الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

«مسيرة نموذجية».. لماذا تستحق الإمارات استضافة «cop28»؟

«مسيرة نموذجية».. لماذا تستحق الإمارات استضافة «cop28»؟

دولة الإمارات تقدم نموذجاً عالمياً رائداً في العمل المناخي

عندما تترشح الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «cop 28» في أبوظبي عام 2023، فإنها تتكئ على مسيرة نموذجية و طموح لا ينتهي، ورغبة صادقة وكاملة نحو تحقيق أعلى المعايير في «جودة الحياة» التي تعتمد على بيئة نظيفة وخالية من الانبعاثات الكربونية، وتأتي «نموذجية الملف الإماراتي» في الحفاظ على البيئة والأرض عبر تاريخ طويل من العمل استطاعت من خلاله دولة الإمارات امتلاك الخبرات و المقومات التي تؤهلها لنجاح استثنائي وتاريخي في استضافة «cop 28»، لأن الحفاظ على الكوكب للأجيال القادمة أحد أهم ركائز وأسس الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية لدولة الإمارات.

وترى الإمارات أهمية خاصة في مؤتمر «cop 28»؛ لأنه سيكون الوقت المناسب لتقييم الالتزام العالمي تجاه اتفاقية باريس للمناخ الموقعة في 2015، وأيضاً إطلاق التزامات جديدة تصب جميعها في تحقيق هدف هذه الاتفاقية، وهو تخفيض درجة حرارة الأرض بنسبة 1.5 درجة مئوية عام 2030، لذلك تسعى الإمارات إلى تسخير علاقاتها الإقليمية والدولية من أجل حشد الجهود وتعزيز الطموحات العالمية لتحقيق الهدف المشترك في التصدي لتحديات تغير المناخ، وذلك اعتماداً على التجربة الإماراتية التي تمنح الأمل بوجود إمكانات واعدة للحد من تداعيات تغير المناخ، وبناء عالم أفضل من خلال خلق فرص اقتصادية جديدة، وفق وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية. فما هي القيم والإمكانيات التي يتميز بها الملف الإماراتي التي تجعل من الإمارات المكان المثالي لاستضافة «cop 28»؟

شراكة مع الجميع

الإمارات هي أول دولة في المنطقة العربية والشرق الأوسط التي تقبل التحدي المناخي، وتلتزم بخفض الانبعاثات في جميع القطاعات الاقتصادية، لذلك سوف تكون استضافة الإمارات مؤتمر «cop 28» في إطار مسيرة طويلة وجهد دؤوب في احتضان عشرات المؤتمرات الإقليمية والدولية التي تهدف للحفاظ على الكوكب وحماية الأرض، ومن أبرز تلك المؤتمرات التي احتضنتها الإمارات «الحوار الإقليمي للمناخ» الذي حضره المبعوث الأمريكي لشؤون التغير المناخي، جون كيري، في أبريل الماضي، ويحسب للإمارات أنها قادت هذا المؤتمر لصياغة استراتيجية مشتركة وموحدة لإنجاح مؤتمر الدول الأطراف «كوب 26 في غلاسكو» بعد أن أقنعت الإمارات كل الدول المشاركة في هذا المؤتمر بضرورة تسريع وتيرة نشر حلول الطاقة المتجددة، واستكشاف إمكانات مصادر الطاقة الخالية من الكربون، والاستثمار في الحلول المبتكرة، بالإضافة إلى التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، وفق البيان الصادر عن مؤتمر الحوار الإقليمي للمناخ.

