الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

حداد في لبنان غداة مقتل وإصابة العشرات في انفجار خزان للوقود

حداد في لبنان غداة مقتل وإصابة العشرات في انفجار خزان للوقود

أعلنت السلطات حداداً وطنياً الاثنين على الضحايا - EPA

تسود في لبنان الاثنين أجواء من الحداد والصدمة الممزوجة بغضب شعبي غداة مقتل نحو 30 شخصاً في شمال البلاد كانوا يحاولون الحصول على بضعة ليترات من البنزين من خزان انفجر بهم، في كارثة جديدة مني بها البلد الغارق في أزمات ومآسٍ متلاحقة منذ عامين.

وأعاد انفجار خزان الوقود إلى الأذهان انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 الذي أودى بـ200 شخص على الأقل ولم يتخطَّ اللبنانيون حتى الآن صدمته. وقد نتج عن تخزين كميات ضخمة من نترات الأمونيوم في عنبر من دون أي إجراءات وقاية.

أما خزان الوقود الذي انفجر في بلدة التليل في منطقة عكار الشمالية فكان يحوي كميات من البنزين المخزّن في غير مكانه، في وقت لا يتوافر البنزين لسكان المنطقة.

وأعلنت السلطات حداداً وطنياً الاثنين على الضحايا.

وفي حين تجرى فحوص الحمض النووي، صرّح مسؤول في وزارة الصحة لوكالة فرانس برس بأن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع، مشيراً إلى كثرة الأشلاء.

وفي مستشفى في طرابلس نقل إليه زوجها عدنان (30 عاماً) وشقيقها عبدالرحمن (20 عاماً) قالت إيقاظ صقر البالغة 23 عاماً «نأمل أن يتم نقلهما إلى الخارج للمعالجة».

وتابعت صقر «كان شقيقي بحاجة إلى البنزين من أجل (الإتيان) بعلف لخرافه. وزوجي كان بحاجة للبنزين من أجل (العمل) وإعالة» العائلة.

وتقول فرح (21 عاماً) الشابة المتخرجة حديثاً من الجامعة، «لا أعرف إن كنت أبكي على انفجار عكار أو على كل شيء. أخشى أن نصل إلى مرحلة نصبح مضطرين إلى الهرب عبر البحر.. وربما نموت غرقاً».

وتضيف «خفت أكثر بعد انفجار عكار... صرت أسأل نفسي: ماذا لو وقع الانفجار قرب منزلي؟» لوجود محطتي محروقات في الجوار.

ينتظر اللبنانيون يومياً في طوابير طويلة أمام محطات الوقود للحصول على كميات قليلة من البنزين، بينما أقفلت بعض المحطات أبوابها. ويلجأ كثيرون إلى شراء المحروقات من السوق السوداء.

ويعود السبب الأساسي للأزمة إلى أن مصرف لبنان لم يعد يملك ما يكفي من العملات الأجنبية ليفتح اعتمادات لاستيراد المحروقات بسعر الدولار الرسمي (أي 1500 ليرة، أو حتى بالسعر الذي حدده منذ أشهر 3900 ليرة لبنانية)، فأعلن أن الاعتمادات ستفتح بالسعر المتداول بالدولار في السوق السوداء، أي نحو 20 ألف ليرة.

ويعني ذلك أن أسعار المحروقات سترتفع بنسبة تفوق 300%. ويغذي شح المحروقات الاحتكار. في الوقت نفسه، أكد مسؤولون وتقارير إعلامية مراراً أن كميات ضخمة من البنزين والمازوت تهرب إلى سوريا المجاورة، ما يسهم في تعميق الأزمة.