقر في العالم العربي وخارجه.

وبرزت قوة الإمارات في مجال المساعدات الدولية مع جائحة كوفيد-19 حيث قدمت مساعدات طبية ولقاح كورونا لدول كثيرة حول العالم.

- أصدرتم عام 2013 كتابكم «وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك»، والآن هناك اعتقاد سائد أن هذه الوسائل باتت تمثل ملجأً مناسباً لترويج خطاب التطرف، كيف ترون الأمر؟

صدر الكتاب قبل 8 أعوام ومنذ ذلك التاريخ شهد الإعلام تغيرات سريعة، فالإعلام التقليدي تقريباً انتهى، أو في طريقه إلى الانتهاء خلال 3 سنوات، ومن الواجب على الدول الآن التركيز على الإعلام الجديد أي السوشيال ميديا والذي يطرح تحديات كبيرة من بينها ظاهرة ما يعرف بالذباب الإلكتروني الذي تستخدمه بعض الدول لغايات سياسية، ما يمثل تهديداً لمصداقيتها.

ومن الضروري الاهتمام بالإعلام من أجل إبراز حقيقة هذه الجماعات، الجيل الجديد من الشباب ليست لديه المعرفة الكافية بخطورة هذه التنظيمات وتاريخها، ودور الإعلام مهم جداً في هذا المجال.

- كيف ترون إمكانات الاستفادة من معرض إكسبو دبي لتعزيز حضور الإمارات في المشهد الدولي؟

استضافة هذا الحدث تؤكد القوة الناعمة لدولة الإمارات، والقوة الناعمة هي أداة القوة الآن بعد انحسار دور أدوات القوة الصلبة عالمياً، والدول تقاس الآن بمدى قدرتها في هذا المجال.. وتعد عناصر مثل الثقافة والإعلام والرياضة والذكاء الاصطناعي والتظاهرات العالمية مثل معرض إكسبو أهم عناصر القوة الناعمة، لذا يجب التركيز على نجاح استضافة الإمارات لهذا الحدث حتى يحقق نجاحاً منقطع النظير لأن هذا النجاح يمثل نصراً للإمارات.

- لخصتم تجربتكم في الحياة في كتابكم «لا تستسلم» مستعرضين الصعوبات التي واجهتكم على صُعد عدة، ما رسالتكم للشباب لمواجهة التحديات في ضوء تجاربكم؟

ألفت كتابي «لا تستسلم.. خلاصة تجاربي» لهذا الغرض، استعرضت فيه التحديات التي واجهتني وكيف رفضت الاستسلام لها، ومن أبرزها وقوف جماعة الإخوان ضدي عندما كنت طالباً في جامعة الإمارات، وكانوا حينها يسيطرون على الجامعة بشكل كامل، خصوصاً على البعثات الدراسية، حيث كانوا يرفضون استفادة أي أحد من خارج جماعتهم والمتعاطفين معهم، تحديتهم واليوم أنا وزير ودكتور «غصباً عن الإخوان»، إن ما فعلته هذه الجماعة بشباب الإمارات أمر صعب للغاية.

وإضافة إلى الصعوبات التعليمية، تطرقت في الكتاب إلى الصعوبات الصحية، حيث واجهت مرض السرطان ورفضت الاستسلام له، قاومته وتغلبت عليه بفضل الله ورحمته.

- إلى جانب عملكم الفكري، لديكم نشاط إنساني خيري هل يمكن أن تحدثنا عن أبرز ملامحه؟

قمنا بتأسيس «جمعية رحمة» والتي يتمثل هدفها الأساسي في معالجة مرضى السرطان، وساهمت الجمعية منذ تأسيسها عام 2016 في علاج أكثر من 400 شخص، وهي تستقبل المرضى من المواطنين أو المقيمين في الإمارات منذ أكثر من 16 عاماً.