الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

الخرباوي: التقارب العربي - التركي يدفع الإخوان لأحضان إيران

الخرباوي: التقارب العربي - التركي يدفع الإخوان لأحضان إيران

الشعب المصري تمكن من التصدى لعنف تنظيم الإخوان خلال حكم مرسي.

قال القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، ثروت الخرباوي، إن تقرّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات ومصر والسعودية؛ وبهذا الإيقاع السريع، أصاب التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بالذهول، وأفقده توازنه. مضيفاً أنه مع ذلك فإن الرئيس أردوغان لن يتخلى عن الإخوان نهائياً، ولكنه سيظل يستخدمهم حتى حين. مضيفاً أن تركيا تحت مظلة أردوغان حاولت دخول الاتحاد الأوروبي ولم تنجح، ثم حاولت لفترة أن تصبح زعيمة الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية، ولم تنجح، وحاولت تزعم العالم العربي من مدخل دعم الإخوان ولم تنجح، والآن حيث يواجه الرئيس أردوغان وضعاً داخلياً صعباً فيه تباطؤ اقتصادي وتضخم وتدهور عملة وأزمة طاقة وتعقد شديد في العلاقة مع روسيا وأوروبا ومعارضة قوية، عاود محاولة التقارب مع الدول العربية المؤثرة، وعلى رأسها الإمارات العربية التي زارها بالفعل؛ ومصر والسعودية اللتين يزورهما آجلاً أم عاجلاً.

دفع الثمن

وأضاف الخرباوي في تصريحات لـ«الرؤية»، أن أردوغان يدرك أنه لا بد أن يقدم ثمناً لتحقيق تقارب مع تلك الدول، وأول المطلوب هو مزيد من إبعاد وتهميش إخوان التنظيم الدولي وأفراد الجماعة الغرباء، حيث يوجد لديه الآن نحو ٣٥ ألف إخواني معظمهم من مصر، ومن هنا فزعهم وخوفهم على حياتهم، وبالمقابل تحاول قيادة الجماعة طمأنة الأتباع بشأن ما يمكن أن تفعله تركيا بهم، وهم يراهنون على أن حركة الإخوان التركية قوية جداً، خاصة في الريف وجنوب تركيا عموماً، وهى غير حزب العدالة والتنمية، ووجودها بهذا الشكل يمكن أن يلجم عملية إبعادهم بقسوة، وقطع عيش كوادرهم التي لم يكن لها من وظيفة أو مصدر للدخل غير التهجم على الدول العربية الثلاث. وأكد الخرباوي أن موقف مصر والإمارات والسعودية مبدئي ضد الإخوان، ولا يغيب عنهم خبرة ومرارة الماضي في التعامل مع الجماعة؛ ولذا لن تقبل تلك الدول الدعوات إلى طي صفحة ما مضى، أو إعادة السماح لهم بالعمل الدعوي من دون سياسية كما يقولون، ولا أحد مستعد أن يأوي الذئب ببيته مرة أخرى.

البحث عن حلول

وذكر الخرباوي أن الإخوان شعروا بالتطور الجاري منذ فترة، وقد حاول محمود حسين قائد جبهة التنظيم الدولي في إسطنبول، بشكل مباشر، ومن خلال توسيط أيمن نور، لقاء أردوغان أو مقربين منه، لكنه فشل، أيضاً، وكما أكدت لي مصادري الكثيرة من داخل الإخوان أن الجماعة حاولت توسيط قطر لإيجاد مخرج مما ينتظرهم لو أراد أردوغان طردهم من تركيا، لكن الرد القطري كان أن هناك متغيرات كثيرة بالمنطقة الآن، وهى مشغولة بها، وأن الظرف الدولي لن يسمح له بالتوسط لهم، وإن كانت على استعداد لنوع من المساعدة في إيجاد «أوطان بديلة». ويرى الخرباوي أنه في ظل الأخطار التي تهددهم يحاول التنظيم الدولي رأب الصدع بين قيادة جبهة إسطنبول وبين إبراهيم منير في قيادة لندن، على أساس أنه لا وقت للتنازع؛ فالمركب تتصدع.

وأكد الخرباوي أنه وارد جداً في ظل كل ما يجري من تقارب تركي عربي أن يرتمي الإخوان في أحضان إيران، فالإخوان على علاقة بشيعة إيران منذ المؤسس حسن البنا، فهو الذي كان قد أنشأ مع تقى الدين القمي مجلساً للتقريب بين السنة والشيعة، وتوثقت العلاقة بعد ثورة الخميني لدرجة أن الإخوان هم الجماعة السنية الوحيدة المسموح لها بالحركة هناك.

وزاد أن الجماعة موجودة باليمن وتدعم الحوثي عبر حركة عبدالمجيد الزنداني؛ نكاية في كل من السعودية والإمارات، ثم إن اليمن ملعب جيد يمكنهم أن يثبتوا فيه للإيرانيين أن بإمكانهم تقديم خدمات معتبرة في مجال صناعة التخريب وتعطيل السلام، انطلاقاً من هناك، ويمكنهم باليمن من جهة أخرى أن يواصلوا تدريب كوادرهم على القتال.

