الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

خاص | «سلام ترامب».. الكتاب الأحدث والأوسع جدلاً في إسرائيل (1-5)

خاص | «سلام ترامب».. الكتاب الأحدث والأوسع جدلاً في إسرائيل (1-5)
  • الإعداد للاتفاقات الإبراهيمية حرك خيوطه «لاعبون أقل شهرة»
  • الإمارات أحرزت بالسلام 3 أهداف استراتيجية للقضية الفلسطينية
  • محمد بن زايد الأكثر إسهاماً والأقل تباهياً باتفاقات السلام
  • العتيبة ألقى «مفاجأة مدوية» في منزل كوشنر وصل صداها إلى تل أبيب
  • نتنياهو انزلق نحو الاتفاقات لغياب «ضوء أخضر» أمريكي لضم الضفة
  • ترامب لم يكن على علم بتفاصيل الاتفاقات لكنه كان «قضيب القاطرة»
  • «رجال الظل» حضروا يوم التوقيع ولم يُسمَح بنشر أسمائهم أو صورهم
  • نتنياهو أصيب بـ«التشتت» حينما كشف صهر ترامب أمامه مبادرة السلام مع الإمارات
  • كوشنر لفريدمان: «ضم الضفة ليس مدرجاً على قائمة أولويات الرئيس حالياً»
  • ترامب أبدى غضبه من تحويل نتنياهو خطة السلام إلى حدث انتخابي
في كتابه الصادر تحت عنوان «سلام ترامب: اتفاقات أبراهام وتحوّل الشرق الأوسط»، رصد الكاتب الصحفي الإسرائيلي باراك رابيد كواليس التسويات والتحولات الإقليمية، التي جرت تزامناً مع رئاسة دونالد ترامب للبيت الأبيض في الفترة ما بين 2017 حتى 2021. ووصف الكاتب في مقدمة مؤلَّفه الأحدث والأوسع جدلاً، أن سلام إسرائيل مع أربع دول عربية بعد مصر والأردن، هو الحدث الأهم إقليمياً خلال ربع القرن الفائت؛ فكان طبيعياً أن ينصبّ جوهر اهتمامه بإشكالات ذات صلة بمنطقة الخليج، والشرق الأوسط بمنظور أوسع.



وفي الحلقة الأولى من ترجمة وعرض الكتاب الإسرائيلي، الذي تنشره «الرؤية» على 5 حلقات، يضع الكاتب يده على نقطتين بالغتَي الأهمية، أولاهما: العوامل الإقليمية التي سرَّعت وتيرة اتفاقات السلام؛ وثانياً: الدور الإماراتي في صياغة المشهد، بالإضافة إلى ما ينطوي على المحورين من معلومات مثيرة، جمعها الكاتب بغرض ثقل مؤلَّفِه من شخصيات، كان لها ضلوع مباشر في الأحداث المثيرة، من الإمارات، والبحرين، والولايات المتحدة، وأوروبا، وإسرائيل؛ ولعل أهم لقاءاته من حيث ثراء المعلومات، حواره مع رئيس الولايات المتحدة الخامس والأربعين دونالد ترامب.

عوامل تسريع السلام



بمنظوره، يلفت باراك لابيد إلى 5 عوامل إقليمية ساهمت في تمرير الاتفاقات، وهى: انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وتلاقي مصالح دول الخليج مع إسرائيل بعد الضغوطات الممارَسة على إيران. بالإضافة إلى أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، كشف مدى إعياء ولامبالاة أجنحة عربية إزاء الفلسطينيين، بالإضافة إلى رفض الفلسطينيين أنفسهم التفاوض حول خطة دونالد ترامب لإنهاء النزاع مع إسرائيل، فضلاً عن اعتراف ترامب خلال لقاء مع المؤلف بأن الدول العربية سئمت الحروب وحالة التمزُّق، وباتت ترنو إلى السلام والتعاون والتنمية.

نصف انتفاضة

تدليلاً على تحليله كتب باراك رابيد يقول: «في 1994، وقّع رئيس الوزراء إسحاق رابين، وملك الأردن الحسين بن طلال اتفاق السلام التاريخي بين البلدين. وفي 1997، انسحب نتنياهو من الخليل؛ وفي 1998، وقّع مع ياسر عرفات اتفاق «واي» (Wye)، الذي لم يتم تنفيذ كامل بنوده. وخلال ما يربو على عقدين مرّا منذ هذا التاريخ، اندلعت انتفاضة وتلاها نصف انتفاضة، وفك ارتباط أحادي الجانب (عن قطاع غزة)، وثلاث جولات من المفاوضات الفاشلة مع الفلسطينيين، وجولتان من المفاوضات الفاشلة أيضاً مع سوريا، وحرب لبنان، وثلاثة حروب في غزة؛ وآلاف القتلى والجرحى لدى كافة الأطراف». ومن خلال سرد القصة الواقعية لـ«الاتفاقات الإبراهيمية»، يمكن الوقوف على مفهوم جديد وأفضل لطبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل خلال فترة رئاسة ترامب؛ بالإضافة إلى استيعاب التغيير الهائل، الذي طرأ على منطقة الخليج والشرق الأوسط خلال سنوات ترامب الأربع في البيت الأبيض.

