السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

وزير بريطاني: أملنا «تبدد وخاب» في الحوثيين

وزير بريطاني: أملنا «تبدد وخاب» في الحوثيين

يجب على إيران التراجع عن دعم زعزعة الاستقرار في المنطقة

اعتبر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس كليفرلي زيارته الحالية للإمارات جزءاً من حرص بلاده على تعزيز العلاقة الوثيقة والفاعلة مع الإمارات؛ مشيراً إلى لقاءاته المثمرة مع عدد من الوزراء، في طليعتهم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وجنوح اللقاء إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي لقاء حصري مع شبكة «سكاي نيوز عربية» الثلاثاء، قال المسؤول البريطاني إنه احتفل مع وزير الخارجية بشراكات استثمارية بين البلدين في مجالات التكنولوجيا وعلوم الحياة؛ مؤكداً تطلع لندن إلى فرص أخرى من الاستثمارات التي تفيد بريطانيا والإمارات.

ورداً على سؤال حول حزمة الاستثمارات الإماراتية الأخيرة في بريطانيا والقطاعات التي تستهدفها، أوضح جيمس كليفرلي أنها تستهدف في المقام الأول علوم الحياة، التي يعلم الجميع مدى أهميتها؛ لكنه أعرب في المقابل عن أمل بلاده في توسيع دائرة استثمارات أخرى، منها توليد الطاقة المتجددة عبر استخدام التوربينات الهوائية، بالإضافة إلى الاستثمار في البنية التحتية، فضلاً عن الاستثمار في بعض المجالات الأخرى، أهمها تكنولوجيا المستقبل؛ مشدداً في هذا الخصوص إلى اعتبار العلاقات البريطانية مع الإمارات تطلعية، ومن المرجح أن تصب في مجال الطاقة والابتكار، الذي تشهده بريطانيا في الإمارات. وأكد في الوقت نفسه على ضرورة تناغم العلاقات في مجال الطاقة مع هذه الاستثمارات.

وحول الإشكالية اليمنية، قال الوزير البريطاني إن بلاده دعمت الحكومة اليمنية لسنوات طوال، وعملت من خلال شركاء في المنطقة على إرساء السلام؛ كما رحبت لندن أيضاً بالمبادرة السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن، وتطلعت إلى تجاوب الحوثيين معها، لكن الأمل تبدد وخاب، إذ يبدو أن الحوثيين حالياً لا يستجيبون بالشكل الملائم لعملية وقف إطلاق النار.

وأضاف: «دعوناهم إلى التجاوب مع ذلك، نظراً للمعاناة والألم اللذين يعيشهما اليمن. بريطانيا فخورة بالانضمام إلى المجتمع الدولي في جهود محاولات التخفيف من بعض الألم والمعاناة في اليمن؛ لكن الحل الأمثل للشعب اليمني هو تخلي الحوثيين عن أسلحتهم، والاستجابة إلى عملية السلام بالطريقة اللائقة. حينها نبدأ في إعادة إعمار اليمن، ومساعدة اليمنيين على بناء حياتهم من جديد».

وفي رد على سؤال حول دور المجتمع الدولي في إحداث حراك نحو تبني المبادرة السعودية؛ أعرب الوزير البريطاني عن اعتقاده بأن الحوثيين يدركون حالياً أن عيون العالم أضحت مسلَّطة عليهم؛ مشيراً إلى أن الفرصة سانحة حالياً لإحراز السلام، لكن لن يتم التوصل إلى هذا الهدف، حسب رأيه، ما لم تلتزم جميع الأطراف في اليمن بهذه العملية.

واستطرد: «هناك الكثير من الأزمات التي تقلقنا في اليمن، مثل: الأمن الغذائي، وارتفاع مخاطر المجاعة، وخطر تسرُّب محتويات ناقلة النفط «صافر» إلى البحر؛ فلن تُحَل كل هذه المسائل إلا بعد إرساء السلام، والتزام الحوثيين بعملية السلام بشكل تام».

وحول ما يجب فعله لوقف هجمات الحوثيين المتواصلة على أهداف مدنية سعودية؛ أوضح المسؤول البريطاني أن بلاده أدانت الهجمات، وأنه يجب وقف هذه الهجمات، نظراً لأنها لا تمثل أية مصداقية لعلمية السلام؛ مشيراً إلى تأكيد لندن على أن هذه الهجمات لن تنطوي على نجاح، لأنه لا حل عسكرياً للوضع في اليمن، بل يجب أن ينحصر الحل في المفاوضات والعملية السياسية عبر إشراك الأمم المتحدة، وهذا ما تواصل بريطانيا العمل عليه.

وحول الإشكالية النووية في إيران، وعدم تجاوب طهران مع جهود إقناعها بالعودة إلى طاولة المفاوضات، قال جيمس كليفرلي إنه يجب على حكومة طهران أن تتفهم الفرصة المواتية للتجاوب مع الجهود الدولية في هذا الخصوص، خاصة مع انتخاب رئيس جديد في الولايات المتحدة، يسعى، حسب رأيه، إلى استكشاف طرق لتخفيف حدة التصعيد مع إيران. ويجب على الإيرانيين أيضاً الامتثال للشروط التي وقعوا عليها خلال إبرام الاتفاق النووي عام 2015.

وأشار الوزير البريطاني إلى أنه رغم التركيز حالياً على الملف النووي الإيراني، إلا أنه ينبغي على حكومة طهران في المقابل التخلِّي عن دعم زعزعة الاستقرار في المنطقة، وأن تصبح دولة مجاورة جيدة في المنطقة، وأن تكون لاعباً مسؤولاً على الصعيد الدولي، وأن تضع نفسها على مسار أفضل، يمكنها من خلاله بناء علاقات أفضل مع الآخرين، لتصبح شريكاً في السلام. وأضاف: «انطلاقاً من علاقاتنا الوطيدة مع السعودية والإمارات ودول المنطقة، نعمل على نقل تحسبات عدم الاستقرار الإقليمي إلى المجتمع الدولي».