الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

صور | بحثاً عن الماء الساخن.. انقطاع الكهرباء يعيد لـ«حمامات دمشق العتيقة» رونقها

صور | بحثاً عن الماء الساخن.. انقطاع الكهرباء يعيد لـ«حمامات دمشق العتيقة» رونقها

السوريون باتوا يقصدونها بدل السياح. (أ ب)

يستلقي سوريون ملفوفون بمناشف إلى أسفل القدمين على أرض رخامية شديدة البريق. ويقوم المدلكون بفرك بشرتهم بقوة باستخدام لوفة مبللة بالصابون والماء الساخن.

إنه حمام البكري الواقع في مدينة دمشق القديمة. هو واحد من أقدم حمامات دمشق، تأسس عام 1069. وبدلاً من السياح، أصبح سكان دمشق الآن هم من يرتادون الحمام.

وحول نافورة سداسية الشكل بالخارج - والتي تنتشر في المنازل الدمشقية القديمة - يرتشف الزبائن منقوعاً من الأعشاب والزهور المجففة المعروفة باسم الزهورات، والتي تعبق رائحتها المكان أسفل السقف المقبب.

بعد وقوعها ضحية للتطور، استعادت الحمامات العامة القديمة في سوريا دورها مرة أخرى، ويرجع السبب في ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة خلال فصل الشتاء البارد وبشكل خاص في هذا البلد الذي مزقته الحرب.

ومع ارتفاع أسعار الوقود وندرة الطاقة الكافية لتسخين المياه، يتجه الكثيرون إلى الحمامات القليلة المتبقية في مدن مثل دمشق وحمص وحلب في الشمال.

دمشق، إلى جانب عدد من المدن العربية الكبرى مثل بغداد والموصل والقاهرة، تضم عدداً من أقدم وأفضل الحمامات العامة، والتي يزيد عمر بعضها عن ألف عام.

يشير مسؤولو الحمامات العامة المتبقية في دمشق إلى أنهم عادوا لممارسة نشاطهم مرة أخرى، لكن هذا يرجع في الأغلب إلى السكان الذين يأتون للحصول على الماء الساخن - وهو رفاهية لم يعد بمقدورهم الحصول عليها في المنازل، فغالباً ما يستمر انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 20 ساعة يومياً في دمشق. وقلة هم الذين يستطيعون شراء مولد خاص أو دفع ثمن الوقود.

يقول أصحاب الحمامات العامة إن الأوقات العصيبة تساعد بطريقة ما في استمرار هذا التقليد.

مقابل عشرة آلاف ليرة (أقل من 3 دولارات)، يحصل العملاء في حمام البكري الواقع داخل المدينة القديمة على مناشف ولوفة وقطعة من صابون زيت الزيتون التقليدي، والاستمتاع بالماء الساخن والبخار وغالباً ما تكون الموسيقى العربية في الخلفية.

وقال حسام حمامي، مدير الحمام إن «الحصول على دش ساخن مختلف تماماً عن الاستحمام بالماء البارد خاصة في درجات الحرارة هذه. نحن نمر بوقت عصيب. الكهرباء نادرة والمياه شحيحة، لذا لا يحصل الناس حتى على فرصة لتسخين المياه في منازلهم، لذلك نجد الكثير من الناس يأتون إلى هنا مرة واحدة في الأسبوع».