الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

حوار | مصمم عالمي لـ«ميكروتشيبس»: 100 مليار دولار استثمارات الشرائح الإلكترونية في 10 سنوات

حوار | مصمم عالمي لـ«ميكروتشيبس»: 100 مليار دولار استثمارات الشرائح الإلكترونية في 10 سنوات
  • نمو حجم الصناعة 8.5% إلى 500 مليار دولار 2022
  • الولايات المتحدة تعتزم توطين هذه الصناعة داخل أراضيها

قال الدكتور محمد إبراهيم المصري، أستاذ تصميم الـ«ميكروتشيبس» (الشرائح الإلكترونية) بجامعة ووترلو بكندا، ومستشار هندسة الميكروتشيبس بجامعات ومراكز بحثية كبرى باليابان وماليزيا وكوريا والولايات المتحدة، إن إعلان شركة إنتل، أقوى شركة عملاقة في الميكروتشيبس، عن بناء مصنعين جديدين باستثمارات 20 مليار دولار في أمريكا، يؤكد عزم الولايات المتحدة الاستمرار في امتلاك زمام هذه الصناعة، وتركيز توطين مصانعها داخل أمريكا، مشيراً إلى أن عام 2021 هو عام نقص «الميكروتشيبس» بكل ما ترتب عليه من أضرار خاصة لصناعة السيارات، وأن عام 2022 هو العام المثمر بهذه الصناعة.



موعد إنتاج «إنتل» في أوهايو

وقال المصري لـ«الرؤية»: «مصنعا إنتل الجديدان سيتم إقامتهما في أوهايو، قرب نهاية 2022، بينما يبدأ الإنتاج في 2025، ويوفر المصنعان 3000 فرصة عمل مباشرة، و7000 فرصة مرتبطة، موضحاً أن الأهم هو تخصيص 100 مليون دولار، لمجموعة من الأنشطة البحثية، وبناء مناهج خاصة لأشباه الموصلات، وتوفير منح لدرجات زمالة جامعية ذات صلة، ما يدل على وعي متقدم بالترابط بين بناء وتطوير الصناعة، وبين البحث العلمي.وأكد أن الموقع المختار في أوهايو، سيكون حاضناً لواحد من أكبر مصانع الميكروتشيبس في العالم، وستبلغ جملة الاستثمارات الثابتة والجارية فيه نحو 100 مليار دولار خلال عقد من الآن.



أغلى من الذهب

وتابع: «صناعة الميكروتشيبس أعقد الصناعات وتحتاج إلى كوادر فنية ملتزمة جادة، وهي صناعة تحتاج إلى غرف معقمة 100 مرة أكثر من غرف عمليات القلب المفتوح، ولو حصل أي خلل في تعقيم الأفراد أو المعدات ليوم واحد، خسرت الشركة مليارات الدولارات، وهذا المستوى من المهارة الإنتاجية والجدية متوافر فقط في بلدان تعد على أصبع اليد الواحدة».

ولفت إلى أن «الميكروتشيبس» أو ما يسمى بـ«الشرائح الإلكترونية» أو السيمي كوندكتورز، أغلى من الذهب، وبها تحصل عمليات إلكترونية معقدة، لتشغيل التليفون المحمول، والسيارة والقطار، والطائرات والصواريخ، والطائرة المسيرة والمقاتلات وغيرها، فهي صناعة تغذي كل الصناعات، ومن يمتلكها يتحكم في كل هذا، وهي أحد أهم رهانات الولايات المتحدة على التفوق على الصين.

وأشار إلى أن الميكروتشيبس لا تباع للمستهلك، لكن تباع للصناعات الأخرى وثمنها يتوقف على عوامل كثيرة؛ فمثلاً لو أن صناعة حربية كالغواصات تحتاج إلى ميكروتشيبس مخصوصة، وتحتاج فقط إلى 1000 وحدة في السنة، فالثمن يمكن أن يصل إلى مليون دولار للواحدة، أما لو كان الميكروتشيبس تحتاج إليه صناعة كالمحمول تطلب 100 مليون شريحة أو رقيقة في السنة، فيكون الثمن قليلاً.

حجم سوق الشرائح

واعتبر المصري أن حجم سوق الميكروتشيبس المتوقع يفوق 500 مليار دولار في 2022، وستنمو الصناعة 8.5%، وأكبر مصنع منفرد هو شركة إنتل الأمريكية العملاقة، ومدير البحوث بها سابقاً هو مصري، ويعمل حالياً مستشاراً لأكبر المصانع، وأكبر مستهلك شركات المحمول الأمريكية والكورية.

يذكر أن الدكتور المصري، أشرف على أبحاث أكثر من 300 طالب دكتوراه، ونشر أكثر من 30 كتاباً و500 بحث، كما أسس أكبر فريق بحث كندي في مجال الميكروتشيبس، وهو مؤسس ورئيس المؤتمر العلمي العالمي للميكروتشيبس منذ 33 عاماً، والذي عقده في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وماليزيا وإندونيسيا وتركيا وإيران وسوريا والأردن ولبنان وتونس ومصر والجزائر والمغرب، وسيعقد في المغرب في 2022.