قبل سرد تفاصيل تلك الزوايا، يرى مؤلف الكتاب أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كان الأكثر إسهاماً والأقل تباهياً في الوقت نفسه باتفاقات السلام، لكنه اعتمد العلاقات مع إسرائيل جزءاً محورياً في خطته الاستراتيجية؛ فالسؤال الوحيد الذي ما برح يراوده خلال السنوات القليلة الماضية، لم يكن: هل يجب الإقدام على خطوة تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟ بل كان: متى؟



5أهداف استراتيجية

ألمح الكاتب الإسرائيلي إلى أنه في حين لم يكن نتنياهو بحاجة إلى بذل جهد شاق ليقول: نعم للسلام مع الإمارات، كانت العملية بالنسبة لولي عهد أبوظبي محفوفة بالمخاطر؛ لذا، تعيد الخطوة الإماراتية إلى الذاكرة- مع فارق الظروف والتوقيت- القرار الاستراتيجي، الذي اتخذه الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، بداية سبعينيات القرن الماضي، لإبرام اتفاقية سلام مع إسرائيل. وما كان للاتفاقات الإبراهيمية أن ترى النور، لولا مبادرة أبوظبي بداية يوليو 2020. في المقابل، يرى الكاتب الإسرائيلي أن الإمارات حققت عبر الخطوة عدة أهداف استراتيجية، من بينها: إقامة علاقات سلام مع إسرائيل، وإحباط عملية ضم أجزاء من الضفة الغربية، والحفاظ على حل الدولتين، وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة. ولم يكن تراجع نتنياهو عن ضم الضفة الغربية خطوة هامشية، أما معارضوه الذين زعموا أن خطة الضم كانت مناورة، وأنه لم يعتزم من البداية تنفيذها، فهم مخطئون. ويؤكد رابيد في كتابه أنه من خلال لقاءاته الصحفية التي أجراها بغرض تأليف الكتاب، وصل إلى استنتاج يعكس مدى جدية نوايا نتنياهو حينئذ إزاء الضم، حتى إنه استعد لعملية التنفيذ؛ فمن المشكوك فيه أن يتراجع رئيس وزراء بهذه الصورة الحادة عن الوعد الذي قطعه على نفسه أمام ناخبيه، بالإضافة إلى انزلاق نتنياهو نحو الاتفاقات على غير رغبة منه، ولا سيما في ظل الخيارات الصفرية التي واجهها، نتيجة فشل محاولاته الحصول على «ضوء أخضر» من البيت الأبيض، لضم أجزاء من الضفة الغربية.

رجال في الظل

إجمالاً، يرى المؤلف الإسرائيلي أن الإعداد لاتفاقات السلام، ضاهى التمهيد لقضايا دبلوماسية مناظرة، جرت معظم فصولها في عالم الظل، وحرَّك خيوطها لاعبون أقل شهرة، وهم: دبلوماسيون، ورجال أعمال، وضباط استخبارات، ووسطاء أجانب؛ وما كان- من دون هؤلاء- ليتحقق ما جرى. جلس معظم هؤلاء على مقاعد حديقة البيت الأبيض يوم توقيع الاتفاقات، لكن لم يُسمَح بنشر أسماء، ولا حتى صور بعضهم. ويلفت الكاتب إلى أن ترامب نفسه لم يكن على علم بتفاصيل اتفاقات السلام، لكنه كان في حقيقة الأمر قضيب القاطرة، التي تمكن بها رجاله، ولا سيما صهره غاريد كوشنر، من التقدم سريعاً. من هنا يدلف مؤلف الكتاب إلى كواليس التطورات السياسية، التي انعكست بشكل مباشر على عملية طهي اتفاقات السلام، ويعود إلى مايو 2020، مشيراً إلى أنه حينئذ، وبعد ثلاث جولات انتخابية، تمكَّن بنيامين نتنياهو من تشكيل الحكومة مع خصمه اللدود، رئيس تحالف «أزرق أبيض» بني غانتس.

