الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

عامان على مقتل البغدادي.. داعش يعتمد استراتيجية حروب العصابات

عامان على مقتل البغدادي.. داعش يعتمد استراتيجية حروب العصابات

أرشيفية.

يصادف الأربعاء 27 أكتوبر، ذكرى مرور عامين على مقتل زعيم تنظيم (داعش)، أبوبكر البغدادي، على يد الولايات المتحدة الأمريكية في 2019، وهو الحادث الذي يعتبره سياسيون تحدثوا لـ«الرؤية» بداية تراجع لتأثير مفهوم التنظيم الإرهابي القائمة لدى الجماعة.

وظل البغدادي لفترة طويلة هدفاً للولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، وذاع صيت تنظيمه الإرهابي حين أعلن عن الخلافة المزعومة في يوليو 2014 على ربع مساحة سوريا والعراق.

تغير التكتيك



يقول الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهابية، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد كامل البحيري، إن هناك عدداً من التغيرات لحقت بتنظيم داعش الإرهابي بعد مقتل زعيمه أبوبكر البغدادي، فعلى مستوى التحركات والعمليات، بدأ التنظيم يعود إلى نمط ما يسمى بحروب العصابات، التي أطلق عليها في استراتيجيته (فترات عدم التمكين)، أما على مستوى الفكرة فحدث تراجع لتأثير ما يسمى (مفهوم الدولة)، ومفهوم الخلافة القائمة على الأرض والسيطرة، فاقترب من المنطلقات الأولى التي كان يؤمن بها تنظيم القاعدة مع عبدالله عزام (إرهابي يعرف كأب روحي لعدد من الحركات المتشددة والإرهابية)، حول عدم الاعتماد أو السيطرة أو اقتطاع جزء من الأراضي لقيام ما يسمى دولة الخلافة عليها، وحاول الربط بين مفهومين على المستوى الفكري، وهما العدو القريب، والعدو البعيد، فتنظيم داعش منذ نشأته، كان يركز بشكل أكبر على العدو القريب، حيث يركز على أنظمة الحكم والمؤسسات الأمنية الداخلية.

تراجع ملحوظ

وأوضح البحيري لـ«الرؤية»، أن التنظيم بعد البغدادي، تراجع، وحاول الاقتراب نسبياً من مفهوم العدو البعيد، وبدأنا نرى خطابات كثيرة للمتحدث الرسمي للتنظيم، أبوحمزة القرشي، حول فكرة الغرب وأوروبا وأمريكا والتحالف الدولي، لافتاً إلى أن التنظيم على مستوى تنفيذ العمليات بدأ العودة مرة أخرى إلى العمليات البسيطة المعتمدة على القنص، أو العبوات الناسفة؛ نتيجة تراجع عدد المقاتلين المنضمين إليه؛ نظراً للإجراءات الأمنية التي اتبعتها الدول تجاهه، وقتل الكثير من العناصر المنضمة إليه، لذا سعى التنظيم للحفاظ على ما تبقى من قواته، بشكل أساسي.

وتابع، أن التنظيم أصبحت لأفرعه مساحة أكبر من اللامركزية، فنجد أن تكتيكات التنظيم في غرب أفريقيا، أو في أفغانستان مختلفة عن تحركاته في سوريا والعراق، مشيراً إلى أنه ليس له أماكن وجود جديدة في الفترة الأخيرة باستثناء سيطرته على منطقة الساحل الأفريقي بعد مقتل أبوبكر شيكاو، زعيم تنظيم بوكوحرام، على يد تنظيم داعش، وإعلان ما تبقى من مجموعة بوكو حرام، البيعة لتنظيم داعش منذ 3 شهور.

سياسة التنظيم

يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور إكرام بدر الدين، إن خطورة التنظيمات الإرهابية، كونها لا ترتبط بأشخاص بقدر ما ترتبط بأفكار وبتنظيم معين، حيث سعى التنظيم بعد قتل مؤسسه إلى خلق خليفة جديد، وإن كنا نلاحظ تراجعاً كبيراً للتنظيم في بعض المناطق كسوريا والعراق، وانهيار فكرة التنظيم المتطرف التي كانوا يريدون إقامتها.

وأضاف بدر الدين لـ«الرؤية»، أنه يجب التفكير في التطورات التي حدثت في أفغانستان، وخروج الولايات المتحدة، وإعادة سيطرة طالبان بعد انقطاع دام 20 عاماً، فهل تصبح أفغانستان مكاناً لصراع أو تنسيق التنظيمات الإرهابية بها، فالخطورة لا ترتبط بشخص وهو زعيم التنظيم الإرهابي، بقدر ما ترتبط بسلوكيات هذه التنظيمات الإرهابية في الفترات المقبلة، وهل سنجد تحالفات أو صراعات بين تنظيمات إرهابية مختلفة، في بعض المناطق، هي احتمالات واردة، لكن في النهاية غياب البغدادي لا يعني انتهاء التنظيم، ولكنه فقط تراجع.

جدير بالذكر أن تنظيم داعش الإرهابي كان قد بلغ ذروة قوته عام 2016، وحكم مساحة كبيرة تمتد من شمال سوريا عبر مدن وقرى في الواديين على امتداد نهري دجلة وفرات، وحتى قرب العاصمة بغداد في العراق، وقد أعلن مسؤوليته عن هجمات ارتكبها عبر أفراده أو المؤمنين بفكره في عدد من المدن، في باريس ونيس، وأورلاندو، ومانشستر، ولندن، وبرلين، وفي تركيا، والسعودية، ومصر.