الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

استراتيجيون سعوديون: الإمارات والمملكة يمتلكان أقوى منظومات دفاع الجوي

استراتيجيون سعوديون: الإمارات والمملكة يمتلكان أقوى منظومات دفاع الجوي

الإماارت

  • أحمد القرني: «باتريوت» تصدي بنجاح للصواريخ التي استهدفت أبوظبي
  • محمد صالح: أفعال الحوثي الإجرامية لا تسقط بالتقادم.
  • سعيد الذيابي: الإرادة الفولاذية للدولتين عازمة على كسر شوكة الميليشيات
  • عمر الزبيدي: توسيع الحوثي دائرة هجماته محاولة فاشلة لرفع معنوياته

أعرب خبراء استراتيجيون وعسكريون من المملكة العربية السعودية، عن سعادتهم بنجاح منظومة الدفاع الجوي بدولة الإمارات العربية المتحدة، في التصدي للهجمات الإرهابية الحوثية، فجر الاثنين، وأشاروا إلى تطابق وجهات النظر بين قوات التحالف في دحر الميليشيا الحوثية، مؤكدين على أن الإمارات والسعودية من أقوى الدول في منظومات الدفاع الجوي، ويمتلكان منظومات الدفاع الجوي «باتريوت» و«ثاد»، اللذان بمقدورهما اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات النفاثة.



استهداف الحوثيين للإمارات


أعرب الدكتور أحمد القرني، نائب رئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية بالرياض، عن سعادته لحظة اعتراض الدفاع الجوي في الإمارات لصواريخ الميليشيا الحوثية باتجاه أبوظبي، مشيراً إلى أنها استخدمت صواريخ «باتريوت» في التصدي للصواريخ الباليستية العدوانية التي أطلقتها ميليشيا الحوثي، لافتاً إلى أن الموقف الحوثي أخذ في التحول خلال الآونة الأخيرة عبر التوجه نحو استهداف الإمارات، ما جعل أبوظبي مستهدفة من قبل هذا العدوان، بعد أن تركزت الهجمات في السابق على المملكة العربية السعودية، سواء عبر الصواريخ الطوافة أو الطائرات المسيرة.

وفي تصريحات خاصة، شدد على أن الإمارات كانت بصدد الاختيار بين خياريين؛ إما التهدئة مع الحوثي وإيران، أو التصعيد، منوهاً بأنها لجأت للخيار الثاني، كونه الخيار الاستراتيجي الأكثر نجاحاً في التعامل مع العدوان الحوثي، مشيراً إلى أن الإمارات اقتصت عقب الهجوم الأول على أبوظبي من الحوثي، عبر شن هجمات جوية على وحدات عسكرية في مناقصات مختلفة في صنعاء وصعدة وغيرها.

تشابه رد الفعل السعودي والإماراتي

ولفت القرني إلى أن ملامح التشابه بين ردة الفعل السعودية والإماراتية بدأت ترتسم، والتي برزت في محاولة كليهما القضاء نهائياً على التمرد الحوثي، مشيرا إلى أن الاعتداءات الحوثية على الإمارات، جاءت نتيجة دعمها للمقاومة الجنوبية، وبعض القضايا الجنوبية التي تهدف إلى تحرير محافظات الجنوب اليمني، من الوجود الحوثي والإخواني في تلك المناطق.

وتابع «السعودية والإمارات تعمل على استتباب الأمن داخل المحافظات الجنوبية من الحضور الحوثي والاخواني، ما يعد عملا شرعيا بكافة المقاييس، والأعراف الدولية، كما أنه يعد عملا ميدانيا وعسكريا صحيحا يهدف إلى تأمين المحافظات الجنوبية، وصولاً إلى ما كان يسمي الحدود المشتركة لما قبل 1994 بين الشمال والجنوب».

وقال القرني «وجهات النظر بين الإمارات و السعودية في مرحلة تطابق، لافتاً إلى أنها تتركز أولا في حماية الجنوب من أي تمدد حوثي، وتحرير مأرب، وصولاً إلى المحافظات الشمالية المجاورة للمحافظات الجنوبية، بما يضمن حماية المحافظات الجنوبية، حتى تقطع الطريق أمام استخدام المحافظات الشمالية من أن يتخذها الحوثي منطلقاً عسكرياً جديداً للاعتداء على المناطق الجنوبية، ووحدات المجلس الانتقالي».

