السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

إكسبو 2020 دبي يرسِّخ قوة الإمـــــــــارات الناعمة

يعزز مكانة الدولة في مجالات الإبداع والتطوير والتسامح

يحقق المزيد من الشراكات العالمية مع مختلف دول العالم

نجح في جعل الإمارات وجهة لتحقيق الاستثمار الإقليمي

الفعاليات الدولية الكبرى ذات تأثير إيجابي على الأمن القومي العربي

حقق مكانة كبيرة للدولة عالمياً وسمعة دولية ويضيف إلى دبلوماسيتها

يتجاوز مجرد كونه حضوراً جماهيرياً سياحياً إلى الدبلوماسية الثقافية



تمكن إكسبو دبي 2020، من ترسيخ القوى الناعمة للإمارات، بعد أن عكس صورة الدولة كحاضنة لكل دول العالم في بقعة واحدة، الأمر الذي جعلها محل أنظار الإعلام الدولي، مشيرين إلى أن الإمارات بنجاحها في تنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية الكبرى استطاعت أن تكتسب قوة كبيرة وتأثيراً واسعاً في المحافل الدولية.قال أستاذ العلوم السياسية، بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور سعيد صادق، إن الإمارات دولة معروفة في المنطقة بالريادة في موضوعات عدة، خاصة السلام والتسامح، حيث تمتلك وحدها من بين نظرائها العرب وزارة تسامح وسعادة، وأقامت على أراضيها معابد يهودية وهندوسية.

وأضاف أن معرض إكسبو دبي، بحفل افتتاحه المبهر، ونشاطاته المتعددة حقق مزيداً من الشراكات العالمية مع العديد من الدول، ما أكد صورة الإمارات أمام العالم بأنها دولة إبداع وتغيير وتطوير وتسامح وجذب.

وأضاف صادق في تصريحات أنه من الجيد أن يكون لدينا في الوطن العربي دولة يمكنها إبهار العالم بهذا الشكل، واستضافة دول من مختلف بقاع الأرض على أراضيها، مشيرا إلى أن الإمارات تتميز سياستها الخارجية بالديناميكية، والمرونة العالية، والانفتاح على كل البلاد بما فيها تركيا وإيران، وهذا سر نجاحها، مؤكداً أن إقامة إكسبو في دبي، تعكس هذه الصورة عن الإمارات.

وتابع، أن الإمارات أكدت عبر إكسبو دبي أنها لا تمتلك القرى المعرفية، والمحطات الفضائية، والإعلام القوي فحسب، وإنما أيضا تمتلك القدرة على تنظيم أحداث دولية كبرى بنجاح، ما يعكس قدراتها الناعمة القوية، المدعومة برقي وتحضر شعبها، لافتا إلى أن إكسبو عكس صورة دبي كأحد رموز التقدم في العالم العربي، ذات الشعبية والتعاطف والتأييد لدى شعوب العالم.

وأشار صادق إلى أن إكسبو كان مركزا للقاء وتجمع العديد من الاقتصاديين والمهتمين بمجال الأعمال إلى جانب المسئولين، وانطلقت من خلاله العديد من الاتفاقيات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية، مما جعل الإمارات محفورة في ذاكرة هؤلاء الذين انطلقوا بمجالات أعمالهم إلى الأمام عبر إكسبو، وسط دولة قادرة على تقدم كافة التسهيلات لكل الراغبين في الاستثمار على أراضيها.



رسالة سلام

وقال المحلل السياسي اللبناني، طوني بولوس، إن إكسبو دبي جمع العالم بكل دوله وطوائفه، ومذاهبه، وقومياته، في بقعة صغيرة، وبعث برسالة سلام، وصدّر صورة العالم العربي المحب للسلام، والقادر على تجميع الناس، لا تفريقهم، مثلما كان الاعتقاد سائداً عند عدد من الثقافات والشعوب.

وأضاف بولوس في تصريحات صحفية أن الإمارات استطاعت أن تلعب دورا جديدا رياديا في العالم، عبر إكسبو، إضافة إلى الأدوار الكبيرة التي تلعبها، واستطاعت من خلالها أن تثبت صورتها كدولة متقدمة ومتطورة على مختلف الأطر، ليس فقط على الصعيد الدبلوماسي، أو العمراني، أو التكنولوجي، أو الاقتصادي، وإنما وضعت نفسها في مصاف دول العالم القادرة على تقريب الشعوب، وتخفيف الاحتقان والصراعات.

وتابع، أن المؤتمرات والفعاليات الدولية مثل إكسبو ذات تأثير إيجابي على الأمن القومي العربي، حيث تلعب الإمارات من خلاله دوراً بارزاً في نشر رسالة السلام للشرق الأوسط، وللدول العربية ككل.

أصالة ومعاصرة

وقال المحلل السياسي الفرنسي، بيبر لويس ريمون، إن مختلف المسالك التي ارتادتها دبي من أجل بلورة حضور ثقافي مميز، تعكس القوة الناعمة للإمارات، ومعروف في هذا السياق أن إكسبو دبي يعتبر من أكثر الفعاليات صيتاً وذيوعاً، سواء أكان على مستوى إشعاع دول منطقة الخليج أو على المستوى الدولي، مشيراً إلى أنه من المهم التركيز على أن إكسبو دبي يتجاوز مجرد كونه حضوراً جماهيرياً سياحياً، فهو حدث دبلوماسي يندرج ضمن ما يسمى بالدبلوماسية الثقافية، وعندما نتحدث عن الدبلوماسية، نكاد ننسى أن الجانب السياسي التقليدي الذي نسنده إلى هذا المصطلح، لا يتوقف عند المحادثات التي ينظمها قادة الدول لحل النزاعات، إنما يتعداها إلى الجانب الاقتصادي والثقافي، وهنا نعود إلى مبدأ القوة الناعمة، ودبي رائدة عربياً في هذا المجال.

