السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

محللون إماراتيون يرصدون دلالات زيارة السيسي لأبوظبي

محللون إماراتيون يرصدون دلالات زيارة السيسي لأبوظبي

  • تطابق كامل وتام تجاه ملفات المنطقة كافة
  • الزيارة تبلور رؤية مشتركة لخمس سنوات قادمة
  • العلاقات بين البلدين نموذج للتكاتف أمام جميع العرب

أكد محللون إماراتيون، أن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لدولة الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء، تحمل رسالة قوية للمجتمع الدولي، بأن أمن الإمارات والخليج من أمن مصر، و أن مصر تدعم الإمارات بقوة، وتتحد معها في مواجهة أي تهديدات خارجية تحيط بها، خاصة تلك التي تتعرض لها من قبل مليشيات الحوثي.

علاقات استثنائية

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بالإمارات، الدكتور عبدالخالق عبدالله «العلاقة بين الإمارات و20 دولة عربية في أفضل الحالات، لكن العلاقة مع مصر استثنائية ومتميزة ومختلفة عن أي علاقة أخرى بين الإمارات وبقية دول المنطقة بل وبقية دول العالم». وأضاف في تصريحات خاصة «هذه العلاقة ممتدة على مدى أكثر من 50 عاماً، وأسسها راسخة، فأي تطور بعد ذلك مجرد إضافة لما أسس من العلاقات الأخوية بين قيادة البلدين، وهي علاقات استراتيجية بين الدولتين، والمحبة الفائقة التي يكنها شعب الإمارات لمصر، والشعب المصري للإمارات، فمثل هذه اللقاءات تأتي لتجمل هذه العلاقة المتميزة المختلفة».

وتابع «هذه الزيارة تأتي في توقيت محدد ومهم، بعد أن تعرضت الإمارات لهجوم حوثي إرهابي، فقد شاهدنا كل التضامن من مئة دولة وأكثر، واليوم يأتي الرئيس عبدالفتاح السيسي بشخصه، لكي يؤكد هذا التضامن المصري، الذي يعني الكثير للإمارات». واستطرد «إن التضامن الذي شهدته الإمارات الفترة الماضية كان مهماً وداعماً، لكن التضامن المصري كان الأهم على الإطلاق، والمحك الرئيسي، فقد وقفت الإمارات إلى جانب مصر في أصعب اللحظات، والآن مصر تبادل الإمارات الوقوف إلى جوارها في أصعب الأزمات، فلم تستهدف الإمارات في كل تاريخها، وقد استهدفت مؤخراً، فهذا التضامن المصري مهم وله دلالات، فما بين الإمارات ومصر ليس فقط تفاهماً على الملفات، وإنما هو تطابق كامل وتام تجاه ملفات المنطقة كافة».

التحديات والفرص القادمة

ومضى الدكتور عبدالله يقول «المطلوب الآن النظر إلى المستقبل، فهناك تحديات وفرص قادمة، بعد هزيمة قوى الفوضى، فقد انتصرت الدولتان معاً، بعد 10 سنوات من ما يعرف بـ(ثورات الربيع العربي)، فمحور الاعتدال المصري- السعودي ـ الإماراتي - الأردني - البحريني، اتحد ونجح في القضاء على هذه القوى الإرهابية، وفي مقدمتها الإخوان وداعش، وجاء الوقت الحالي لتقف هذه القوى العربية أيضاً في مواجهة قوى إقليمية تحاول زعزعة المنطقة، في مقدمتها إيران، فأكثر دولة مزعزعة لأمن المنطقة هي إيران، ونرى الدليل على ذلك في اليمن، والعراق، ولبنان».

وأردف «نرى الآن ملفات ساخنة، وهناك فرصة واحدة لقوى محور الاعتدال، مصر والإمارات والسعودية، للتعامل معها، وطرحت هذه الملفات خلال حديث الرئيس المصري مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للوصول لرؤية إماراتية - مصرية مشتركة، تجاه هذه الملفات جميعاً».