طموحات أردوغان

وقال الخرباوي، إنه كان قد التقى بأردوغان في الحرم المكي أيام كان عمدة لإسطنبول؛ وعرف منه مباشرة طموحاته في تزعم العالم الإسلامي؛ وفي الاقتراب والمراوغة من الاتحاد الأوروبي، غير أن الأوضاع الجيوسياسية تغيرت بما لم يتحسب له؛ فبدأ ينهج نهجاً آخر، وأدرك التنظيم الدولي للجماعة مبكراً أن ثمة تحولات قادمة لا محالة؛ وقرر منذ أكثر من عام وجوب تكثيف تفرق الجماعة؛ تفادياً أنْ تدهس الجميع قطارات التغيرات الصادمة، ولذا زادوا في التركيز على بريطانيا، كتواجد واستثمارات وعلاقات مع الأجهزة الاستخباراتية، وإلى جنوب أفريقيا استثمارياً، وماليزيا كوجود وبزنس، لكن الجديد، ومع كل تلك الجوائح التي حلت بهم، أنه تبين لنا سعيهم إلى فتح مجال جديد في إحدى بلاد آسيا الإسلامية القليلة السكان، لكن الغنية جداً بالدخول إلى الحاكم هناك من نفس الباب الذي حاولوا به مع الخميني، إذ كانوا قد عرضوا على الأخير أن يبايعوه خليفة للمسلمين سنة وشيعة، ولكنه رفض، والآن يعرضون ذلك على حاكم الدولة الآسيوية مع وعد بأن يجمعوا له البيعة من كل فروعهم ومن التنظيمات الإسلامية المقربة منهم؛ وظني أنهم لن ينالوا بغيتهم؛ لأن تلك الدولة تحافظ على تدين سمح، ولها علاقات متوازنة بكل دول المنطقة.

الإخوان وروسيا

وأوضح الخرباوي أن الإخوان يعتبرون روسيا عدواً من أيام الشيوعية؛ ثم بسبب أفغانستان، بل وهم لعبوا دوراً خلال تواجدهم في تركيا في إحياء نعرة الصراع والحرب بين تركيا العثمانية وبين الإمبراطورية الروسية، ومن جانب آخر معروف أن الملياردير الإخواني يوسف ندا، لعب دوراً كمستورد حديد في فتح أبواب إلى الحديد الأوكراني في مصر ولبنان والجزائر، وكان قريباً من رئيس أوكرانيا السابق، ولا استبعد أبداً أن يقوم التنظيم الدولي بتهريب أسلحة إلى أوكرانيا ومحاولة الخروج بأي مكسب من صراع أمريكا وأوروبا مع روسيا على الملعب الأوكراني.

وعن الصين قال إنهم ينظرون إليها مثل روسيا؛ باستثناء هونج كونج، فلها وضع خاص، وبها تجارة مزدهرة، والإخوان لهم بعض الاستثمارات هناك، ومعروف أن خيرت الشاطر كان قد حاول المضاربة بأموال التنظيم فيها في ٢٠٠٤ وخسر كثيراً، ما جعلهم يفوضون مهمة المضاربات منذ عام ٢٠٠٥ إلى يوسف ندا، والمعنى أنهم يعرضون خدماتهم على القوى المناوئة للصين، وفي أي مكان على أمل أن يخرجوا بممولين جدد ومواطئ قدم تعوض خسائرهم المتلاحقة حالياً.

إقرأ أيضاً..حوار | رئيس كتلة «تحالف السيادة»: رؤساء العراق حولوا المنصب إلى «شرفي»

المرشد السري

أخيراً فسَّر الخرباوي سكون إخوان الداخل بمصر منذ فترة بالقول: هم لهم أعمال قوية تحت الأرض، وبزنس في الأراضي والعقارات والمدن الجديدة، وبعض المهن، رغم التحفظ على الكثير من أموالهم، ولا يقومون بتجنيد جدد إلا في أضيق نطاق، والمسجونون منهم ليس لهم أي تأثير بسبب يقظة الأمن. وفي كل الحالات هم لا يسمحون بنقل قيادة التنظيم من مصر، وأنا على يقين أنه يوجد مرشد سرى في مصر غير ذلك العلني، وأخمّن أنه من عتاة الجيل القديم. وشدد الخرباوي على أن المرشد السري تقليد إخواني راسخ يتم اللجوء إليه في زمن الشدائد، وقد يكون ما يقال إنه صراع بين جناحَيْ لندن وإسطنبول هدفه التعتيم على وجود المرشد السري هذا بمصر وعلى عمله، علماً بأن السري كلمته نافذة، ويخضع له أكبر كبير في الجماعة بما في ذلك شخصيات مثل الشيخ القرضاوي والغنوشي، لكنه في تقديري، يُؤْثِر أن يواصل إعادة البناء تحت الأرض على أن ينشغل بأي نزاعات أخرى.