الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بنعيم لـ«الرؤية»: نأمل إسهام زيارات خفض التصعيد في إنهاء الخلافات «طويلة الأمد» بالمنطقة

بنعيم لـ«الرؤية»: نأمل إسهام زيارات خفض التصعيد في إنهاء الخلافات «طويلة الأمد» بالمنطقة

دانيال بنعيم.

جدد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شبه الجزيرة العربية، دانيال بنعيم، التزام بلاده تجاه شركائها في الشرق الأوسط، وتجاه دولة الإمارات تحديداً باستمرار الحوار لإتمام صفقة مقاتلات «إف 35»، مشيداً بالتقدم الذي تم إحرازه في مجالات حقوق الإنسان في منطقة الخليج العربي.

وأشاد بنعيم في تصريحات خاصة، بالتزامن مع زيارة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، إلى إيران، والجولة الخليجية الحالية للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي، بالدور المهم الذي يلعبه البلدان لتعزيز الأمن والحوار الإقليميين.

وأضاف نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي «نأمل أن يسهم هذا النوع من الحوار في تخفيف حدة التوتر من ناحية، ومن ناحية أخرى، في التعاطي مع خلافات طويلة الأمد مثل الملف الإيراني»، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية «ستبقى على اتصال وتواصل وثيقين مع شركائها الخليجيين في مثل هذه القضايا الأمنية محل الاهتمام المشترك».



وقال: «نحن سعداء بخفض التصعيد الجاري، وتنشيط علاقات الشراكة، فضلاً عن رؤية دول تعمل جاهدة لحل خلافات تاريخية، مثل دولة الإمارات وإسرائيل، إضافة إلى دول قررت المضي قدماً بروح المصالح المشتركة مثلما حدث على صعيد العلاقات الإماراتية - التركية».


وحول العقوبات الأمريكية على إيران، التي تعوق التبادل التجاري الهائل بين البلدين، قال بنعيم «نحن مقتنعون بأن رفع العقوبات يعتمد على خروج نتائج مرضية وإيجابية في المحادثات الدبلوماسية بشأن الملف النووي، وإلى أن يحين ذلك، ستستمر العقوبات لحث طهران على التجاوب مع القلق الدولي والإقليمي بشأن برنامجها النووي».

وعن الرسائل السلبية التي حملها الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كونه ترك الساحة للمسلحين والجماعات المتطرفة، ما فسره البعض بأنه يعكس سحب واشنطن تدريجياً لدعم حلفائها في الشرق الأوسط، نفى بنعيم أن تكون الولايات المتحدة تعمدت إرسال مثل هذا المضمون. وقال «الرئيس جو بايدن طالما كان مقتنعاً بأنه آن أوان الانسحاب من أفغانستان. وهو ما فعله».

وأعرب عن قناعته بأن «الرسائل لا يتم إرسالها عبر ترك المجال للشائعات والقيل والقال، وإنما من خلال التواصل الواضح والمباشر. وأشار إلى أنه خلال زيارات أجريت مؤخراً بين مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى لكل من الإمارات والسعودية، تم التأكيد على أن واشنطن باقية على التزاماتها تجاه شركائها في منطقة الشرق الأوسط. كما أكدت أنها ستظل تلجأ للطرق الدبلوماسية، قدر المستطاع، في التعامل مع الملف النووي الإيراني».

ولفت بنعيم إلى تصريحات سابقة أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عندما أكد التزام الولايات المتحدة «بالدفاع عن نفسها وعن أصدقائها ومصالحها». وقال: «كانت رسالة واضحة جداً بأن الولايات المتحدة باقية على مصالحها في المنطقة، وأنه لا ينبغي لأحد أن ينسج من وحي خياله تصورات بأن الانسحاب من أفغانستان سيكون له أي مردود على علاقتها مع الشركاء في الشرق الأوسط».

وبالتطرق إلى الموقف الأمريكي من ميليشيات الحوثيين وإلغاء واشنطن تصنيفهم كجماعة إرهابية، قال: «نعمل بالطرق الدبلوماسية من أجل الوصول إلى حلول للحرب في اليمن. رأينا أن السعوديين بذلوا جهداً للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وأن الحوثيين يستمرون في إطلاق الصواريخ عبر الحدود إلى المناطق السعودية. وسنستمر في دعمنا للمملكة لحماية حدودها، وسنضغط على الأطراف المعنية للوصول إلى حلول دبلوماسية». وبرر الخطوة الأمريكية قائلاً إن «الأزمة الإنسانية في اليمن هائلة وتتطلب حلولاً ملحة. صحيح أن مليشيات الحوثيين تفاقمها، لذا سنستمر في العمل مع كل الأطراف الإقليمية والدولية لضمان إيصال المساعدات».

وعن التقدم الذي تم تحقيقه في ملف حقوق الإنسان في منطقة الخليج، أشاد بنعيم بقوة العلاقات الأمريكية - الخليجية ورغبة واشنطن الدائمة في التواصل حول هذا الشأن، لا من منطلق فرض الآراء وإنما إيماناً بأن تنمية هذا المجال في صالح الجانبين. وعلى سبيل المثال، أشاد بقوة ومتانة علاقات الشراكة الأمريكية - السعودية، قائلاً: «نتحدث دوماً عن مجموعة من القضايا الأمنية. نتحدث بكثافة عن كيفية إنهاء الحرب في اليمن. لدينا حوار قوي متبادل بشأن حقوق الإنسان. إنها علاقة قوية جداً على جميع المستويات الاقتصادية والدبلوماسية والاستراتيجية. عندما برزت بعض الخلافات بيننا بشأن حقوق الإنسان تحدثنا بشأنها لكننا أيضاً عملنا على توسيع مساحات الاتفاق المشتركة».

وأضاف «نحن على ثقة بقدرتنا معاً على إجراء حوار شفاف بشأن قضايا حقوق الإنسان والروابط الاقتصادية في الوقت ذاته». وأكد بنعيم أن إدارة بايدن تضع قضايا حقوق الإنسان في مرتبة مهمة ضمن علاقاتها الخارجية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة كانت لها تجربتها وتحديها الخاص في هذا الشأن والذي جعلها تتفهم صعوبة تحقيق أهداف حقوق الإنسان، لكنها ستظل تطالب بها نظراً لانسجامها مع القيم الأمريكية للمجتمع الذي تتمنى أن يكون. وأوضح أن الإدارة الأمريكية ترى تقدماً تم إحرازه في مجالات حقوق الإنسان في الدول الخليجية، لا سيما على صعيد حقوق المرأة والعمال وأصحاب الهمم. وقال إن «واشنطن تؤمن بأن الانفتاح وشعور المواطن بوصول صوته وقدرته على إدراك حقوقه وحرياته يقود إلى مجتمع صحي أكثر تنوعاً. وأن هذا سيكون لصالح الجانبين»، مضيفاً «لا نرى أنه يتحتم علينا الاختيار بين مناقشاتنا بشأن حقوق الإنسان وشراكتنا العميقة. نريد أن نعمق كليهما».

وبسؤاله عن صفقة مقاتلات «إف 35»، أكد المسؤول الأمريكي «نحن ملتزمون تجاه الإمارات حتى ونحن ما زلنا نسعى للتأكد من أن لدينا تفاهماً مشتركاً يحترم التزامات كل طرف. نتوقع استمرار الحوار. وسنتحدث حول كيفية تحقيق أهدافنا الاستراتيجية المشتركة لبناء شراكة أمنية أكثر قوة وقدرة تقنية».