الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

منير الفاسي لـ«الرؤية»: استرشدنا بجهود الإمارات لتعزيز حقوق الإنسان في زمن كورونا

منير الفاسي لـ«الرؤية»: استرشدنا بجهود الإمارات لتعزيز حقوق الإنسان في زمن كورونا

مدير إدارة حقوق الإنسان في جامعة الدول العربية.

أكد مدير إدارة حقوق الإنسان في جامعة الدول العربية منير الفاسي تقدير الجامعة للجهود التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في زمن جائحة كورونا، وأشار إلى أن الإمارات شهدت جهوداً كبيرة في هذا المجال، على المستويين التشريعي والمؤسسي.

وقال الفاسي، في حوار عبر الهاتف لـ«الرؤية» من القاهرة، إن ممارسات دولة الإمارات خلال جائحة كورونا تعتبر من الممارسات الفضلى التي تسترشد بها بقية الدول العربية في مكافحة الجائحة والتعامل مع تداعياتها، مؤكداً أن حقوق الإنسان ليست قيماً مستوردة ولكنها مستلهمة من صميم ثقافتنا العربية.. وإلى نص الحوار ..

ما الذي قدمته جامعة الدول العربية لحركة حقوق الإنسان؟

جامعة الدول العربية تعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ميثاقاً تاريخياً ومحورياً ومرجعياً يشكل في تقديرنا إحدى الدعائم الأساسية، وركيزة للعمل العربي المشترك في مسيرة حقوق الإنسان، ومنذ عام 1968 عملت الجامعة بتناغم لوضع النواة الأولى لمنظومة حقوق الإنسان العربية من خلال إنشاء اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، ومنها انطلقت الوثائق والآليات والميثاق العربي لحقوق الإنسان.

هل انضمت جميع الدول العربية للميثاق.. وكيف ترى التعاون العربي في هذا المجال؟

لا، حتى الآن هناك 6 دول لم تنضم للميثاق، وأود القول إن لدينا خطة عربية للتربية على حقوق الإنسان وتعزيز الثقافة الحقوقية واستراتيجية عربية نعمل على تجهيزها للتربية والتثقيف في هذا المجال. وعلى مستوى البرلمان العربي تم إنشاء لجنة لحقوق الإنسان كآلية برلمانية عربية في هذا المجال، وقريباً سينعقد المؤتمر السنوي لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس لصياغة استراتيجية عربية في مجال العمل الأمني ومقاربته مع حقوق الإنسان.

وما الدور الذي تلعبه الجامعة العربية في نشر ثقافة حقوق الإنسان؟

لدينا منظومة عربية متكاملة، ونسعى لتعزيز الشراكات مع مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، وعدد من الهيئات الدولية والإقليمية لتعزيز مجالات التدريب والقدرات، وفتح حوار مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية للتصديق والانضمام للصكوك الدولية لحقوق الإنسان، وهذا المجال المهم والحيوي لم يعد حكراً على القانونيين، بل أصبح يشمل كل أطياف المجتمع، والكل معني به، وهدفنا ألا يتخلف أحد عن الركب، وهناك تجاوب من كل الدول العربية لتعزيز المنظومة الحقوقية لتنعكس إيجاباً على المواطن العربي.

وكيف ترى دور منظمات المجتمع المدني العاملة في حقوق الإنسان؟

منظمات المجتمع المدني شريكة، ولدينا إعلان عربي خاص بالمنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان، ولديها مكانتها في هذه المنظومة، كما أن لدينا شراكة مع الشبكة العربية لمؤسسات حقوق الإنسان العربية لأنها فاعل مهم وأساسي.

وما أثر الحروب في عدد من دول المنطقة على تمتع الإنسان بالحقوق الأساسية؟

السلم والأمن أولوية وركنان أساسيان لتمتع الإنسان بحقوقه الأساسية، وهنالك جهود على المستوى السياسي لحل هذه النزاعات ووضع نهاية لها، ونأمل أن تنجح هذه المساعي السياسية لإنهاء الحروب، ونحن مستمرون في التوعية بأهمية تعزيز حقوق الإنسان في كل الأحوال والظروف.

ماذا عن جائحة كورونا وتداعياتها على حقوق الإنسان؟

بالتأكيد أثرت جائحة كورونا على العديد من الحقوق، ونحن في الجامعة العربية رصدنا جهود العديد من الدول الأعضاء وما قامت به من جهود لتعزيز حقوق الإنسان في زمن الجائحة، ونرحب بشكل كبير بمختلف التدابير والإجراءات التي اتخذتها كل الدول العربية لحماية المواطنين من الجائحة، وعدم إغفال حماية وتعزيز حقوق الإنسان في هذه التدابير، وهذه الجهود يتم تجميعها في دليل استراتيجي حول الممارسات الناجحة للدول في تعزيز حقوق الإنسان في زمن الجائحة، هو الآن في مراحل صياغته النهائية.

وكيف ترى تعاون بعثة دولة الإمارات لدى الجامعة العربية في هذا الإطار؟

تعاون مثالي وناجح ومثمر، وفي حديثنا عن جائحة كورونا توصلنا بمجموعة كتيبات عن الجهود التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في زمن كورونا، هذه الكتيبات بها من التجارب والممارسات ما استفدنا منه بشكل كبير يجعلنا نحيي جهود الإمارات في زمن الجائحة، والجهود المثالية التي تندرج في مقدمة الممارسات الناجحة بصدد الحديث عن حقوق الإنسان وكورونا، وهذه الممارسات نسترشد بها ونعممها ليستفيد منها الشركاء في جامعة الدول العربية.

وكيف تنظرون للتطور التشريعي لتعزيز حقوق الإنسان في الإمارات؟

هناك جهود إماراتية عديدة على المستوى المؤسسي والتشريعي، وهي جهود موضع ترحيب لدينا، فالدولة استحدثت مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان وهي إضافة مهمة، وأيضاً على المستوى التشريعي هنالك من الجهود ما نسترشد به ونعتبره من الممارسات الناجحة في عالمنا العربي، وأؤكد أن هذه الجهود على المستوى المؤسسي والتشريعي جهود وتجارب ناجحة تندرج ضمن التجارب الفضلى مؤسسياً وتشريعياً، والجهد القائم مثمر وناجح ونحييه ونرحب به، ونهنئ دولة الإمارات على كل ما يتم بذله في هذا المجال.

هناك أصوات تقول إن حقوق الإنسان مفهوم غربي بعيد عن ثقافتنا العربية.. ما رأيك؟

سأرد بعبارة وردت في ديباجة الميثاق العربي لحقوق الإنسان: «هذا الميثاق يندرج في إطار حق الإنسان في حياة كريمة على أسس من الحرية والعدل والمساواة، تحقيقاً للمبادئ الخالدة للدين الإسلامي الحنيف والديانات السماوية الأخرى»، ونحن هنا لا نتكلم عن قيم غربية ولكنها قيم عربية متأصلة في الدين الإسلامي والديانات السماوية.

لكن البعض يحصر حقوق الإنسان في ممارسات غريبة عن ثقافتنا العربية.. ؟

هناك وعي متزايد بأن حقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030، وهناك 169 مقصداً في هذه الأجندة تنسجم مع مبادئ حقوق الإنسان، والمعطى التنموي مهم جداً، والربط بينهما مهم للغاية، وهنالك وعي متزايد في الشارع العربي بهذه الصلات والمقاصد والغايات المتضمنة في أهداف التنمية المستدامة، كلها مبادئ سامية مستلهمة من مبادئنا العربية والدينية الخالدة.