الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

«حزب الله» والانتخابات: مخاوف من خسارة دراماتيكية.. على غرار العراق

«حزب الله» والانتخابات: مخاوف من خسارة دراماتيكية.. على غرار العراق

دقت انتخابات العراق البرلمانية، التي جرت العام الماضي، جرس إنذار لجماعة «حزب الله»، إذ سجل حلفاء إيران من المليشيات المسلحة في العراق انتكاسة تشريعية و«خسارة دراماتيكية»، لا تريد طهران وحزب الله بكل تأكيد تكرارها في الانتخابات النيابية اللبنانية المقررة في 15 مايو المقبل.

هكذا وصف تقرير نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مخاوف حزب الله التي تسبق الانتخابات اللبنانية. فكلما اقترب موعد الاستحقاق، فرض السؤال نفسه: هل يفوز المجتمع المدني والمعارضة هذه المرة بعدد مقاعدٍ كافٍ لإحداث تغيير ينهي سيطرة حزب الله على البرلمان؟

يرجح التقرير ألا تتمكن المعارضة من تحقيق نصر شامل، بسبب التحديات الداخلية والأزمة المالية، لكنها قد تؤمن ما يصل إلى 10 مقاعد جديدة أو أكثر، وهي نسبة كافية للقضاء على أغلبية حزب الله.

تحديات

  1. التيار الوطني الحر
يواجه حزب الله في هذه الانتخابات تحديات، أبرزها «السقوط العلني» لحليفه المسيحي جبران باسيل (التيار الوطني الحر). وبحسب نتائج استطلاعات الرأي اللبنانية الأخيرة، انخفض الدعم المسيحي للتيار الوطني الحر إلى أقل من 13%، مقارنة بـ70% عام 2005. وعزا التقرير ذلك إلى عرقلة باسيل عملية تشكيل الحكومة عقب انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020، إضافة إلى قضايا الفساد.

كما أصبح الاستياء تجاه حزب الله وعدم الثقة فيه أوضح بين الأوساط اللبنانية، نظراً لعادته في شل مؤسسات الدولة، فضلاً عن تهديده للقاضي طارق بيطار، الذي قاد تحقيقات انفجار المرفأ.

  1. قاعدته الشعبية
وليس على مستوى الشارع اللبناني بشكل عام فحسب، بل داخل قاعدته الشيعية، يتعالى السخط أكثر، رغم محاولات قمع تلك الأصوات، ما يمثل تحدياً آخر للجماعة. ويعزو التقرير ذلك لأسباب سياسية واقتصادية، فقد تسبب انهيار الاقتصاد في أن الناس باتوا يكافحون لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بمن فيهم المجتمعات الشيعية، التي لم يعد حزب الله قادراً على توفير مصادر بديلة للسلع والخدمات التي يحتاجون إليها.
3. حركة أمل
التحدي الآخر متمثل في نبيه بري، حليف حزب الله الآخر، الذي تحول بدوره إلى «مشكلة». فإلى جانب باسيل ومحافظ البنك المركزي رياض سلامة، كان بري أحد الشخصيات الـ3 المستهدفة في اتهامات الفساد.

ورغم مواربة حزب الله لتخفيف الغضب، من خلال السماح لأنصاره بالمشاركة في الاحتجاجات ضد بري وسلامة، إلا أن هذا قد يأتي بنتائج عكسية في مايو، عندما يتعين على حزب الله إقناع أنصاره مجدداً بالتصويت لبري، وإلا سيكون البديل الترشح بدونه والمخاطرة بخسارة أصوات «حركة أمل» كافة.

  1. أصوات المغتربين
ولأول مرة، تمثل أصوات المقيمين بالخارج تحدياً، إذ يتزايد القلق من العدد غير المسبوق للمغتربين الذين سجلوا للتصويت. وتشكل هذه الزيادة الكبيرة تهديداً خطيراً لحزب الله إذ يصعب التأثير على مزاجهم. والغالبية العظمى من المغتربين هم من المسيحيين الذين يعيشون في الغرب، وغالباً ما يكونون أكثر ميلاً للتصويت لمرشحين مسيحيين مستقلين.

تكتيكات

بالنظر إلى هذه التعقيدات، لا يستطيع حزب الله ضمان فوز أغلبية أخرى، بحسب التقرير. وبافتراض إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية في موعدها، فإن الأعضاء الجدد سيختارون الرئيس المقبل، لذلك لن يتقبل حزب الله خسارة قوته السياسية، ومن أجل ذلك ابتكر ما وصفها التقرير بـ«استراتيجيات لكل طارئ»، أو «التكتيكات» التي يلجأ إليها حزب الله عادة في مثل هذه الظروف، والتي قد يستعين بها خلال الأشهر القليلة المقبلة.

فقد يسعى حزب الله إلى تأجيل الانتخابات، لحين استعادة سيطرته عليه، أو لحين انتخاب رئيس جديد، أو لحين زوال الأزمة الاقتصادية وما يصاحبها من استياء عام.

كما يأمل حزب الله من المحادثات النووية في فيينا أن يتم التوصل لاتفاق، يرفع العقوبات الأمريكية، ويعيد ضخ الأموال الإيرانية إلى خزائنه، ما لن يحل الأزمة المالية بطبيعة الحال، لكنه قد يعمل على تسهيل النفقات على الخدمات اللوجستية لحزب الله.

أيضاً، ربما يكون لتكتيك «اشتباكات الشوارع» أو «الحوادث الأمنية» مفعول أقوى، وقد يوفر ذريعة للتأجيل أو يثير مخاوف عامة تقلل من إقبال الناخبين على أقل تقدير.

وأخيراً، فإن إحداث شلل، والذي يعد «لعبة يتقنها حزب الله وحلفاؤه منذ 2005»، قد يكون خياراً مهماً حال إجراء الانتخابات، إذ سيكون بإمكانهم عرقلة تشكيل الحكومة لأشهر أو سنوات.