الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

العسومي: الدبلوماسية البرلمانية إحدى الأذرع المهمة للتحرك عربي

قال رئيس البرلمان العربي، عادل بن عبدالرحمن العسومي، إن تراجع الدور العربي في حل الأزمات التي تواجه منطقتنا العربية، قد أوجد فراغاً استغلته التنظيمات الإرهابية والطائفية والأطراف الإقليمية والدولية، الطامعة في السيطرة على مقدرات شعوبنا والزج بها في صراعات طائفية وعرقية.

وفي كلمته أمام المؤتمر الرابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية بمقر جامعة الدول العربية السبت، بحضور أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، شدد العسومي على أن هناك مسؤولية قومية كبيرة تقع على عاتق البرلمانيين العرب، في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ أمتنا العربية، لا سيما أن الدبلوماسية البرلمانية باتت إحدى الأذرع المهمة لأي تحرك عربي فاعل على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأصبحت جناحاً مكملاً للدبلوماسية الرسمية، في خدمة مصالح شعبنا العربي والدفاع عن قضاياه العادلة.

رؤية برلمانية عربية موحدة

وأشار إلى حرص البرلمان العربي، على استثمار هذا المؤتمر المهم من أجل الخروج برؤية برلمانية عربية موحدة تجاه القضايا والتحديات المشتركة التي تواجهنا جميعاً، لافتاً إلى أن البرلمان العربي أعد مشروع وثيقة تحت عنوان «رؤية برلمانية لتحقيق الأمن والاستقرار والنهوض بالواقع العربي الراهن»، متطلعاً إلى أن تُشكِل خريطة عمل برلمانية يتم رفعها إلى القادة العرب في الاجتماع القادم لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.

وتابع: «إننا في حاجة ماسة إلى استعادة زمام المبادرة وقيادة الجهود الرامية للتوصل إلى حلول سياسية ونهائية للأزمات التي نواجهها، ولا بد أن تكون لنا وقفة جادة للحيلولة دون أن تظل بعض الدول العربية، مسرحاً لصراعات إقليمية ودولية، تنتهك سيادتها واستقلالها، وتهدد وحدتها وعروبتها وسلامة أراضيها».

وأردف: «أننا في حاجة ماسة إلى تفعيل آليات ومشروعات التكامل الاقتصادي، الذي يمثل الوجه الآخر من الأمن القومي العربي في مفهومه الشامل، والبرلمان العربي سوف ينظم بالشراكة مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية، منتدياً عربياً حول تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية مايو القادم».

القضية الفلسطينية

وأكد رئيس البرلمان العربي، أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى، كونها تمثل قضية الحق والعدل في مواجهة الظلم والطغيان، مشيراً إلى أنه على الرغم من اعتراف المجتمع الدولي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وبعد مرور أكثر من سبعة عقود، إلا أنه لا تزال القضية عصية على الحل، بسبب تعنت سلطات الاحتلال، وعدم وجود موقف دولي ضاغط لتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

وجدد العسومي، مطالبته للمجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة وأجهزتها المعنية، بتحمل مسؤوليتها السياسية والقانونية والأخلاقية للتوصل إلى حل عادل وشامل يُعيد الحقوق إلى أصحابها، ويُنهي الاحتلال على كامل الأراضي الفلسطينية، داعياً الأشقاء الفلسطينيين إلى طي صفحة الانقسام، مؤكداً أن وحدة الصف الفلسطيني تُمثل ضرورة ملحة لا تحتمل التأجيل، ويحدونا الأمل في أن تتحقق في أقرب وقت ممكن، بدعم ومساندة الجهود العربية المخلصة في هذا الشأن.

الأزمات والصراعات العربية

وأشار رئيس البرلمان العربي، إلى أن الأزمات والصراعات التي تشهدها منطقتنا العربية، في اليمن وسوريا وليبيا والسودان والصومال ولبنان، تكشف لنا حجم المأساة التي تعيشها أمتنا العربية في الوقت الراهن، والتي أدت إلى تحويل الملايين من أبنائنا إلى نازحين داخل بلدانهم ولاجئين في الدول الأخرى، فضلاً عن استمرار نزيف الدم العربي دون توقف، على أيدي الميليشيات الطائفية المسلحة، والتنظيمات الإرهابية، التي تجد في استمرار هذه الأزمات بيئة خصبة لنشر فكرها المتطرف وتوسيع نطاق عملياتها الإرهابية.

التدخلات الإقليمية والدولية

كما شدد على أن تدخلات بعض الأطراف الإقليمية والدولية في هذه الأزمات، تُفاقمها، وتتسبب في إطالة أمدها دون حل، موضحاً أن خطورة هذه التدخلات المرفوضة لا تكمن فقط في أنها استباحت سيادة بعض الدول العربية واستحلت مقدرات وثروات شعوبها، ولكنها تعمل أيضاً على تفكيك نسيج المجتمعات داخل هذه الدول، وزرع بذور الفرقة والانقسام بين مواطنيها على أساس الدين أو المذهب.