كما لفت إلى تطابق وجهات النظر بين الدولتين، حول تحرير الجنوب، ثم الوصول إلى مراكز الثقل الحوثي، ونقاطه الحاسمة، وقياداته داخل المحافظات كافة التي استولي عليها، بما يضمن إنزال هزيمة قاسية وخسائر فادحة في أرواح القيادة الحوثية، ومناطق إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة ومستودعات الذخيرة والأسلحة.

نقطة تحول

وشدد على أن الوقت الراهن يعد نقطة تحول في مسار الحالة الحوثية، ومفصل استراتيجي، قد يساعد على عودة اليمن إلى المسار السلمي ودولته الديمقراطية التي يأملها، متمنياً أن تساهم الحملات المكثفة من الإمارات والسعودية في بداية إزالة كامل العصابة الحوثية من التراب اليمني.

وأوضح أن الهجمات الحوثية الأخيرة على أبوظبي، جاءت في وقت تقدم قوات العمالقة الجنوبية من محافظات جنوبية نحو الشمال، وتحقق انتصارات كاسحة، خلال وقت قياسي وبتنظيم قتالي عالي وروح معنوية مرتفعة، منوهاً بأن الحوثي لجأ في السابق إلى تحذير الإمارات من وقف دعم العسكري، إلا أن قوات التحالف في خانة واحدة، تصمم على دحر الحوثي، الأمر الذي بدأ يتبلور في تمكين يمني نسبي في الجنوب.

بنك الأهداف

واعتبر أن حجز السفينة الإماراتية يعد «الإنذار الأول»، وأن الحوثي حاول اختراق جبهة التحالف عبر استهداف المملكة، وإهمال الإمارات، في محاولة لتحييدها، غير أن اليوم أصبح أن الحوثي ضعيفا، وبدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة، مشدداً على ضرورة استمرار التصعيد بخطوات سريعة وتقنيات قتالية متتالية، بالتعاون بين السعودية في محاولة لبناء بنك معلومات مشترك حول الأهداف الاستراتيجية.



من جانبه أكد اللواء دكتور، محمد صالح، الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، أن الثابت والراسخ وجود الإمارات والسعودية ضمن التحالف، لافتاً إلى أن تلك الضربات ليست الأولى، سواء داخل اليمن أو تلك العابرة للحدود، منوهاً بأن وتيرة الضربات أخذت تتسارع خلال الفترة الأخيرة، مشدداً على ضرورة اتخاذ استراتيجية محددة تتمثل في ضربات استخباراتية آنية واستباقية، مشيراً إلى أن أمن الإمارات جزء لا يتجزأ من أمن الخليج، لاسيما وأنها ضمن منظومة التعاون الخليجي والتحالف.

مسارات التحالف

وأشار إلى أن التحالف اتخذ عدة مسارات وأبعاد؛ بداية من المسار العسكري والقانوني والإنساني والتنموي، ونهاية بالمسار العسكري، معتبراً أن الأخير له الأولوية القصوى خلال الفترة المقبلة، بما يتلاقي مع المسارات الأخرى، وصولاً إلى عودة الاستقرار والأمن في اليمن، وبالتالي عودته إلى الحضن الخليجي، مشدداً على أنه لا يمكن التعويل على تلك الجماعات في أي مبادرات سياسية مقبلة.

وتابع "لا يمكن التعامل مع ميلشيا، ووضعهم على طاولة حوار سياسي، خاصة وأنها لا تتعدي 3% من المكون السياسي في اليمن، لذا لا يمكن التعويل عليهم في أي حلول مستقبلية».

وأوضح أن التصريحات الأمريكية بدأت تتغير، رغم أنها أعطت إشارة خاطئة لإيران مطلع العام الماضي، عقب إزالة الحوثي من قوائم الإرهاب، غير أن ما تفعله من تهديد ممرات الملاحة البحري، أمر لا يهم المنطقة فحسب، بل يهم العالم أجمع، لافتاً إلى أن أفعالهم الإجرامية تندرج تحت اتفاقية نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، مشيراً إلى أن جرائمهم لا يمكن أن تسقط بالتقادم.



