الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

سري للغاية | تل أبيب تحفظت على لقاء إسرائيلي - فلسطيني في واشنطن

سري للغاية | تل أبيب تحفظت على لقاء إسرائيلي - فلسطيني في واشنطن

جون بايدن خلال لقاء مع نفتالي بينت في البيت الأبيض

اللقاء تضمن مشاركة مصرية – أردنية على مستوى مستشاري الأمن القومي

فقدان حكومة نفتالي بينت الأغلبية في الكنيست أحبط مبادرة البيت الأبيض

كشفت دوائر سياسية في واشنطن النقاب عن تحفظ إسرائيل أكثر من مرة خلال الأشهر الأربعة الماضية، على عرض أمريكي لعقد لقاء مع الفلسطينيين في البيت الأبيض، بهدف تحريك العملية السياسية على المسار الفلسطيني- الإسرائيلي. وقالت 5 مصادر أمريكية وإسرائيلية، إن تل أبيب لم تضرب بالاقتراح الأمريكي عرض الحائط، وإنما أبدت مع كل مرة تحفظات عليه، وهو ما غاير الموقف الإيجابي لدى الدول التي كان من المقرر مشاركتها في اللقاء، وهي الولايات المتحدة، والأردن، ومصر.

ونقلت «واشنطن بوست» عن الدوائر الأمريكية حرص إدارة بايدن على فرض تعتيم بالغ على الجهود المبذولة في هذا الصدد، حتى أنها وصلت حد مستوى «سرِّي للغاية»، للحيلولة دون تسريب معلومات بهذا الخصوص لوسائل الإعلام، وبالتالي إفساد العملية قبل ولادتها. وكان من المقرر عقد اللقاء بين إسرائيل والفلسطينيين في البيت الأبيض، ليصبح أهم حوار من نوعه بين الجانبين منذ سنوات طوال.وحسب ما نقله موقع «والّا» العبري عن 3 مصادر سابقة وحالية في إدارة بايدن، اقترح البيت الأبيض في ديسمبر 2021 على ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي عقد لقاء في واشنطن بين شخصيات رفيعة المستوى من الولايات المتحدة، وإسرائيل، والسلطة الفلسطينية، ومصر، والأردن؛ وخلال المباحثات بالغة السريَّة التي جرت بين الولايات المتحدة وديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي في هذا الخصوص، اقترح الأمريكيون أن يكون اللقاء على مستوى مستشاري الأمن القومي، وأن يدور حول تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بدعم من الولايات المتحدة، والأردن، ومصر.

إقرأ أيضاً..«نسب المرشحين».. ماكرون ولوبان إلى الجولة الثانية في الانتخابات الفرنسية

وفي إطار المباحثات أبلغ الأمريكيون إسرائيل بأنه إذا جرى انعقاد مثل هذا اللقاء، فسوف يستضيفه مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض تشاك ساليفان، ويمثل إسرائيل فيه مستشار الأمن القومي إيال خولتا؛ أما من مصر والأردن فكان مقرراً مشاركة مدير الاستخبارات المصرية اللواء عباس كامل، ونظيره الأردني أحمد حسني. إلا أنه لم يتحدد خلال المباحثات الشخصية الفلسطينية المزمع مشاركتها في اللقاء؛ وعزا رعاة اللقاء في واشنطن ضبابية المشاركة الفلسطينية إلى صراع الصلاحيات الداخلية القائم داخل السلطة الفلسطينية.

وكانت تطمح الولايات المتحدة إلى استغلال مثل هذا اللقاء في تمكين الرئيس الفلسطيني محمود عباس من إحراز إنجاز سياسي أمام الفلسطينيين. في المقابل، يمكِّن اللقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي من تفادي التورط في لقاءات سياسية مع الفلسطينيين أمام معسكر اليمين الإسرائيلي، خاصة أن اللقاء المقترح بمشاركة الأردن ومصر، كان من المقرر اقتصاره على تمثيل مستشاري الأمن القومي، ويدور حول قضايا أمنية واقتصادية.

وقالت مصادر البيت الأبيض إن الفلسطينيين والمصريين والأردنيين أبدوا موقفاً مبدئياً إيجابياً على المقترح الأمريكي؛ ورغم أن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي لم يرفض المقترح، لكنه في الوقت نفسه لم يرد عليه بالإيجاب. وأوضح مصدر إسرائيلي مسؤول أن «ديوان رئاسة الوزراء لم يرد على البيت الأبيض بكلمة لا، لكنه أبدى تحفظات جاء في طليعتها انعدام رغبة رئيس الوزراء نفتالي بينت في عقد لقاء ينطوي على أبعاد سياسية مع الفلسطينيين».

وخلال فبراير الماضي، أعاد البيت الأبيض طرح القضية مجدداً على ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي؛ وقال مصدر رفيع المستوى في تل أبيب إن تحفظات نفتالي بينت ظلت كما هي، لكنه لم يعط الأمريكيين رداً واضحاً قبل التأكد من جدية المبادرة.وفي محاولة لتبرير التحفظات الإسرائيلية، قالت دوائر سياسية في تل أبيب، إن عقد مثل هذا اللقاء سواء في البيت الأبيض أو غيره ينطوي على حساسية كبيرة جداً، خاصة لدى الجانب الإسرائيلي، لا سيما بعد فقد حكومة بينت الأغلبية في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، وهو ما ينعكس سلباً إلى حد كبير على فرص عقد مثل هذا اللقاء.

إقرأ أيضاً..قريشي ضد شريف.. البرلمان الباكستاني ينتخب رئيساً للحكومة الاثنين

ورغم أن حكومة نفتالي بينت قررت منذ بداية توليها السلطة تفادي التقدم في إجراءات سياسية مع الفلسطينيين، فإنها غيَّرت السياسة المتبعة خلال عهد نتنياهو، وشرعت في العمل على تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية واستئناف العلاقات معها؛ كما غيرت الحكومة الإسرائيلية الجديدة السياسة المتبعة في قطاع غزة، لا سيما في ظل تسهيل سبل الأوضاع الاقتصادية غير المسبوقة في القطاع، ومنها على سبيل المثال منح تصاريح عمل 20 ألف غزاوي داخل إسرائيل.