يحتفل العالم في الـ24 من أكتوبر كل عام بـ«يوم الأمم المتحدة»، تخليداً لذكرى «بدء نفاذ ميثاق الأمم المتحدة في سنة 1945». وفي الوقت الذي تحيي فيه بلدان المعمورة الذكرى الـ76 لتأسيس الأمم المتحدة، تنتشر في مجموعة من مناطق العالم بعثات لحفظ السلام تابعة للمنظمة الأممية، تساهم جميع بلدان العالم، وضمنها دولة الإمارات العربية المتحدة، في تمويلها، وفي توفير قواتها العسكرية.
مشاركة عربية وإماراتية متميزة
وبخصوص مشاركة الدول العربية في بعثات حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، قال الخبير المغربي في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، عبدالرحمن مكاوي، في حديث مع «الرؤية»، إن «الدول العربية تساهم بشكل كبير في تلك البعثات، من خلال تمويلها، وتمويل جميع مشاريع حفظ السلام والأمن الدوليين بتمويلات ضخمة، وخاصة دول الخليج العربي، وكذلك عبر مساهمتها بجنودها وضباطها في بعثات حفظ السلم في العديد من مسارح العلميات».
وأضاف الشريف، في تصريحات لـ«الرؤية»، أن «بعض الدول العربية تميزت بعطائها السخي للأمم المتحدة، في سبيل حفظ السلام»، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة كان لها دور فاعل على هذا المستوى، من خلال القوات العسكرية، والإعانات المباشرة التي تقدمها إلى البلدان التي هي في أمس الحاجة إليها".
وأوضح الشريف أن «الإمارات تقوم بمجهود متكامل؛ بين المشاركة في عمليات حفظ السلام، والتعاطي الإنساني مع البلدان أو المناطق التي هي موضع نزاع مسلح».
ومن جانبه، قال المستشار العسكري والاستراتيجي الليبي، العقيد-طيار عادل عبدالكافي، إن «انخراط عناصر لدول عربية في جهود نشر السلام، وترسيخ الاستقرار، له تأثير إيجابي خصوصاً في بعثات حفظ السلام الموجهة إلى دول عربية، نظراً لفهمهم للواقع العربي، وتخطيهم لحاجز اللغة، ما يجعل التواصل مع أطراف النزاعات سهلا بالنسبة إليهم».
وأبرز عبدالكافي، في تصريحات لـ«الرؤية»، أن «هناك دولاً عربية، كدولة الإمارات، لها مجهودات بارزة في تقديم الدعم، والإيواء لآلاف اللاجئين، مستشهداً بمخيم كوكس الذي أقامته في ألبانيا، وبمشاركتها في إيساف في أفغانستان».
ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي، الدكتور جاسم خلفان، إن «الإمارات منذ أن أسسها صاحب السمو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهي تقف مع جميع الدول، وإنه في أية بقعة من بقع العالم تجد للإمارات مساهمة في تقديم الدعم، والوقوف إلى جانب الشعوب، سواء تعلق الأمر بكوارث طبيعية، أو بحروب».
وبيَّن الدكتور خلفان، في حديث مع «الرؤية»، أن الإمارات تشارك في بعثات حفظ السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، سواء بقوة عسكرية، أو طبية، أو نجدة، وأن ذلك مبدأ ضمن عقيدة العمل الخاصة بدولة الإمارات في العلاقات الدولية.
وأكد الدكتور خلفان أن «دولة الإمارات بنيت على الوقوف مع الدول، ومع بني الإنسان في أي مكان، دون التفريق بين المسلم وغير المسلم، والغني والفقير، وتَخْدم في شتى أرجاء الدنيا، وتقدم مساعداتها بغية خدمة بني الإنسان في أي مكان كان»، مبيناً أنها «تلعب هذا الدور منذ أن قامت وكانت دولة صغيرة، حتى الآن وهي ذات مكانة عالية بين دول العالم».