الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

«المقابر الجماعية» تخيم على الذكرى الـ11 للثورة الليبية

«المقابر الجماعية» تخيم على الذكرى الـ11 للثورة الليبية

ليبيون يتجولون حول القبور المحفورة على الأرض في بلدة ترهونة الغربية. أ ف ب

يحيي الليبيون الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الثورة التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011، في وقت يمرّ الانتقال إلى الديمقراطية بمنزلق جديد يثير مخاوف من تجدّد العنف على وقع تصاعد الخلاف السياسي، لا سيما بعد أن عين مجلس النواب وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، رئيساً للحكومة ليحل محل عبدالحميد الدبيبة، فيما أعلن الأخير عدم استعداده للتخلي عن السلطة إلا لسلطة منتخبة، ما يشكل وضعاً سياسياً معقداً، ويثير مخاوف من تجدد الصراع المسلح.

وتقام الاحتفالات بمناسبة الذكرى الـ11 للثورة الليبية في ساحة الشهداء في طرابلس يوم الجمعة، نظراً لسوء الأحوال الجوية المتوقعة الخميس، حيث زينت الشوارع الرئيسية في طرابلس بألوان الشعار الوطني -الأحمر والأسود والأخضر- الذي تم اعتماده بعد سقوط القذافي، في احتفالات بمناسبة الذكرى الـ11 لسقوطه.

وتشهد الساحة الليبية توترات متصاعدة غذَّاها تعيين رئيس الحكومة الجديدة، إذ اجتمعت المجموعات المسلحة في مصراتة وطرابلس نهاية هذا الأسبوع، دعماً للدبيبة في استعراض للقوة داخل العاصمة، الأمر الذي وصل تداعياته إلى تدني مستوى معيشة ما يقرب من 7 آلاف مواطن ليبي، رغم احتياطيات النفط الوفيرة في البلاد التي يفترض أن تضمن مستوى معيشياً مريحاً، لكن يبدو تحقيق هذا الأمر في المستقبل القريب مستحيلاً.

في سياق موازٍ تستعيد مدينة ترهونة الليبية ذكرى الانتهاكات التي ارتكبتها مجموعات مسلحة، من قتل وتعذيب واعتقال للمدنيين، في وقت لا تزال عائلات الضحايا تطالب بتحقيق العدالة.

وتروي غزالة المرأة الستينية من أمام منزلها كيف أخذت مجموعات مسلحة ترتدي الزي الشرطي والعسكري 7 من أشقائها و4 من أبنائها أثناء نومهم بالقوة، في ديسمبر 2019 ولم ترهم مجدداً، مؤكدة أنهم قتلوا جميعاً تحت التعذيب، في وقت كانت ليبيا مسرح لحرب أهلية عندما سقطت المدينة في أيدي مليشيات الكاني في 2015 - تتألف من 6 أشقاء وأتباعهم- بثت عناصرها الرعب في صفوف السكان المحليين، فيما قضي بشكل منهجي على الأصوات الناقدة، حتى إن أقاربهم لم يسلموا من بطشهم، وذهبوا إلى حد استخدام «الأسود» لبث الرعب في ترهونة.

بدأت تتكشف عشرات المقابر الجماعية خلال يونيو 2020 في ترهونة بعد انسحاب قوات حفر المدعومة من الشرق، الأمر الذي قوبل بسخط كبير حيال الأعمال الوحشية المرتكبة في حق مئات المدنيين، وتمكنت غزالة من التعرف على أقاربها المفقودين داخل إحدى تلك المقابر الجماعية.

ويتذكر ابن أخيها «وليد الروماني» اختطاف والده على أيدي مسلحين، بعد إحاطة منزلهم وضرب والده واقتياده إلى مكان بعيد، وتساءل المراهق البالغ 15 عاماً بنبرة حادة «أين العدل والدولة والقصاص» في قضية والده؟”، في وقت يشعر أهالي ضحايا المقابر الجماعية بالظلم وعدم حصولهم على تعويضات، لم يتم اعتقال أي من الجناة المزعومين في تلك القضية، إذ قتل 3 من زعماء الكاني فيما لا يزال الآخرين هاربين في شرق ليبيا ومصر والأردن بحسب سكان المدينة، رغم ترصد مكتب المدعي العام بهم وملاحقتهم لكن دون نتيجة تذكر، الأمر الذي دفع غزالة للتوجه لمكتب رئيس الحكومة السابق عبدالحميد الدبيبة 3 مرات لكنه رفض استقبالها، وحذرت غزالة من أخذ ابن أخيها ثأر الدم من المتورطين حال استمرار حلقة هروب قتلة والده وأعمامه.

بدوره يروي أشرف جاب الله البالغ 35 عاماً، اقتياد 10 من أقاربه قسراً إلى مكان مجهول دون سبب معلوم من قبل مليشيات الكاني، بينهم شقيقه، والذين تم التعرف عليهم لاحقاً في المقابر الجماعية، وأكد أن صبره نفد من بطء العدالة، وتابع: «أحرقوا منازلنا وسرقوا ممتلكاتنا وهجرنا، ورغم ذلك الدولة لم تتحرك حتى الآن من دون فهم أسباب».