وفي إطار اتفاق الائتلاف، كانت هناك قضية واحدة، رفض نتنياهو إبداء أي تسوية بخصوصها مع غانتس، وهي إصراره على تحديد الأول من يوليو موعداً للشروع في ضم أجزاء من الضفة الغربية. لقد أصبح هذا التاريخ بمثابة قنبلة زمنية، ومارس عدد كبير من زعماء العالم ضغوطات هائلة لإثناء نتنياهو عن عزمه.

بشكل عام، كما يقول المؤلف، لم يكن البيت الأبيض متحمساً لخطة الضم التي طرحها نتنياهو؛ فكانت لدى الرئيس ملفات أهم، تفرض نفسها على الطاولة. لقد كان قلِقاً أكثر وأكثر إزاء اتساع فجوة استطلاعات الرأي لمصلحة منافسه في الانتخابات الرئاسية، فضلاً عن اندماج مثير بين الانتشار السريع لفيروس كورونا، والتظاهرات المناوئة لترامب، التي جعلت الوضع في واشنطن أكثر تفاقماً. في هذا التوقيت، قالت دوائر رفيعة المستوى في البيت الأبيض للمؤلف: «الوقت الذي حدده ترامب للضم «ليس مُقدساً»، ولا يُلزم الرئيس».



مفاجأة العتيبة

تزامناً مع تلك التطورات، انتفضت عديد دول العالم ضد الضم؛ حتى إن الأردن أعلن آنذاك، أن الضم يهدد اتفاق السلام بينها وإسرائيل؛ لكن دولة واحدة غير متوقعة- حسب تعبير الكاتب- قادت الصراع ضد خطة نتنياهو، وهي الإمارات العربية المتحدة؛ ففي منتصف يونيو 2020، وقبل أسبوعين من التاريخ الذي حدده نتنياهو للشروع في تنفيذ الخطة، نشر سفير أبوظبي لدى واشنطن يوسف العتيبة مقالاً بصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أكد فيه أن «إسرائيل لا يمكنها الجمع بين ضم الضفة الغربية، وتطبيع العلاقات مع العالم العربي». جسَّد المقال أول تجربة لمخاطبة الإمارات العربية المتحدة الجمهور الإسرائيلي مباشرة. وحسب الكاتب: «جاء المقال في وقت حرج للغاية، ووشَم ندبة على نتنياهو وحاشيته، الذين باعوا للجمهور الإسرائيلي فكرة أن العالم العربي لن يكترث بالضم. وأصاب المقال نتنياهو بحالة من الغليان، لدرجة اتصال سفير إسرائيل لدى واشنطن، رون ديرمر بالعتيبة؛ وأبلغه أنه لم يعد أمام نتنياهو حالياً سوى خيار الضم». وفي حديث خاص مع مؤلف الكتاب، قال العتيبة: «كنت على يقين بأن الضم ينطوي على تبعات مدمرة لكافة أرجاء المنطقة، وأن هذه العملية يمكنها وضع الولايات المتحدة في أزمة، تجبرها على الدفاع عن عملية لا تحظى بأي شعبية في المنطقة».

زيارة كوشنر للقدس

من هنا، يعود المؤلف إلى مارس 2019، قبل أسبوع من انتخابات الكنيست، مشيراً إلى زيارة قام بها يوسف العتيبة لمستشار ترامب البارز، غاريد كوشنر في منزله؛ وخلال الزيارة فاجأ السفير الإماراتي الجميع: «ولي عهد أبوظبي على استعداد لإحراز تقدم على مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل». وكانت النية تتجه إلى تنفيذ العملية بعد الانتخابات في إسرائيل، وفي أعقاب الانتهاء من تشكيل حكومة جديدة.

زادت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الوضع تأزماً؛ فرغم حصول نتنياهو على تفويض تشكيل الحكومة، واجه صعوبة في استقطاب أغلبية تتألف من 61 عضو كنيست لتأييد حكومته. وفي 29 مايو، زار غاريد كوشنر القدس. في ذات الليلة، بذل نتنياهو جهداً مضنياً حتى اللحظات الأخيرة، ليتمكن من تشكيل الحكومة قبل نهاية الوقت المحدد لذلك، لكن محاولاته باءت جميعها بالفشل، وجرى حل الكنيست.

كان مقرراً عقد لقاء بين كوشنر ونتنياهو على وجبة الإفطار صبيحة اليوم التالي، إلا أنه- في ضوء الأحداث السياسية- استحالت وجبة الإفطار إلى غداء، وحين وصل كوشنر إلى مقر إقامة رئيس الوزراء الرسمي في شارع بلفور بالقدس، أدرك الوصول فعلياً في تمام السابعة مساءً. طلب صهر ترامب لقاءً منفرداً مع نتنياهو، وكشف أمامه مبادرة السلام مع الإمارات، لكن رد فعل نتنياهو كان مشتتاً، وانشغل جل رأسه بحملة الانتخابات، ما حدا به إلى إيداع المبادرة الإماراتية في «المُبرِّد»، حتى ولو مؤقتاً، حسب تعبير المؤلف.

