الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

حوار | رئيس مركز أورسام التركي: الحوارات الاستكشافية بين تركيا والعرب «إيجابية»

  • يوجد إطار عام للتواصل والتفاهم والتعاون بين أنقرة والإمارات

  • هناك اتصالات سعودية - تركية لكنها تحتاج إلى الوقت لكي تنجح

  • توقعات بخروج أمريكي مفاجئ من العراق وسوريا



تهتم كافة الأوساط السياسية في المنطقة، بنتائج الزيارة التي يجريها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الأربعاء، إلى تركيا، لا سيما في ظل التوقعات بمساهمة هذه الزيارة في تضييق فجوة الخلافات العربية- التركية، وفقاً لرئيس مركز أورسام لدراسات الشرق الأوسط، أستاذ العلاقات الدولية بإسطنبول، الدكتور أحمد أويصال.

وقال أويصال في حوار لـ«الرؤية» إن زيارة ولي عهد أبوظبي إلى أنقرة لن تحقق نتائج ملموسة في إطار التقارب التركي- الإماراتي خلال الفترة المقبلة فحسب، وإنما في إطار التقارب العربي- التركي، لافتاً إلى أن هذا التقارب سيساهم في «حلحلة» الكثير من القاضايا العالقة.. وإلى نص الحوار:



قراءتك لزيارة ولي عهد أبوظبي إلى تركيا في هذا التوقيت؟

الزيارة مهمة بالنسبة للتحولات الدولية والإقليمية في العالم، وهي شيء إيجابي؛ لأن الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن، ابتعدت نسبياً عن القوة التقليدية في المنطقة، في مقابل التركيز والاقتراب من إيران، والتركيز أيضاً على آسيا، فهذه الزيارة مهمة للتهدئة، وحل المشاكل بين الدول الإقليمية، مثلما كانت المحادثات والحوارات الاستكشافية مع مصر إيجابية، وهذه الحوارات ستعود بالفائدة على دول المنطقة العربية وفي القلب منها الخليجية، وهذه الزيارة تأتي بعد زيارة سمو الشيخ طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني في الإمارات، الذي تطرق للأبعاد الاقتصادية والأمنية، لذا فالآن هناك إطار عام للتواصل والتفاهم والتعاون بين تركيا والإمارات.

إلى أي مدى تؤثر الزيارة على التقارب التركي الإماراتي؟

الزيارة تقوي العلاقات بشكل ملموس؛ لأنها الثانية على مستوى القيادة العليا، وهناك آمال كبيرة في الداخل التركي مبنية عليها، سواء في المجال الاقتصادي والأمني، خاصة وأن هناك تغيرات الآن في المشهد الإقليمي في اليمن، وليبيا، وسوريا، وهناك نقاشات مهمة بين الدول وبعضها، لن تسفر جميعها عن نتائج من المرحلة الأولى، لكن أتوقع تطورات ملموسة منها، وخاصة زيارة الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، لتركيا.

ما تأثير هذه الزيارة على التقارب العربي التركي؟

تركيا تريد التقارب مع دول المنطقة، لأن المشاكل والمصاعب تؤثر على الجميع، علاوة على الكوارث والصراعات والحروب الأهلية، التي تتأثر بها دول الجوار، ومن ثم فإننا لو انتظرنا حلولاً من الدول العظمى، فلن تأتي. حل المشاكل الإقليمية والعربية يحتاج إلى مناقشات بين الدول العربية وبعضها، وهناك مجال للتعاون، فالعلاقات التركية والعربية سوف تتنامى وتتقارب بعد هذه الزيارة الإماراتية لتركيا، وأيضاً بعد المحادثات الاستكشافية التي تمت بين تركيا ومصر، وهذه نقطة إيجابية.



هل هناك اتصالات تركية مع السعودية خلال الفترة الحالية؟

هناك اتصالات، لكنها من الممكن أن تحتاج إلى بعض الوقت لكي تنجح وتسفر عن نتائج، تركيا مدت يدها للسعودية، ليس بدافع التعاون الاقتصادي فقط، رغم أن الاقتصاد يؤثر على الجميع في عهد كورونا، لكن هناك أسباب لمد يدها لكل من الإمارات والسعودية ومصر، أكبر من الاقتصاد، الأبعاد السياسية والدبلوماسية أهم من الاقتصاد، الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أدار ظهره للعرب وركز على إيران وإسرائيل، والآن السيناريو ذاته يتكرر لدى الرئيس الأمريكي بايدن، فقد ابتعد عن تركيا والسعودية ومصر، مثلما فعل أوباما، وهذا يقلق الدول العربية والإقليمية في الشرق الأوسط، ولعل خروج أمريكا من أفغانستان كان مفاجأة، فهي تبتعد عن دعم ومساندة الدول العربية والخليجية، وتركز بشكل أكبر على الصين، المنافس الحقيقي لها، وهذا يجبرها على الاهتمام أكثر بهذا الاتجاه، ومن المتوقع أيضاً أن تخرج أمريكا من العراق وسوريا، فهي تخفض الآن من وجودها في العراق، ومن الممكن أن تكرر نفس الأمر في سوريا قريباً، وهو ما يجعل الدول العربية والخليجية تبحث عن حلول في سوريا وليبيا، وغيرهما، فكل هذه الأمور مرتبطة ببعضها، لذا تعرف تركيا قيمة وأهمية النقاش مع كل من الإمارات والسعودية ومصر.

ما تأثير الزيارة الإماراتية على العلاقات الخليجية - التركية؟

هناك تحسن في العلاقات الخليجية، لا سيما بعد انتهاء أزمة قطر، وهو أمر إيجابي، العلاقات بين دول الخليج وبعضها تزداد قوة، تركيا لا تفضل الصراع بين الدول الخليجية، وتحبذ التهدئة؛ لأن التعاون بينهم يفيد التعاون معهم، وهناك فرصة جديدة الآن في المنطقة الخليجية للتعاون أكثر سويا، وكذلك بين الدول الخليجية - وتركيا.

شهدت الفترة الماضية تقارباً تركياً مع دول المنطقة.. كيف ترى ذلك؟

هناك تحولات في المنطقة، واحتقانات اقتصادية لدى بعض الدول، لا نريد صراعات ومشاكل سياسية أكثر، وهذا كان محور اللقاء بين وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو، ووزير الخارجية البحريني، فهناك تسارع وتنامٍ في العلاقات التركية الخليجية، ربما نشهده في البعد الاقتصادي أولاً، لكن أيضاً في البعد السياسي والاجتماعي والثقافي تتحسن العلاقات التركية الخليجية بشكل ملموس، ولننتظر بعض الوقت لإتمام هذا التفاهم أيضاً مع السعودية.

هل تشهد الفترة المقبلة تغيراً في السياسات الخارجية لتركيا إقليمياً؟

لا أتوقع تغيراً كبيراً، أنقرة ستبحث عن التفاهم مع الدول الإقليمية، فهناك مصالح مشتركة ستتحقق بين تركيا ودول أخرى حال حدوث استقرار في عدد من الدول التي تشهد حروباً وصراعات، الاستقرار في اليمن على سبيل المثال، يفيد تركيا والسعودية، والاستقرار في السودان وليبيا يفيد تركيا ومصر، والمنطق ذاته في سوريا والعراق، بالإمكان تقريب الآراء، والابتعاد عن المشاكل، الأمور الإيجابية أكثر من الصراعات، ومجال التعاون والعلاقات كبير في هذه المنطقة.