الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

لبنان.. هل تسمح أمريكا بدخول النفط الإيراني إلى البلاد؟

لبنان.. هل تسمح أمريكا بدخول النفط الإيراني إلى البلاد؟

زحام شديد على محطات الوقود في بيروت بسبب نقص المعروض. (رويترز)

يترقب لبنان وصول ناقلة نفط إيرانية لتوفير المحروقات التي يعاني البلد نقصاً حاداً منها، وسط مخاوف من عدم سماح أمريكا بدخول تلك الشاحنة إلى بيروت، أو فرض عقوبات على لبنان بسببها، بحسب محللين تحدثوا لـ«الرؤية».

وتنتهك صادرات النفط الإيرانية الحظر الأمريكي المفروض على إيران، وتخاطر الناقلات التي تحمل نفطاً إيرانياً باحتمال إيقافها ومصادرتها من قبل القوات الأمريكية، ومعاقبة البلاد المتجهة إليها.

وأعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، عشية الاحتفال بعاشوراء، الخميس الماضي، أن البلاد سوف تستقبل ناقلة محملة بالنفط قادمة من طهران، يتبعها ناقلات أخرى، وشهدت أسعار البنزين زيادة بنسبة 66%، مطلع الأسبوع الجاري.

ويشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة انعكست بشكل كبير على أغلب القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية، في بلد صنف البنك الدولي الانهيار الاقتصادي المستمر فيها منذ عامين بأنه بين الأسوأ في العالم منذ 1850.

عقوبات واشنطن

وقالت الأكاديمية والمحاضرة في الجامعة اللبنانية، الدكتورة تمارا برّو، إنه لا يمكن الجزم حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على لبنان بسبب السفينة الإيرانية أم لا، فمثلاً البواخر الإيرانية التي وصلت إلى فنزويلا فرضت عليها عقوبات، ولم تفرض على فنزويلا بسبب النفط الإيراني.

وأضافت برّو لـ«الرؤية»: «ربما تعمد الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين موالين لحزب الله، وأفراد ومؤسسات تابعة للحزب، وعلى قادة حاملات النفط الإيرانية المتجهة إلى لبنان».

وتابعت أنه: إذا كانت واشنطن ستفرض عقوبات على لبنان فإنها لن تكون أشد مرارة من المعاناة التي يعيشها الشعب اللبناني اليوم في ظل انقطاع الأدوية والكهرباء والبنزين والمازوت، وفقدان الليرة اللبنانية لقيمتها.

ونوهت برّو، إلى أن استيراد المحروقات من إيران لن يحل المشكلة ما لم تتشكل حكومة قادرة على معالجة الأزمة الاقتصادية التي لم نشهدها من قبل، مشيرة إلى أن المساعدات الإيرانية إلى لبنان قد تشكل عامل ضغط على الدول الغربية للمسارعة في مساندة بيروت.

منطق إنساني

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز، إن الولايات المتحدة تصب تركيزها على الإسراع بتشكيل حكومة جديدة، وتذليل العقبات المفتعلة على طريق التشكيل من قبل رئيس الجمهورية، ميشال عون، وفريقه.

وحول موقف واشنطن من استقبال لبنان ناقلة نفط قادمة من إيران رغم العقوبات الدولية المفروضة عليها، قال الرز لـ«الرؤية»، إن الولايات المتحدة، وكما جاء على لسان سفيرتها في لبنان دوروثي شيا، تتعامل بمنطق إنساني دون اعتراض صريح، بل الإعلان عن خطة لاستجرار الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر الأردن وسوريا.

وأضاف الرز، أن تصريحات السفيرة الأمريكية في بيروت دفعت بالعديد من المراقبين إلى طرح عدة تساؤلات أبرزها: هل يعود تجاهل الولايات المتحدة لسفينة النفط الإيراني إلى توافق بين طهران وواشنطن تحت شعار إبداء حسن النوايا؛ تمهيداً لاستئناف المفاوضات بين الطرفين الشهر المقبل، أم أن الضغوط غير المعلنة التي يقوم بها حسن نصرالله مع رئيس الجمهورية لتسريع تشكيل الحكومة، تدخل في هذا الإطار؟

وأشار الرز إلى أن الموقف الأمريكي لا يمكن توقعه في هذا التوقيت، فكل الاحتمالات مطروحة، خاصة إذا توالى مجيء السفن الإيرانية الإغاثية إلى لبنان، ولم يعد مستغرباً وجود أي خطوة أمريكية في هذا المجال بعد الانسحاب من أفغانستان بالشكل الذي تم وبتسليم طالبان زمام الحكم، لافتاً إلى أن الأيام المقبلة سوف تكشف الكثير من الحقائق.