الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

فورين بوليسي: قدرات السعودية العسكرية 8 أضعاف إيران

فورين بوليسي: قدرات السعودية العسكرية 8 أضعاف إيران

حصة المملكة من استيراد السلاح العالمي 11% وطهران لا تتجاوز 0.3%

ترسانة الأسلحة السعودية النوعية تقلق إيران وتؤكد عجزها عن تأمين مجالاتها الجوية

محلل عسكري أمريكي: طهران تفتقر إلى قوات جوية حديثة وترسانة صواريخ أرض – جو

سلاح الجو السعودي يعتقل إيران وسط دائرة مغلقة

سلطت «فورين بوليسي» الضوء على تنامي قدرات السعودية العسكرية بشكل هائل، مقارنة بجارتها إيران، التي قد تضطر أمام تفوق الرياض عسكرياً إلى الرد بتعزيز قدراتها العسكرية، رغم تكبيلها بقيود عقوبات مؤلمة.

ويشير تقرير الصحيفة الأمريكية إلى المساعدة العسكرية الصينية الأخيرة، التي حصلت عليها المملكة، وشملت في مجملها تطوير برنامج صواريخها البالستية؛ ما يعكس وفقاً لتقديرات «فورين بوليسي» نقطة تحول جوهرية، ليس فقط بمنظور دعم الصين عسكرياً للسعودية، وإنما بمنظور سباق التسلُّح بين دول الشرق الأوسط.

وتدرك إيران فعلياً حجم التطور الهائل، الذي طرأ على أداء وكفاءة المؤسسة العسكرية السعودية؛ كما تفطن أيضاً إلى انعكاساته الخطيرة على أداءات منظوماتها الدفاعية، ما يرجِّح حتمية سعي حكومة طهران خلال الفترة المقبلة للرد على تطور القوات المسلحة السعودية بمحاولة تعزيز كفاءة نظيرتها الإيرانية.

في السياق، لا يتجاهل التقرير معدلات إنفاق السعودية الهائلة على منظومتها العسكرية، مشيراً إلى استيرادها أسلحة من الولايات المتحدة تحديداً، بالإضافة إلى فرنسا، وبريطانيا؛ ما جعلها أكبر مستورد للسلاح على مستوى العالم. وفي الفترة ما بين 2016 حتى 2020، بلغ نصيب المملكة من استيراد السلاح العالمي 11%؛ بينما اقتصرت حصة إيران منه على 0.3% فقط خلال الفترة ما بين 2015 حتى 2020.

مستوى نوعي

في الفترة ذاتها، راوح معدل إنفاق السعودية السنوي على السلاح ما بين 4 و8 أضعاف نظيره الإيراني؛ لكن «ما يقلق إيران حقاً» ليس فقط تعاظم الترسانة العسكرية السعودية، وإنما المستوى النوعي لأسلحة المملكة؛ فسلاح الجو السعودي أكثر كفاءة بدرجة كبيرة قياساً بنظيره الإيراني؛ كما تضاءلت -إلى حد غير مسبوق- قدرات إيران على تأمين مجالها الجوي بسبب العقوبات الجسيمة المفروضة عليها، إذ وضعت العقوبات «عراقيل فولاذية» أمام إمكانات استيرادها للأسلحة اللازمة، «أو على الأقل تطوير أسطول مقاتلات سلاحها الجوي المتهالك»، حسب تعبير «فورين بوليسي».

وبينما تناضل طهران للحفاظ على أسطولها الجوي المتقادم، نجحت الرياض في الفترة ما بين 2016 و2020 في العمل على ديمومة تطوير وتحسين كفاءاتها الهجومية بعيدة المدى عبر تعزيز أسطول سلاحها الجوي بـ91 مقاتلة أمريكية، و15 مقاتلة بريطانية؛ فضلاً عن شراء منظومات دفاعات جوية مضادة للصواريخ البالستية.

نقاط ضعف

أنتوني كوردسمان، المحلل العسكري الأمريكي الشهير، والأوسع صلة بالقيادة السعودية، حسب «فورين بوليسي»، قال إن «ميزان أسلحة الجو في المنطقة يتأثر إلى درجة كبيرة بالولايات المتحدة والدول العربية في الخليج العربي؛ فبفضل انفتاح واشنطن على المنطقة، والرغبة في تحسين أداءاتها العسكرية، أصبحت دول الخليج تمتلك قدرات نوعية جوية، بالإضافة إلى قدرات مناظرة في ترسانتها الصاروخية».

ويشير كوردسمان إلى نقاط الضعف الإيرانية الهائلة، التي تحول دون تحديث قواتها البرية والبحرية؛ موضحاً في هذا الصدد تركيز الإيرانيين على القوى الصاروخية فقط؛ لكنه عزا ذلك إلى افتقار طهران لقوات جوية حديثة، وترسانة صواريخ أرض – جو.

كما لم تتمكن إيران أيضاً، حسب المحلل الأمريكي، من استيراد مقاتلات متقدمة من الولايات المتحدة أو أوروبا منذ سقوط نظام الشاه؛ ورغم أنها حاولت باستماتة الحصول على مقاتلات متقدمة وصواريخ أرض – جو من روسيا، إلا أن نجاحها في ذلك كان رمزياً فقط؛ ما حدا بها إلى ادعاء امتلاك أدوات عسكرية، لا تقل أهمية عن المقاتلات والصواريخ أرض – جو المتطورة، «لكن هذه المزاعم لا تتجاوز الدعاية الجوفاء في حقيقة الأمر»، حسب كوردسمان.

أفضليات هائلة

ورغم أن برنامج إيران الصاروخي يمكنه تغيير ميزان القوى الجوية لصالح طهران، لكنه لا يمنحها في المقابل قدرة ردع عسكرية كافية أمام سلاح الجو السعودي، الذي يعتقل إيران وسط دائرة مغلقة. وفي حين يعد البرنامج الصاروخي ذاته حتمية وجودية تقريباً لإيران، يصبح من السذاجة القول بأن هذا البرنامج يمكنه مضاهاة القدرات الدفاعية السعودية؛ وهو ما حدا بدوائر عسكرية دولية إلى تأكيد أن الرياض ليست في حاجة إلى خوض منافسة مع إيران لإنتاج أو شراء صواريخ بالستية، نظراً لامتلاكها إمكانات وأفضليات عسكرية تقليدية هائلة مقارنة بنظيرتها لدى الإيرانيين.

وربما يقود انعدام مخاطر افتقاد طيارين خلال هجوم صاروخي إيراني ناجح على المملكة، إلى عزوف القيادة السعودية عن البقاء مكتوفة الأيدي أمام التهديدات، حسب تعبير المحلل، ونظراً لامتلاكها ترسانة أسلحة متطورة؛ وعملياً قد تتطلع المملكة إلى «فتح ثقب في المكوِّن الجوهري لقوة الردع الإيرانية، التي يربو عمرها على عشرات السنين».

مع ذلك، وفقاً للتقرير، قد يزيد تطوير برنامج الصواريخ البالستية السعودي، القادر على مهاجمة إيران بزخَّات من الصواريخ، وإطلاقها خلال زمن قصير، إصرار طهران على توسيع نطاق برنامجها الصاروخي، ورفض دعوات الغرب للتباحث حول فرض قيود على برنامجها الصاروخي.

وتجدر الإشارة إلى احتلال المملكة العربية السعودية المركز الـ20 على مستوى العالم، والمركز الخامس في منطقة الشرق الأوسط ضمن قائمة «الجيوش الأقوى على مستوى العالم في 2022».