الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«خمسين الإمارات».. إنجازاتٌ عابرة للقارات وطموحٌ يحلق في الفضاء

تطوي الإمارات الخمسين عاماً الأولى من عمر الاتحاد وهي تتبوأ العديد من المناصب العالمية على الساحة الدولية. بل خلال 50 عاماً من الإنجازات الدولية، تجاوزت طموحاتُ الآباء المؤسسين الساحة العالمية، لتنطلق نحو الفضاء.

من بناءٍ في الداخل، وتعزيز لصيتها في الخارج، وتكريسٍ لقوتها الناعمة، ومن ثم سبر أغوار الفضاء، لم يكتف قادة الإمارات بما حققوه من إنجازات ليرسموا خريطة طريق لمستقبل أكثر إشراقاً ينتظرها، من خلال حزمة مشاريع لـ50 عاماً أخرى قادمة.

خمسون عاماً مضت تُؤرَّخ منذ إعلان التأسيس الرسمي للإمارات العربية المتحدة، دولة مستقلة ذات سيادة، في الثاني من ديسمبر عام 1971، بعد خروج بريطانيا من منطقة الخليج العربي عام 1968، والذي دشن مراحل البناء الداخلي، ثم التوجه إلى العالمية، قبل الانطلاق إلى الفضاء.

منذ قيام الاتحاد و على مدى 50 عاماً، قطعت الإمارات شوطاً كبيراً باتجاه العالمية، محققة العديد من الإنجازات والنجاحات في مجالات الاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا والطب، كما شهدت نهضة عمرانية وحضارية وضعتها في مصاف الدول الجاذبة للسياح والمستثمرين والراغبين في الإقامة بها، على حد سواء.

الإنتربول

أحدث الإنجازات وليست آخرها. جاء فوز الإماراتي اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، 25 نوفمبر الجاري، بمنصب رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، لدورة جديدة تستمر 4 سنوات، لا ليتوج جهود الدولة في المجال الشرطي ومكافحة الإرهاب، فحسب، بل لنقل التجربة الرائدة لدولة الإمارات في مجال الأمن والأمان، إلى دول المنظمة العريقة. التصويت وإعلان الفوز جرى في إسطنبول....

واحتلت الإمارات المركز الأول عالمياً في مجال الأمن خلال السنوات الماضية. وتسعى من خلال مكانها الجديد إلى تحديث الإنتربول، و«خدمة المواطنين في جميع أنحاء العالم، نيابة عن دولة الإمارات»، من خلال العمل الجماعي ومد يد العون لكل الأطراف، حسب ما صرح الريسي عقب إعلان فوزه.

ويعتزم الريسي المساعدة في بناء «إنتربول» أكثر تنوعاً وحداثة وتعاوناً بين الدول الأعضاء، لما يتمتع به من خبرة في مواجهة التحديات الحديثة، مثل الجرائم الرقمية، وهو ما تحتاجه عملية إنفاذ القانون عالمياً.

مجلس الأمن

في 6 نوفمبر الجاري، انتخب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، الإمارات لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن، إلى جانب ألبانيا والبرازيل والغابون وغانا للفترة 2022-2023.

انضمت الإمارات لهيئة الأمم المتحدة عام 1971، بالتزامن مع تأسيسها، وشغلت سابقاً مقعداً في مجلس الأمن في الفترة 1986-1987. وحصلت على تزكية جامعة الدول العربية عام 2012، ومجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ عام 2020، لترشحها لعضوية مجلس الأمن الحالية. وأطلقت حملتها بشكل رسمي في سبتمبر 2020، مرتكزة على التزامها بتعزيز الشمولية، والتحفيز على الابتكار، وبناء القدرة على الصمود وتأمين السلام على كافة الأصعدة.

