الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

«لوموند»: الصين تزاحم أمريكا في الخليج بـ «العلاقات مع الجميع»

«لوموند»: الصين تزاحم أمريكا في الخليج بـ «العلاقات مع الجميع»

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود ونظيره الصيني وانغ يي 10 يناير الجاري. (أسوشيتد برس)

جعلت الصين من منطقة الخليج العربي، منطقة جديدة للتنافس مع الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تسعى بكين إلى فرض نفسها سياسياً واقتصادياً في المنطقة، من خلال تبني استراتيجية تختلف عن تلك التي تتبناها واشنطن، حسبما ذكر تقرير تحليلي نشرته صحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية.

مصالح متبادلة

وتهدف الصين إلى فرض نفسها في المنطقة ضد أمريكا، بينما تريد الدول الخليجية أن تضع نفسها على «طريق الحرير الجديد»، وهو مشروع صيني أعلنت عنه بكين عام 2013، وتصفه بالأضخم والأعلى تكلفة في تاريخ البشرية، ويعد أكثر سياسات الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الخارجية طموحاً، ويهدف إلى ربط الصين بالعالم، من خلال استثمار مليارات الدولارات في البنية التحتية على طول طريق الحرير، الذي يربطها بالقارة الأوروبية، ويشمل ذلك بناء طرق، وموانئ، وسكك حديدية، ومناطق صناعية.



واستقبلت بكين، خلال الأيام الماضية، مسؤولين من مختلف دول المنطقة، وهي طريقة تريد أن تظهر من خلالها، أن الصين تعتزم لعب دوراً سياسياً مهماً في هذه المنطقة من العالم، وأنها تحافظ على علاقات جيدة مع جميع الدول، على عكس واشنطن.


وتجلي ذلك في استقبال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، وزراء خارجية المملكة العربية السعودية، والكويت، وعمان، والبحرين، وكذلك الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف فلاح الحجرف، في الفترة من 10 - 14 يناير الجاري.

تحدي جديد لأمريكا

ولكي تبرز بكين أن سياستها الخارجية تختلف عن سياسات واشنطن، وأنها تتعامل مع جميع الدول، وتحافظ على علاقات جيدة معها، انفتحت الصين على مجموعة من الدول، التي تربطها علاقات متوترة مع واشنطن، إذ استقبل وزير الخارجية الصيني، الأربعاء 12 يناير، وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، والجمعة 14 يناير، نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، كما كان قد أُعلن الأربعاء، انضمام سوريا رسمياً إلى برنامج الاستثمار الصيني «طريق الحرير الجديد»، في تحدي أخر لواشنطن، التي تفرض عقوبات اقتصادية شديدة على دمشق، بحسب «لُومُونْدْ».

سياسة التوازنات وعدم الاصطفاف

وتقوم سياسة الصين في هذه المنطقة من العالم، على التوازنات وتجنب الاصطفاف، إذ كان الاجتماع مع وزيري السعودية والبحرين يهدف إلى تبادل وجهات النظر بشأن المفاوضات النووية الإيرانية.

وفي ظل قلق دول الخليج بشأن طموحات طهران النووية، قال الوزير الصيني إنه بينما يتعين الالتزام بنظام حظر الانتشار النووي العالمي، ينبغي في المقابل أيضا أخذ المخاوف العادلة والمعقولة لبعض دول المنطقة بعين الاعتبار، وفي الوقت نفسه، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، الثلاثاء، عن "التزام الصين وإيران بالدعم المتبادل بينهما بشأن القضايا الأساسية، حيث دخلت الصين وإيران في شراكة استراتيجية لمدة 25 عاما.

المدخل الاقتصادي

وأوضحت الصحيفة أن بكين لا تعتزم فرض نفسها في المنطقة من خلال الجانب السياسي فقط، بل أيضا من خلال الشراكات والتعاون الاقتصادي، إذ حدد وزير الخارجية الصيني، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، خطة عمل للفترة بين 2022 - 2025، لإبرام اتفاقية التجارة الحرة، وإنشاء منطقة تجارة حرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، في أقرب وقت ممكن، بعدما بدأت المفاوضات منذ عام 2004.

ووفقا لبكين، فقد أصبحت الصين هي الشريك الاقتصادي الأول لدول مجلس التعاون الخليجي في عام 2020، بدلا من الاتحاد الأوروبي، حيث تستورد الصين حوالي 70 % من نفطها من هذه المنطقة من العالم.

وتجاوز التبادل التجاري بين الصين ودول مجلس التعاون 180 مليار دولار في عام 2019، أي 11 % من إجمالي التجارة الخارجية لمجلس التعاون، وفي عام 2020، حلت الصين محل الاتحاد الأوروبي، لتصبح الشريك التجاري الأول لمجلس التعاون، بحسب ما جاء في مقال للأمين العام المساعد للشؤون السياسية وشؤون المفاوضات في مجلس التعاون الخليجي، عبد العزيز حمد العويشق، في يناير المنصرم.