الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

هل انفجار صيدا مقدمة لتأجيل الانتخابات اللبنانية؟

هل انفجار صيدا مقدمة لتأجيل الانتخابات اللبنانية؟

الطبقة السياسية في لبنان تتوجس خيفة من الانتخابات.. لكن محاولات التأجيل الآن تبدو صعبة. (أ ف ب)

استبعد محللون سياسيون، أن يكون انفجار صيدا جنوب لبنان له علاقة برغبة عدد من أطراف الطبقة السياسية تأجيل الانتخابات البرلمانية المرتقبة الشهر المقبل، فيما تبدو هذه الفرضية ممكنة حال وقوع تفجيرات مشابهة في مدن لبنانية مختلفة.

وقال أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية الدكتور طلال عتريسي إنه «من غير المعلوم حتى الآن أسباب هذا الانفجار، رغم البيان المقتضب لحركة أمل الذي أشار إلى أن الانفجار ناتج عن ماس كهربائي».

وقال مسؤولون الثلاثاء إن شخصاً على الأقل قتل وأصيب سبعة في انفجار بمركز للكشافة تابع لحركة أمل الشيعية قرب صيدا بجنوب لبنان.. وأضافت المصادر أن الانفجار دمر المبنى، فيما يعكف أفراد من الجيش على البحث وسط الأنقاض لانتشال أي ضحايا آخرين، كما دمر الانفجار مبنى البلدية القريب.

وأضاف عتريسي في تصريحات خاصة، أن لبنان شهد انفجارات مشابهة خلال العام الماضي في أكثر من منطقة؛ نتيجة تخزين المازوت والسلاح، مستبعداً أن يكون لهذا التفجير علاقة بالانتخابات النيابية المرتقبة الشهر المقبل.

وأشار إلى أن حركة أمل قد لا تحتاج للاستفادة من مثل هذه العملية دعائياً، فوضعها في الجنوب مريح في ظل التحالف مع حزب الله، وربما يكون السبب ماساً كهربائياً بالفعل، إلا إذا وقعت سلسلة انفجارات في مناطق مختلفة، عندها يمكن القول إن الأمر مدبر للرغبة بتأجيل الانتخابات.

وتابع عتريسي بقوله إنه «وقت أزمة المحروقات، تم اكتشاف ومداهمة خزانات كبيرة تحت محطات وقود، بها ملايين الليترات من البنزين والمازوت، في أكثر من منطقة، وكان الحل هو مصادرة المازوت وتوزيعه، وإطلاق سراح الذين قاموا بتخزينه، ومن المؤكد وجود مخازن كثيرة غير معلومة ويمكن أن تنفجر بأي وقت».

وتابع: «الأزمات المتتالية التي يعيشها لبنان دفعت الناس للخوف والحرص على التخزين، بالإضافة إلى أن إدارة البلاد سياسياً وأمنياً تمر بمرحلة من الضعف والوهن في ظل الوضع الاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة للتدخلات السياسية التي تحمي المحتكرين وأصحاب هذه المخازن الخطرة».

اقرأ أيضاً.. فيديو | مقتل شخص وإصابة 7 في انفجار قرب صيدا بلبنان

من ناحيته، قال المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز، إن المحاولات الجارية لتأجيل الانتخابات النيابية في لبنان كثيرة ومتعددة، وذلك بسبب شعور عدد من أطراف الطبقة الحاكمة بضمور شعبيتهم بعد انكشاف مصالحهم.

وأضاف الرز، في تصريحات خاصة، أن «كل التجييش المذهبي والطائفي لم يعد عملة رائجة عند النخب المثقفة، رغم الحملات الإعلامية والبروباجندا المكثفة، وقد ألمح رئيس الجمهورية الذي يتزعم التيار الوطني الحر إلى احتمال تأجيل الانتخابات بعدما انحسر التأييد الشعبي لتياره».

وتابع الرز: «رئيس مجلس النواب نبيه بري أيضاً، أخذ يتحسس موقعه، فهو بعدما اضطر للتحالف انتخابياً مع خصمه التيار العوني بدأ يشعر أن رئاسته للمجلس النيابي المقبل مهددة للمرة الأولى منذ ربع قرن، ولوحظ أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله دعا أنصاره إلى عدم الارتكان للدعايات والمشاركة في الانتخابات بقوة».

وأكد الرز أن جميع أطراف الطبقة السياسية في لبنان يتوجسون خيفة من نتائج الانتخابات المقبلة، لكن محاولات التأجيل تبدو صعبة حتى الآن لوجود قرار دولي وعربي بإجرائها، علاوة على أن تأجيل الانتخابات في لبنان يحتاج لحدث أمني أو سياسي أو اقتصادي كبير ليس متوفراً حتى الآن.

اقرأ أيضاً.. هل يتنازل الصدر لإنهاء الضبابية السياسية في العراق؟

وأشار إلى أن انفجار صيدا داخل مقر حركة أمل، ناتج حسب التحقيقات عن تخزين مواد نفطية إلى جانب ذخائر حربية، مستبعداً أن يكون مرتبطاً بإلغاء الانتخابات، بمقدار ما هو متصل بعمليات تخزين البنزين لاستخدامه لاحقاً في العملية الانتخابية.

وأعلنت حركة أمل اللبنانية، الثلاثاء، أن الانفجار الذي وقع في مبنى ملاصق لمبنى بلدية بنعفول قضاء صيدا بجنوب البلاد، سببه حريق نشب نتيجة احتكاك كهربائي، أدى إلى انفجار قوارير للأوكسجين مخزنة في المبنى.

وقالت الحركة، التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الانفجار وقع نتيجةً لاحتكاك كهربائي، أسفر عن نشوب حريق فانفجرت قوارير الأوكسجين المخزنة في المبنى، والتي كانت مخصصة لحالات كورونا في البلدة.