الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

«فتح معابر إضافية».. خارطة طريق تطويق أذرع إيران في المنطقة

«فتح معابر إضافية».. خارطة طريق تطويق أذرع إيران في المنطقة

تواجه أذرع إيرانية في الشرق الأوسط، حالة احتقان رافضة لها، من شعوب البلدان المتواجدة فيها، لا سيما بعد سياستها الطائفية التي أشاعت عدم استقرار طال أمده، بعد أن استنفذت سبل المواءمة السياسية. ورسم محللون لـ«الرؤية»، خارطة طريق لتطويق أذرع إيران في المنطقة العربية، مشددين على ضرورة الضرب بيد من حديد، من خلال المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية كافة، مع الضغط على المجتمع الدولي لفرض مزيد العقوبات على إيران.

قيادة الأعمال الإجرامية

يرى رئيس مركز الشروق السعودي للدراسات والاستشارات، دكتور عبدالرحمن علي باعشن، أن الأحداث المتتالية والسريعة نتيجة حرب اليمن، وما خلفته من تداعيات حول المنطقة العربية عامة، والخليجية خاصة، يجزم بوجود أياد خفية تلعب دوراً محورياً في تعجيل سير الأحداث بما يحقق نقلة نوعية. ولفت إلى أن الدور الإيراني يعد القائد لتلك الأعمال الإجرامية، وأصبح ذلك واضحاً بما لا يدع مجال للشك، فإيران دولة عقائدية تهتم بتمدد أفكارها بالدرجة الأولى في المنطقة العربية عامة، وداخل دول الخليج بصفة خاصة، لاسيما أنها لا تؤمن بفكرة الخليج العربي.

وأشار إلى أن طهران لا تملك مناطق تمدد كبيرة في الوطن العربي، باستثناء اليمن ولبنان، رغم أن لديها طموحات توسعية لاحتلال أجزاء من الأراضي العربية، مؤكداً أنه لا يوجد قوانين رادعة وخطوات جادة من الغرب تضمن ردعها للتخلي عن تلك التصرفات غير الأخلاقية، بما جعلها تتمادى في غيها وغرورها.

وحول الحلول والمخرج، أشار باعشن إلى ضرورة ضمان اللحمة الخليجية وجمع الشمل العربي الخليجي لردعها، مع توجيه لطمة اقتصادية قوية في المقام الأول، عبر إقامة حصار قوي، وإقامة تحالفات اقتصادية جديدة، لاستقطاب الدول التي لا زالت على علاقات خاصة بإيران، منوهاً إلى ضرورة فتح معابر إضافية بديلة لمرور السفن عبر باب المندب، الخليج العربي، والبحر الأحمر، لافتاً إلى إمكانية الضغط على المجتمع الدولي، لفرض مزيد من العقوبات والحصار على الاقتصاد الإيراني، وأخيراً شراء بعض الشركات المؤثرة في الاقتصاد الإيراني من خلال أطراف مؤثرة.

مواجهة أذرع إيران

أما رئيس مركز «طروس» الكويتي للدراسات، محمد خليف الثنيان، فقال إنه يجب وضع سياج أمني وفكري للمنطقة العربية من أجل مواجهة أذرع إيران، مؤكداً أن الأخيرة تعبث داخل المنطقة العربية في 3 اتجاهات؛ تاريخية وسياسية وأمنية.

وفي تصريحات خاصة، أشار إلى ضرورة تسليط الضوء على دور إيران وأذرعها تاريخياً، وما تقوم به من دور عبثي في تاريخ المنطقة العربية، بالإضافة إلى تسليط الضوء الإعلامي على التلاعب في التاريخ والوجود الإيراني في المنطقة، لافتاً إلى أنه فيما يخص الجانب السياسي، فإن إيران تمارس سياسة الحوار والنفس الطويل في المفاوضات، ما يستوجب ممارسة نفس الأسلوب تجاهها وبناء تحالفات سياسية ذات ثقل سياسي ودولي.

وأضاف أن الجانب الأمني ينطوي على ضرورة قطع الإمدادات كافة التي تصل من إيران إلى جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن، والتي يستغلها لإطلاق الصواريخ على دول الخليج، لافتاً إلى ضرورة وقف تمويل حزب الله، وقطع كل الإمدادات التمويلية التي تصل إلى كل أذرع إيران في المنطقة.

وأكد ضرورة وضع العراق ضمن دائرة اهتمام دول الخليج في المنطقة العربية، وألا يترك ساحة تعبث بها إيران، مشدداً على أن الأخيرة تعتمد على الخلايا النائمة في الدول الخليجية، سواء في الجوانب السياسية أو الفكرية أو الأمنية، ما يستوجب مواجهتها بحزم لقطع الطريق عليها في تلك الجوانب.

خارطة طريق لتطويق أذرع إيران

وبدوره أكد المستشار الاقتصادي السعودي، تركي حسين فدعق، أن إيجاد خارطة طريق لتطويق أذرع إيران في المنطقة، يتطلب بالدرجة الأولى إيجاد تكامل اقتصادي بين دول المنطقة المشتركة في العديد من العوامل الدينية والثقافية والمذهبية.

وفي تصريحات خاصة، لفت إلى أن التكامل الاقتصادي يعد بداية التطويق، مع ضرورة تعويض الاستيراد من إيران عبر بدائل أخرى، مشيراً إلى أن الهدف ليس المقاطعة في حد ذاته، بقدر تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول الخليج والدول العربية، الأمر الذي يمهد لتكامل سياسي، مشدداً على أن في حال تعدد الآراء السياسية لدول المنطقة، حول قضية واحدة يصعب التكامل السياسي.

وأوضح أن التكامل الاقتصادي يعد هو البداية للتكامل السياسي، خلال مرحلة لاحقة، منوهاً إلى ضرورة توحيد الرؤى للقضايا المشتركة لدول المنطقة، عبر إنشاء مفوضية عليا للدول المتكاملة، سياسياً واقتصادياً، لمناقشة كل القضايا بوجهة نظر واحدة ومتماسكة، سواء كانت خاصة بالأوضاع السياسية أو الاقتصادية على حد سواء.