أولويات ترامب

ينتقل باراك رابيد بالأحداث إلى يونيو 2020، ملمّحاً إلى أن الشخصية الوحيدة في إدارة ترامب، التي حثت البيت الأبيض على تأييد مبادرة نتنياهو لضم الضفة، كانت سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان. وبشكل أكثر استثنائية، حاول الأخير أيضاً لعب دور الوساطة بين نتنياهو وغانتس لإيجاد حل للإشكالية ذاتها، خاصة أنه بات على علم بأن الخلاف بينهما يفرض صعوبة على إحراز الخطوة. وفي لقاء خاص مع المؤلف، أوضح مسؤول سابق في البيت الأبيض، أنه في إحدى المحادثات، طلب كوشنر من فريدمان الحد من الضغط الذي يمارسه في موضوع الضم. وقال كوشنر لفريدمان: «أنت هنا (في إسرائيل) على بعد آلاف الكيلومترات، ولا تعي ما يحدث في واشنطن. لدينا كورونا، وهناك الانتخابات. الضم ليس مُدرجاً على قائمة أولويات الرئيس حالياً».

نفاد الصبر

لكن فريدمان لم يتراجع، إذ طلب إجراء مباحثات مع الرئيس بهذا الخصوص. وفي 24 يونيو، قبل أسبوع من الموعد الذي حدده نتنياهو للضم، قوبل فريدمان بموقف حاد، خلال لقاء في المكتب البيضاوي، شاركت فيه كافة قيادات الإدارة الأمريكية. حينئذ كان الرئيس ترامب في حالة مزاجية سيئة لدرجة الضيق، واستهل اللقاء بإسهاب في حديث منفرد، اشتكى خلاله من بنيامين نتنياهو، وأبدى غضبه أيضاً من خطاب نتنياهو قبل ستة أشهر في البيت الأبيض، واستثماره الخطاب في تحويل خطة سلام ترامب إلى حدث انتخابي. حين شرع فريدمان في الحديث عن إشكالية الضم، قاطعه ترامب: «ديفيد.. بشكل عام، لماذا نتحدث عن هذا الموضوع؟». حاول فريدمان إيضاح مدى أهمية القضية، لكن ترامب قاطعه مجدداً، وقال إنه خدم إسرائيل أكثر من أي رئيس أمريكي آخر؛ ما حدا بفريدمان إلى التراجع في مرحلة معينة من المباحثات، واعترف بأن موضوع الضم ينطوي على خلاف داخل حكومة إسرائيل أيضاً. في هذه المرحلة نفد صبر ترامب، وأنهى اللقاء، لكنه قال وهو يشير إلى وزير الخارجية مايك بومبيو: «أقول لكم شيئاً؟ إذا كنتم تريدون فعل ذلك، فليست لدى مشكلة. مايك.. يمكنك اتخاذ القرار؛ لكن عليكم أن تعلموا أمراً واحداً. إذا حدث أمر سيئ نتيجة لذلك، فسوف يكون على أدمغتكم جميعاً».

المؤلف في سطور

باراك رابيد.. صحفي وكاتب إسرائيلي؛ وُلد في 22 مايو 1980؛ يعمل مراسلاً ومحللاً سياسياً في موقع «والّا» الإخباري؛ وفي السابق عمل مراسلاً سياسياً بموقع قناة «أخبار 13»، وصحيفة «هاآرتس»؛ بالإضافة إلى مساهمته بمقالات رأي وتقارير باللغة الإنجليزية في الموقع الإخباري الأمريكي «أكسيوس». بدأ خدمته العسكرية الإلزامية عام 1998، ليلتحق بالوحدة 8200، التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية. وخلال خدمة الاحتياط، وصل إلى رتبة نقيب. بعد تسريحه من الجيش، التحق بجامعة تل أبيب، وتحصَّل منها على درجة الليسانس في تاريخ الشرق الأوسط. في 2007، شرع في العمل مراسلاً سياسياً بصحيفة «هاآرتس»، وتركها في 2017، ليعمل مراسلاً لدى «القناة 13». وفي 15 يوليو 2020، أقيل من القناة، وبعد الإقالة بأقل من شهر عمل مراسلاً ومحللاً سياسياً في موقع «والَّا» الإخباري.