وأشار إلى أن «العلاقات المصرية - الإماراتية – السعودية، تعيش أفضل أوقاتها، وتمثل فرصة لمواجهة الكثير من التحديات الحالية، التي تحيط بالمنطقة العربية، بعد النجاح في الانتصار على قوى الفوضى، فهذه الزيارة تصب في تقوية هذا الاتحاد المصري الإماراتي، وبلورة رؤية مشتركة لخمس سنوات قادمة».

رسالة قوية

أما المحلل السياسي الإماراتي الدكتور عبدالعزيز المعمري، فقال «المنطقة العربية تمر بظروف حاسمة، وتغيرات كبيرة، فزيارة الرئيس السيسي للإمارات، تعطي رسالة مهمة للغاية، وهي أن مصر تقف إلى جانب الإمارات في القضايا كافة، خاصة في ظل ما تمر به المنطقة من تحولات إقليمية، وما تشهده من تهديدات، في ظل اعتداءات الحوثيين على الإمارات، وكذلك تشكيل الحكومة في العراق، وسيناقش الطرفان المصري والإماراتي خلال هذه الزيارة العديد من القضايا العربية».

وأضاف في تصريحات خاصة «مصر مع الإمارات قولاً وفعلاً، ووجود الرئيس السيسي بنفسه، وهو قمة هرم الدولة المصرية، على أرض الإمارات، مفضلاً الذهاب في هذا التوقيت، شمل رسالة قوية، بأن مصر مع الإمارات بشكل خاص، والخليج بشكل عام، فالعلاقات الإماراتية - المصرية نموذج للتكاتف أمام جميع العرب، ورسالة لهم لحثهم على ضرورة النظر للمصلحة العامة العربية بشكل عام، وللتحرك وفق مصالح الأمن القومي العربي». وتابع «هذا التحرك المصري، وتواجد الرئيس السيسي في هذا التوقيت في الإمارات، له تأثير دولي، كما يؤكد توحيد كلمة الدولتين، وأنهما معاً يد واحدة».

إمكانيات مصر طوع الإمارات

كما قال المحلل السياسي الإماراتي، محمد خلفان الصوافي «زيارة الرئيس السيسي للإمارات في هذا التوقيت مهمة، لها أبعاد كبيرة، نظراً للتطورات الحادثة في الإقليم، وللإمارات تحديداً، فالعلاقات الإماراتية - المصرية ترسخت خلال الفترة الماضية، نتيجة لتداخل الملفات المشتركة بينهما، ولعل ملف الإسلام السياسي ومكافحته أبرزها، وبالتالي نتج عنه الكثير من التفاصيل، عمقت هذه العلاقة، وقدمت رؤية مشتركة لهما تجاه العديد من القضايا».

وفي تصريحات خاصة، أضاف قائلاً «هذه الزيارة تشير إلى موقف مصر الداعم لدول الخليج، والإمارات تحديداً، وأن إمكانيات مصر طوع الإمارات، وأنهما معاً يد واحدة في حماية أمن الإمارات وأمن الخليج، الذي هو من أمن مصر، وذلك في مواجهة أي تهديدات، خاصة تلك القادمة من مليشيات الحوثي».

ملفات مهمة

وأشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي للإمارات، تأتي بعد يوم من زيارة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لمصر، وهو ما يحمل رسالة فيما يخص الأمن القومي العربي، فهذه التحركات العربية، والتباحث بين مصر والإمارات، لكون الإمارات إحدى الدول الفاعلة في النظام العربي، موضحاً أن الزيارة تهدف كذلك إلى التشاور بشأن العديد من القضايا المقرر طرحها خلال القمة العربية المقبلة.

وتابع «من أهم ملفات النقاش بين الرئيس المصري وولي عهد أبوظبي، الملف العراقي، الذي هو «هم» مصري - إماراتي - سعودي، وهو ما يدفع نحو زيادة الدعم ليس فقط لعودة العراق إلى عمقه الاستراتيجي، وإنما لتشكيل ثقل عربي باتت الحاجة له حقيقية بعد أن تمددت قوى إقليمية غير عربية في الداخل العربي».