الاتحاد الدولي للمخترعين «إيفيا»

في اليوم ذاته، ومن مدينة نونبيرغ الألمانية، أعلن فوز دولة الإمارات بالعضوية الكاملة في الاتحاد الدولي للمخترعين «إيفيا». جاء الإعلان خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد، على هامش المعرض الدولي للأفكار والاختراعات والابتكارات.

وتتيح العضوية الكاملة للجمعية في اتحاد المخترعين العالمي العمل على الارتقاء بالمخترعين من الناحية الفنية وتطوير مهاراتهم والمشاركة في الدورات المتخصصة والمؤتمرات والمعارض والملتقيات الدولية وتبادل الخبرات وتوفير السبل كافة للمخترعين لإبراز إختراعاتهم ودعمهم إعلامياً وفنياً وقانونياً.

الاتحاد الدولي لأمراض النساء والولادة

السادس من نوفمبر الماضي كان يوماً إماراتياً بامتياز، إذ فازت الدولة أيضاً، ممثلة في «جمعية الإمارات الطبية» و«شعبة أمراض النساء والولادة»، في انتخابات الجمعية العامة للاتحاد الدولي لأمراض النساء والولادة (FIGO). وحصلت الإمارات للمرة الأولى على منصبين رئيسيين في الاتحاد، لتصبح أحد صناع القرارات والسياسات الصحية للمرأة على المستوى الدولي.

ويأتي التواجد الإماراتي في هذا الموقع كإضافة مهمة للاتحاد، لما تتمتع به الإمارات من مكانة متقدمة على الخريطة الصحية الدولية، ولرصيدها الكبير من النجاحات في المجال الطبي.

ويعزز الفوز دور الإمارات في تحقيق الرفاه الصحي لنساء العالم، إلى جانب تقديم تجربتها الناجحة في رعاية الأمومة والطفولة، وما تبنته من برامج وخطط ومشروعات تهدف لحياة صحية أفضل لجميع نساء العالم.

مجلس حقوق الإنسان

في 14 أكتوبر الماضي، فازت الإمارات بعضوية مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، للفترة من 2022 -2024، بحصولها على 180 صوتاً، عن مجموعة دول آسيا والمحيط الهادي، خلال انتخابات جرت بين أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، في اقتراع سري مباشر.

الفوز كان للمرة الثالثة، وجاء تاكيداً على سياسة الدولة القائمة على ترسيخ الحقوق والحريات، وإدراكها لأهمية حقوق الإنسان في تحقيق التنمية المستدامة، وانعكاساً لجهودها الإقليمية والدولية في تعزيز وحماية حقوق الإنسان. ومن خلال شغلها المنصب، تتطلع الدولة إلى تعزيز هذه الجهود والشراكات بين الدول.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية

في سبتمبر 2020، أعيد انتخاب دولة الإمارات لعضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للفترة من 2020 إلى 2022. وتعكس الخطوة ثقة المجتمع الدولي بالدور البناء للدولة في مهام الوكالة التي تتخذ من فيينا مقراً لها. كانت الإمارات شغلت المقعد في السابق من عام 2016 إلى 2018 ومن 2013 إلى 2015 ومن 2010 إلى 2012. ويعد مجلس المحافظين أحد هيئات صنع السياسات الرئيسية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الإعفاء من «شنغن»

في مايو 2015، وقعت وزارة الخارجية الإماراتية والاتحاد الأوروبي في بروكسل اتفاقية إعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرة «شنغن»، ما سمح لمواطني الدولة بعبور 34 دولة أوروبية من بينها 26 تابعة للاتحاد الأوروبي من دون الحاجة لاستصدار تأشيرة شينغن.

اتفاق السلام الإبراهيمي

على الساحة الإقليمية، كان توقيع معاهدة السلام في أغسطس 2020 بين دولة الإمارات وإسرائيل حدثاً تاريخياً مهماً في مسيرة الاتحاد، تأكيداً على تطلعها لتحقيق الازدهار في المنطقة العربية والعالم بأسره.