وتحتضن أبوظبي منذ يونيو 2009 المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، واستضافت الاجتماع السنوي للجمعية العامة لـ«آيرينا» الذي يحدد الأجندة العالمية لإيجاد حلول الطاقة المتجددة والنظيفة، وكذلك استضافت الإمارات «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، والاجتماعات التحضيرية لمؤتمرات الأمم المتحدة المناخية في عامي 2014 و2019، وبالإضافة إلى النجاح المبهر «لإكسبو دبي 2020» منذ الأول من أكتوبر 2021، سوف يتزامن انعقاد «cop 28» عام 2023 على أرض الإمارات مع عضوية الإمارات غير الدائمة في مجلس الأمن خلال عامي 2022 و2023، وعضويتها في المجلس العالمي لحقوق الإنسان لمدة 3 سنوات تبدأ من 2022 حتى 2024.

التزام بالمواثيق الدولية

ويدعم ملف الإمارات لاستضافة «cop 28» أن الإمارات من أكثر دول العالم التزاماً بالاتفاقيات الدولية حول البيئة والمناخ، منها التزام الإمارات باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ منذ عام 1995، وقبل ذلك كانت الإمارات من الموقعين على اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون، وبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وانضمت عام 2005 إلى 191 دولة أخرى وافقت على بروتوكول كيوتو الملحق باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وفق بيانات وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، كما بلغت مساعدات الإمارات الخارجية لحماية الأرض نحو مليار دولار لدعم الطاقة المتجددة في أكثر من 40 دولة منذ عام 2013، كما أنشأت «صندوق شراكة» مع دول البحر الكاريبي للطاقة المتجددة.

ريادة في الطاقة النظيفة



تسبق دولة الإمارات جميع دول العالم في الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة حيث تعمل على استكشاف إمكانية إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق عبر «تحالف أبوظبي للهيدروجين»، وفي سابقة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط سوف تعتمد جميع الشبكات الكهربائية لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» بكامل طاقتها على الطاقة النووية والشمسية، ولهذا سوف تمد أدنوك شركة مياه وكهرباء الإمارات بالطاقة النظيفة بنسبة 100 % بداية من يناير 2022، وهو أمر تاريخي بالفعل لأنه يقرب الإمارات من خطة الحياد المناخي 2050، كما يعد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أكبر مجمع للطاقة الشمسية منخفض الكلفة في العالم، بطاقة إنتاجية مخطط لها تصل إلى 5 آلاف ميغاواط، وسوف يضم هذا المجمع أطول برج طاقة شمسية في العالم بارتفاع 260 متراً، كما يمتاز بأكبر قدرة تخزينية للطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، ما يسمح بإنتاج الطاقة على مدار 24 ساعة، وإنتاج طاقة كهربائية نظيفة هي الأرخص في العالم، وفق هيئة كهرباء ومياه دبي.

ورغم الجائحة استطاعت الإمارات أن تحقق رقماً قياسياً في إنتاج الطاقة النظيفة في عام 2020 بلغ 260 غيغاواط، وفق الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، وعندما تستكمل الإمارات مفاعلاتها النووية الأربعة للطاقة السلمية سوف تلبي محطة «براكة» 25% من احتياجات الطاقة الكهربائية في الإمارات دون انبعاثات كربونية، وبذلك تكون الإمارات أول دولة عربية تستفيد من الطاقة النووية ذات الانبعاثات الصفرية.

حلول مناخية



إدراك دولة الإمارات أن القطاع الزراعي في العالم يشكل نحو الثلث من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، دفعها لأن تطلق بالتعاون مع الولايات المتحدة و8 دول أخرى، «مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ» خلال قمة القادة للمناخ التي عقدت افتراضياً في 23 أبريل الماضي برعاية الرئيس الأمريكي، جو بايدن؛ بهدف زيادة الاستثمارات في الأبحاث والتطوير والابتكار في الزراعة المستدامة لتلبية المتطلبات الغذائية لأعداد السكان المتزايدة عالمياً، مع التركيز على الحد من الآثار البيئية، وفق سعادة مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة.

كل هذه الإنجازات والصدارة التي تتمتع بها دولة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة والحلول المناخية ودعم دول الإقليم والعالم في الحفاظ على الأرض تجعل من الملف الإماراتي هو الأفضل والأحق باستضافة «cop 28».