حماية الأمن القومي

وأضاف «ريمون» أن إكسبو يساهم بشكل كبير للغاية في حماية الأمن القومي العربي، فحماية الأمن القومي، العربي وغير العربي، تنطلق من إحاطة دقيقة بمقومات الهوية، مشيراً إلى أنه درس تجليات الهوية في أعماله، ومن هنا يمكنه التأكيد على أن فعاليات مثل هذه المعارض الدولية تعزز هوية البلد المنظم لها إلى أقصاها، فما زال الحديث سارياً حتى اليوم -على سبيل المثال- عن معرض إكسبو باريس الدولي الذي أقيم في نهاية القرن التاسع عشر.

وتابع، أن أكسبو نجح في جعل الإمارات وجهة لتحقيق الاستثمار الإقليمي، حيث أن النموذج الإماراتي استطاع التوفيق بين الحداثة المتمثلة في الاعتماد على أكثر الٱليات التكنولوجية تطورا لترسيخ رسالة أن العالم العربي لم يكتف بدخول الحداثة، بل يساهم في تطويرها بالإبداع التقني، والأصالة، بتذكيرنا أن المنطقة ضاربة جذورها في مقومات الحضارة العربية التي انطلقت من بلاد الصحاري والرمال والواحات، فصيرت الإكراهات الجغرافية الطبولوجية في خدمة أروع الابتكارات، وحقق إكسبو الاستفادة للإمارات على المستوى الإقليمي، عبر انخراط دبي في مشاريع نقل الخبرة.

همزة وصل للعالم

يقول المحلل السياسي السعودي، محمد الحربي، إن إكسبو دبي 2020 ليس معرضاً لعرض الحضارة والتراث والإرث التاريخي للإمارات فحسب، بل يجسد ويعزز مكانة وقدرة الإمارات العربية المتحدة كقوة عالمية ثانية، سواء كان ثقافياً، أو اجتماعياً، أو اقتصادياً، أو سياسياً، فهو يبرز مكانة وقدرات هذه الدولة العظيمة، واستطاع إيصال الصورة الذهنية التي يريد نظام الحكم في الإمارات إيصالها للعالم، من أنها دولة متقدمة متطورة، متسامحة مع جميع الأحداث، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي أو الدولي، وهذا أمر مهم، فإكسبو أبرز القوة الإقليمية الصاعدة للإمارات، في كافة المجالات.

وأضاف الحربي، أن إكسبو مثل نقطة ربط ووصل بين القارات، وجعل من الإمارات نموذجا يحتذى به في التحالفات والشراكات، وصولاً للتنمية الشاملة المستدامة، وهو الهدف الأسمى لها، مشيرا إلى أن إكسبو بنجاحه في أن يكون ملتقى للعديد من الزعماء والرؤساء والمسؤولين والشخصيات العامة، ورؤساء الشركات العالمية، يعود بعظيم الأثر على الإمارات، حيث حقق لها مكانة كبيرة عالميا وسمعة دولية، ويضيف إلى دبلوماسيتها، فلقاء هذه الشخصيات وزيارتها للإمارات يعزز العلاقات ويطورها، ويحقق للإمارات المزيد من العلاقات الدولية والشراكات.

وأضاف أن إكسبو دبي كان خير واجهة للدولة، ومركزاً لاستقطاب دول العالم، وحقق أبعاداً اقتصادية وسياسية، حيث شكَّل صورة رمزية نمطية تنقلها الإمارات للعالم بأكمله، على كافة المسارات، مشيرا إلى أن إكسبو دبي 2020 مثَّل ركيزة من ركائز حماية الأمن القومي، وجسد القوة الشاملة للدولة بعناصرها سواء الاقتصادية الاجتماعية.

يقول المحلل السياسي الكويتي، فهد المكراد، إن إكسبو دبي أعطى دولة الإمارات العربية المتحدة بُعداً جيوسياسيياً، واستراتيجياً، وهو كذلك اقتصادي سياسي، فلا ننسى أن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها رؤية، ورسالة سياسية واقتصادية، وأهداف محددة المعالم، لذلك فإن إكسبو عكس صورة الإمارات كنموذج للدولة الصناعية الاقتصادية التي تطمح أن يكون لها دور فاعل في العلاقات الدولية بشكل عام، وأيضاً لها تفاعل إقليمي ودولي وخارجي مع العالم ككل، مضيفاً أن دبي نجحت في ظل الأوضاع الصحية والإقليمية المتطورة في المنطقة بفعل فيروس كورونا، في جذب الكثير من المستثمرين، والمشاريع المتوسطة والكبيرة، وتحقيق مكاسب عدة في مجالات مختلفة.

وأشار المكراد إلى أن إكسبو دبي عزَّز من سياسة الإمارات الخارجية، ودبلوماسيتها، فتفوقها الاقتصادي الكبير في تنظيم إكسبو بكل ما به من إمكانيات، وما حققه من تفاهمات وشراكات، وما قام به من دور في نقل صور الدول المختلفة لبعضها البعض في مختلف المجالات، يصنف ضمن قوة الإمارات الناعمة التي أدركت الإمارات أهميتها واستطاعت استثمارها بشكل فعال، لافتاً إلى أن إكسبو حقق للإمارات مزيدا من التأثير في المحافل الدولية، وعزَّز دورها السياسي عالمياً، حيث استطاعت أن تخلق حالة مختلفة إقليمياً وعربياً بتنظيمها إكسبو، في مواجهة كل ما تعانيه المنطقة من نزاعات وتوترات.