مجلس التعاون الخليجي

أحد الإنجازات الإقليمية الطموحة في تاريخ الاتحاد. ساهم الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تحويل فكرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى حقيقة، بهدف تحقيق التكامل بين دول الخليج الست، وصولاً إلى الوحدة.

الجواز الإماراتي

لا أدل على إنجازات الإمارات الدبلوماسية والدولية من تصدّر جواز السفر قائمة الجوازات الأكثر نفوذاً في العالم، وفقاً لمؤشر «باسبورت إندكس»، بدخول 167 دولة بدون تأشيرة مسبقة، ليصبح أحد أقوى المؤشرات على نجاح الدبلوماسية الإماراتية خلال 50 عاماً من عمر الاتحاد.

إكسبو 2020

بالتوازي مع تلك الإنجازات، كانت الإمارات تحضر لحدث عالمي فازت بشرف تنظيمه، منذ إعلان المكتب الدولي للمعارض، خلال انعقاد جمعيته العامة في باريس يوم 27 نوفمبر 2013، فوز مدينة دبي بحق استضافة معرض إكسبو الدولي 2020، كأول مدينة عربية في هذا المضمار، وللمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

ورغم تحديات الجائحة، التي أرجأت الحدث العالمي عاماً بأكمله، فتح المعرض الدولي أبوابه أمام العالم، تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، وسط إشادة دولية واسعة ببراعة ودقة التنظيم، لتبهر الإمارات 192 دولة من مختلف أنحاء العالم، وهي تستقبلهم من مطلع أكتوبر وحتى نهاية مارس 2022.

كوب 28

واستمراراً لحصدها ثمار إنجازاتها في كافة المجالات طوال الـ50 عاما الماضية، نجحت الإمارات، يوم 11 نوفمبر الجاري، في قنص فرصة استضافة الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» والمقرر عام 2023. بذلك أقر المجتمع الدولي بجهود الإمارات في مجال المحافظة على المناخ والاستدامة، والتزامها بإطار الحراك العالمي لمكافحة الاحتباس الحراري.

كذلك عززت الدولة مكانتها في مجال الطاقة النظيفة بـ«مشروع براكة»، للطاقة النووية السلمية، لتكون الأولى في العالم العربي، والثالثة والثلاثين على مستوى العالم، التي تنجح في تطوير محطات للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء على نحو آمن وموثوق وصديق للبيئة.

اقتصاد الفضاء

لم تكتف الإمارات بإنجازاتها على الساحة الدولية، بل جاوز طموحها السحاب، فأطلقت يوم 20 يوليو الماضي «مسبار الأمل»، أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، بينما تخطط لمشروع "المريخ 2117"، الذي يستهدف بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر خلال 100 عام.

اهتمت الإمارات بصناعة الفضاء، التي توفر إمكانات اقتصادية وعلمية كبيرة، فأسست وكالة الإمارات للفضاء عام 2014، بهدف تسريع عملية نمو قطاع الفضاء. ويعد قطاع الصناعات الفضائية في الإمارات الأكبر على مستوى المنطقة، من حيث الاستثمارات وحجم المشاريع.

في فبراير الماضي، خطت الدولة بسرعة لتتخذ موقعها ضمن «نادي الكبار في اقتصاد الفضاء»، الذي تشكلت أولى ملامحه مع إطلاق محطة الفضاء الدولية عام 1998، نتاجاً لمشروع دولي تشرف عليه 5 وكالات فضاء عالمية.

كان مصرف «مورجان ستانلي» قد صنف دولة الإمارات ضمن قائمة أكبر 20 دولة إنفاقاً على برامج الفضاء في العالم، وفقاً لبيانات 2018. وتحتضن الإمارات الآن عدداً من اللاعبين الدوليين الرئيسيين في قطاع الفضاء، وعدداً من الشركات الناشئة المهتمة بهذا القطاع، الذي يوفر فرصاً استثمارية لا حدود لها.