الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

بروفايل | باشاغا.. الطيار الطموح رئيساً للحكومة الليبية

بروفايل | باشاغا.. الطيار الطموح رئيساً للحكومة الليبية

رئيس الوزراء الليبي الجديد فتحي باشاغا

يمثل قرار البرلمان الليبي الخميس بالتصويت لصالح تولي وزير الداخلية والمرشح الرئاسي السابق فتحي باشاغا، رئاسة الوزراء، حلقة في سلسلة أحلام الطيار المتقاعد ابن مصراتة الذي تحول من التجارة إلى السياسة بعد سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي.

فتح باشاغا، السياسي الطموح، عينيه على الدنيا في مدينة مصراتة (شمال غربي ليبيا)، وهي المدينة التي شهدت لاحقا، انطلاق الاحتجاجات الشعبية التي أنهت أربعة عقود من حكم العقيد الذي جرَّم السياسة على الجميع، وكان السجن أو الموت مصير من يقترب منها خلال عهده الطويل.

وفور إتمامه شهادة الثانوية العامة التحق باشاغا بالكلية الجوية، وتخرج فيها برتبة ملازم طيار عام 1984، لكنه لم يمض في المجال سوى 9 سنوات ليتجه إلى عالم المال والتجارة، حتى سقوط القذافي.



كانت انتفاضة 17 فبراير 2011 نقطة انطلاق وتحول جديدة في حياة باشاغا، (60 عاما) حيث اشتبك بالعمل السياسي بعد سنوات من الانزواء، ولمع نجمه خلال توليه منصب وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني التي كانت في حرب مع قوات شرق ليبيا الموالية للمشير المتقاعد خليفة حفتر.


حرص باشاغا المولود في 20 أغسطس عام 1962، على مد الجسور مع جميع مكونات المشهد السياسي في البلاد، ما منحه فرصة للبقاء في المشهد كرقم مهم في المعادلة السياسية بعد رحيل حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، الذي انزوى بعيدا عن الأضواء.

ويتمتع الطيار الطموح بتقدير رموز العمل السياسي في ليبيا، حيث زار نهاية العام الماضي بنغازي (شرق) في لقاء جمعه بحفتر وعدد من المرشحين لرئاسة البلاد، في خطوة وصفها مراقبون بأنها ذكية وتهدف إلى لم الشمل وتوديع شبح الحرب الأهلية بشكل نهائي.

حظي باشاغا برضى مجلسي النواب والدولة في مشهد فاجأ المتابعين للشأن الليبي، حيث كان الفريقان على طرفي نقيض حين دعم مجلس الدولة معسكر طرابلس في مواجهة مجلس النواب الذي انحاز لقوات شرق ليبيا في "حرب الإخوة"، ليقطع بذلك شوطا مهما في مشواره السياسي.

وبذكائه المعهود، تعهد باشاغا أمام مجلس النواب بعدم الترشح لرئاسة الجمهورية حال فوزه بمنصب رئيس الوزراء، كما تعهد بالعمل على توحيد مؤسسات الدولة، خصوصا العسكرية، وهو المعروف بعدائه للميليشيات والمرتزقة الذين عمل على تحجيم دورهم خلال توليه منصب وزير الداخلية في حكومة الوفاق.