قوة الدفاع الجوي


وبدوره أدان عقيد طيار ركن، سعيد الذيابي، الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، الهجمات الحوثية على الإمارات، لافتاً إلى أن إيران تحاول إيجاد «منغصات» لدول الخليج العربي عبر تلك الميليشيات منذ سنوات والاستثمار فيها حتى لا تنعم بقدراتها وإمكانياتها الاقتصادية.

وفي تصريحات خاصة، أكد أن الإمارات والسعودية مصنفة ضمن أقوي الدول في منظومات الدفاع الجوي، لاسيما وأنها من الدول القليلة التي تمتلك منظومات الدفاع «باتريوت» و«ثاد»، اللذان بمقدورهما اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات النفاثة، بالإضافة إلى التعامل مع الطائرات المسيرة وفق تكتيكات محددة.

وشدد على أن الدفاع الجوي لدي الخليج قوي، إلا أن الأمر قد لا يخلو من بعض الاختراقات المتوقعة، واستمرار الحوثي في إرسال مزيد من الصواريخ، مشيراً إلى أن الإرادة الفولاذية لدي قيادة الإمارات والسعودية والتحالف العربي عازمة على كسر إرادة القتال لدي الميليشيا الحوثية، عبر توسيع العمليات العسكرية، وتضييق الخناق عليهم، وتكثيف الغارات والضربات الجوية، داخل مسرح العمليات بالكامل، بما يعطي رسائل واضحة لتلك الميليشيات وقياداتها، ومن أعطي الأمر بالقرار غير المدروس، بضرب دولة آمنة مستقرة ينظر العالم كله إليها، وضرب المملكة محط أنظار العالم أجمع، والعالم الإسلامي خاصة.

كما شدد على أن الإمارات والسعودية، عقدا العزم على ضرب تلك الميليشيا أياً كان الثمن، منوهاً بأن قدرات الدفاع الجوي قادرة على ذلك، لافتاً إلى أن مصدر قلق الحوثي هو محاولة التأثير على القرار وإرادة القيادة السياسية داخل الإمارات والسعودية، لتخفيف الضغط عليهم في مسرح العمليات التكتيكي داخل مأرب وبعض الجهات الأخرى، بما يضمن تنسيق المواقف، معتقداً أن التحالف عقد العزم على القضاء على تلك الميليشيات وكسر إرادتها حتى تجلس على طاولة المفاوضات، وتشرع في حل الأزمة اليمنية.

انهيار الميليشيات المسلحة

ويري دكتور عمر الزبيدي، رئيس مركز سيريس للدراسات الاستراتيجية في باريس، أن توسيع الحوثي لدائرة هجماته تعد محاولة لرفع الروح المعنوية المنهارة لعصاباته المسلحة التي فقدت خلال الفترة القصيرة الماضية الكثير من مواقعها الاستراتيجية، لاسيما بعد ارتفاع وتيرة الاستسلام لعناصره المهزومة أمام قوات الشرعية المدعوم من التحالف العربي.

وأكد أنه ليس مستغربا أن يسعى الحوثي لابتزاز الامارات المعتادة على الاستقرار نظرا لبعدها الجغرافي، لافتاً إلي عدم استبعاد خبراء المركز أن يكون الاستهداف صادر من إيران مباشرة، ولا يكون انطلاقه من اليمن، مثل ما حدث خلال استهداف أرامكو الذي جاء من العراق، منوهاً إلي احتمالية أن تكون الانهيارات في كيان الحوثي مصدرها مقتل قائد التنظيم العصابي العميل عبدالملك الحوثي، وفق الأنباء التي تتناقلها القيادات القبلية والعسكرية في صعدة، مشدداً على أن إدخال الإمارات لن يزيد التحالف إلا تماسكاً، وإصراراً على انهاء هذه الجماعة الارهابية، ويثبت حقيقة فكر وسياسة وطريقة عملها وخطورتها على المجتمع الدولي.