السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

وزير الثقافة المصري السابق: الإمارات أنعشت الثقافة العربية وساهمت في تقارب الشعوب

أكد وزير الثقافة المصري السابق، حلمي النمنم، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أنعشت الثقافة العربية بما أطلقته من مبادرات وجوائز، وقدمت نموذجاً ثقافياً ضاعف من التقارب والترابط الثقافي بين شعوب المنطقة.

وأكد النمنم في حواره مع «الرؤية»، أن كل الجوائز الثقافية التي أطلقتها دولة الإمارات، وفّرت انتشاراً كبيراً للكاتب العربي، ليس فقط داخل حدود وطنه، بل أيضاً في إطار المجتمع العربي كله، والعالم أجمع.

وأشار إلى أن الإمارات سلطت، عبر جائزة البوكر العربية، الضوء على الكاتب العربي، وفتحت له مجال الشهرة العالمية بترجمة أعماله إلى اللغة الإنجليزية، فضلاً عن قيمتها المادية المرتفعة التي تحقق المزيد من المنافع للكاتب في حياته، وتعطي للشباب الأمل في أن الثقافة قد تحقق لأصحابها حياة كريمة. مؤكداً أن الروائية العمانية جوخة الحارثي، حصلت على جائزة البوكر العالمية مؤخراً، وهي روائية شابة، ومثلها في كل بلد عربي الكثير.

وأضاف وزير الثقافة المصري السابق، أن مسابقة أمير الشعر العربي، التي قدمتها الإمارات أنعشت الشعر العربي، خاصة أنه بعد فوز نجيب محفوظ بجائز نوبل، انتصرت مقولة الناقد الكبير الدكتور علي الراعي، رحمه الله، حين قال: «الرواية العربية أصبحت ديوان العرب»، لكن جاءت مسابقة أمير الشعر العربي لترد الاعتبار للشعر، وتعيد إليه الاهتمام.

وأكد النمنم أن حصر دور الإمارات في مجال الثقافة في الجوائز فقط، فيه ظلم كبير لها؛ لأن دور الإمارات في الثقافة جاء مبكراً منذ إنشاء المجمع الثقافي في أبوظبي عام 1981، والذي كان له دور ثقافي عربي مهم للغاية، وإمارة الشارقة وحاكمها صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي، قدم نموذجاً ثقافياً رائعاً للغاية في العالم العربي أجمع.

وأشار النمنم إلى أن الحكومات العربية لديها اهتمام كبير بالثقافة بدليل أن جميعها يضم وزارات للثقافة، وتنظم معرضاً للكتاب، فضلاً عن الاهتمام بتأسيس وبناء الجامعات، وهو ما يدعم في النهاية الثقافة العامة في كل دولة، مشيراً إلى أن مصر تضم نحو 100 جامعة، ولبنان 400 جامعة، ناهيك عن أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتضن فرعاً للسوربون، وهو ما يؤكد أن الدول العربية مهتمة بتقديم أرفع مستوى من التعليم الأكاديمي بكافة المعايير العالمية.

وعن دور معارض الكتب الدولية في نقل الثقافات الأجنبية للعالم العربي، أكد النمنم أنه في إطار الشبكة المعلوماتية والعنكبوتية الدولية، أصبحت كل الكتب متاحة على مواقع الإنترنت وبمختلف اللغات، ويمكن تحميلها في كثير من الأحيان دون مقابل، وهو ما سهّل عملية نقل الثقافة، مشيراً إلى أن معارض الكتب في العالم العربي تحقق التبادل الثقافي بين الدول العربية، وهو أمر في غاية الأهمية.

وأشار النمنم إلى ثقته في شباب العرب لتقديم نجاحات كبيرة، خاصة أن ظروفهم المعرفية أفضل، والحصول على المعلومة أسهل وأسرع.

وقال النمنم إنه شغل مناصب قبل توليه وزارة الثقافة المصرية لا تقل أهمية عن منصبه كوزير، فقد عمل رئيساً لمجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، وهي أقدم دار كتب ووثائق في العالم العربي والمنطقة كلها، ومصنفة على مستوى العالم في الترتيب الخامس، «وبالتالي منصب الوزير يمثل الشق السياسي، وهذا يمثل عبئاً للمثقف، ويعطل عمله الثقافي.. المنصب وليس السياسة هي المعطل، لأن المثقف طيلة عمره مهتم بالسياسة».

وأشار النمنم إلى أنه توقع نهاية الإخوان في مصر، مؤكداً أنه حين وصل الإخوان إلى السلطة في 30 يونيو 2012، قال أثناء ندوة عامة في القاهرة، إنه ليس أمام الإخوان إلا أمر من اثنين، إما أن يتمصروا (يصبحوا مصريين)، وإما ينقرضوا، وهو ما حدث، فقد انقرضوا، ويثبتون فشلهم يوماً بعد الآخر في العالم العربي.

واختتم النمنم حديثه بالتأكيد على أن التحدي الحقيقي أمام الإنسان هو أن يكون نفسه، لا كما يريد منه الآخرون، أو كما يتوقعونه.