الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«توتر أم استقرار».. ماذا بعد النتائج النهائية للانتخابات العراقية؟

«توتر أم استقرار».. ماذا بعد النتائج النهائية للانتخابات العراقية؟

رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات جليل عدنان

هاني بدرالدين

بعد شهر ونصف تقريباً، منذ إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، النتائج النهائية للانتخابات، والتي لم تختلف عن النتائج الأولية السابقة التي تم الإعلان عنها، سوى نتائج 5 مقاعد فقط، في البرلمان الذي يضم 329 نائباً، ما يفتح الباب أمام انطلاق مسيرة العراق نحو الاستقرار، من خلال انعقاد البرلمان الجديد واختيار الرئيس الجديد للعراق وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وسط مخاوف من ردود فعل القوى الخاسرة بالانتخابات والمرتبطة بالمليشيات.

تعديل طفيف

وأوضح رئيس المفوضية، جليل عدنان، خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، أن نسبة المصوتين في الانتخابات بلغت 44 % من العدد الكلي لمن لهم حق التصويت، والبالغ عددهم أكثر من 22 مليوناً، مضيفة أن هذا الإعلان نهائي بعد استكمال البتّ في الطعون والشكاوى التي قدمت بحق بعض مراكز الاقتراع، كما ذكر عدنان أن المفوضية التزمت بأقصى درجات المهنية، موضحاً أن كل النتائج النهائية نشرت على موقع المفوضية.

وأكدت المفوضية أن دراسة الطعون، وإعادة العد والفرز اليدوي، نتيجة الطعون الأخيرة، أحدثت تغييراً بواقع 5 مقاعد فقط عن نتائج الانتخابات الأولية، التي أعلنتها المفوضية سابقاً، حيث توزعت المقاعد الخمسة بواقع مقعد واحد في محافظات بغداد ونينوى وكركوك والبصرة وأربيل.

استمرار تقدم الكتلة الصدرية

وحافظت الكتلة الصدرية، بزعامة مقتدى الصدر على تصدر الانتخابات، وجاءت في المرتبة الأولى وحصدت 73 مقعداً، فيما جاء حزب تقدم بزعامة محمد الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي حالياً، على المركز الثاني بحصوله على 37 مقعداً.

وحل ائتلاف دولة القانون، بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، في المركز الثالث، وحصد 33 مقعداً، وجاء الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني في المركز الرابع وحصل على 31 مقعداً، وبعده تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، وحصل على 17 مقعداً، تليه كتلة عزم بزعامة خميس الخنجر والتي حصلت على 14 مقعداً، كما حصل الاتحاد الوطني الكردستاني على 17 مقعداً.

تجدر الإشارة إلى أن مجموع عدد مقاعد المستقلين في البرلمان الجديد بلغ 30 مقعداً، وهي نتيجة جيدة في ظل الاستقطاب الحاصل في البلاد، وسطوة الأحزاب.

الطريق إلى الاستقرار

وأعلنت مفوضية الانتخابات أنها ستقوم بإرسال أسماء الفائزين في الانتخابات، إلى المحكمة الاتحادية العليا، للمصادقة عليها، لتبدأ بعد ذلك العملية السياسية الجديدة في العراق، بدعوة البرلمان الجديد للانعقاد وانتخاب رئيس له.

ويقوم البرلمان بانتخاب رئيس للبلاد، الذي سيكلف بدوره الكتلة الأكبر عدداً في البرلمان بتشكيل الحكومة الجديدة، للسنوات الأربع المقبلة.

ترقب لردود الفعل

ويترقب العراقيون ردود فعل القوى الخاسرة في الانتخابات، وخاصة المرتبطة بالمليشيات المسلحة، وتهديداتها بتصعيد رفضها، حيث يُخشى من تحوله إلى صدام مع القوى الأمنية، وخاصة أنصار تحالف الفتح، المظلة السياسية للمليشيات العراقية الموالية لإيران، والتي يهدد مسؤولوه والمقربون منه، بتصعيد معارضتهم لنتائج الانتخابات، خاصة أن أنصارهم يقومون باعتصام منذ الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات، أمام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد، ويحاولون اقتحامها، احتجاجاً على ما يصفونه بحدوث تزوير في الانتخابات.