الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

حوار | مسؤول يمني: المجلس الرئاسي جاء لإحلال السلام

حوار | مسؤول يمني: المجلس الرئاسي جاء لإحلال السلام

الرئاسي اليمني يمتلك أدوات كثيرة للنجاح في مهمته أبرزها التأييد الدولي والرغبة في تحقيق السلام.

اليمنيون متوحدون في وجه الانقلابيين لأول مرة منذ 7 سنوات

المبعوث الأممي يتحدث عن آمال لا وجود لها على الأرض

على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة لوقف إرهاب الحوثي

المنظمات الدولية لم تقدم شيئاً لإنهاء معاناة الجوعى والمنكوبين

أكد وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، نبيل عبدالحفيظ، أن الحوثيين لن يمدوا أيديهم بالسلام إلا إذا شعروا بأنهم استنزفوا عسكرياً واقتصادياً، وأن المجتمع الدولي يتخذ خطوات جادة لمواجهتهم، لافتاً إلى أن قرار الجماعة مرتهن بالأساس لدوائر صنع القرار الإيرانية، وهذا جانب مهم يجب وضعه في الاعتبار قبل الحديث عن أي سلام مع الجماعة. وقال عبدالحفيظ في حوار مع «الرؤية»، إن الحوثيين يواجهون واقعاً جديداً على الأرض، فهم لا يواجهون اليوم فرقاً مختلفة، ولكن مجلس القيادة الرئاسي ضم مختلف المكونات السياسية والاجتماعية والشعبية اليمنية، ما يعني أن المعسكر المناهض للجماعة الانقلابية بات أكثر صلابة ووحدة، بعد أن كانت تلعب على وتر تشرذم القوى الوطنية.

هل ينجح المجلس الرئاسي في الوصول لتفاهمات مع الحوثيين؟

الحوثيون لن يسعوا إلى السلام إلا في إحدى حالتين، الأولى انكسار عسكري قوي يشعرون معه أنهم في اتجاه هزيمة تنتزعهم انتزاعاً، وهنا سيهرولون للسلام حفاظاً على أي مكاسب، والحالة الثانية أن يجدوا ضغطاً دولياً حقيقياً حين تتبلور القرارات الدولية وخاصة ما صدر الشهر الماضي بتصنيفهم جماعة إرهابية من مجلس الأمن، وقرار الاتحاد الأوروبي الذي أضافهم للقائمة السوداء، وقرار وزراء الداخلية العرب بوضعهم ضمن الجماعات الإرهابية، وإذا تم تفعيل هذه القرارات بتعامل جادٍّ من المجتمع الدولي والوسط الإقليمي، فإن الحوثي سيطلب السلام.

هل يلتزم الحوثيون بالاتفاقيات والمعاهدات؟

منذ 18 عاماً، بداية من ظهور الحوثيين، وهم يتعاملون مع التفاوض على أنه مجرد محطات لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الصفوف، والرجوع عن أي اتفاق، وهذا جانب هام لنعرف الأرضية التي نقف عليها، والعالم يريد إثبات أننا بالفعل حريصون على السلام، ونحن نريد أن نفضح جماعة الحوثي، والجميع يعرف أن قرارها يصدر من طهران، والحكومة اليمنية حريصة اليوم على إعادة تقديم يدها من أجل السلام لمصلحة الشعب الذي أنهكته الحرب والحالة الاقتصادية، وعبث الجماعة الحوثية باستقراره.

ما الأدوات التي يملكها المجلس الرئاسي للضغط على الحوثيين؟

مجلس القيادة الرئاسي يمتلك اليوم أدوات كثيرة؛ منها القرارات الدولية، ورغبته الحقيقية في السلام، والإعلان الرئاسي الذي جاء من خلاله هذا المجلس كان مبنياً على هذا الملف، وبالتأكيد سيقدم المجلس كل ما يمكن للدفع بعملية السلام قُدماً، والكرة في ملعب الحوثيين؛ إما أن يأتوا إلى السلام، أو يؤكدوا للعالم أنهم خارج هذه المنظومة، وأنهم أداة إيران للعبث بأمن واستقرار المنطقة. ويمكنني الجزم أن موقف الحوثيين مرتهن بالقرار في طهران، والحوثيون في كل المفاوضات كانوا ينتظرون إملاءات إيران والجماعة مجرد أداة لم تستطع أن تثبت أنها صاحبة قدرة على إدارة الاقتصاد والسياسة، ولا يعدون غير كونهم مقاتلين يحققون أهدافاً إيرانية، وعلى المجتمع الدولي إن كان جاداً في البحث عن السلام أن يمارس ضغوطه على إيران، وأن يكون قادراً على دفعها نحو مفاوضات السلام من أجل اليمن.

إقرأ أيضاً..الانتخابات الفرنسية.. الناخبون يتمردون على توصيات مرشحيهم الخاسرين

ما السيناريوهات المتوقعة في البلاد بعد تغيير رأس السلطة؟

هناك تغيير في التفكير السياسي والاقتصادي والأمني، ونقطة هامة أساسية وجوهرية، أننا بعد 7 سنوات نجد كل القوى الاجتماعية والسياسية والعسكرية في خندق واحد، فقد كان تشرذم القوى الوطنية هو الثغرة الحقيقية التي أعطت الحوثيين فرصة البقاء والتمدد، واللعب على على الفرقة الوطنية، واليوم بإعادة ترتيب البيت اليمني، واصطفاف القوى الوطنية، قولاً واحداً واستراتيجية واحدة، يوجه اليمنيون رسالة قوية إلى الحوثيين الذين كانوا يعتمدون على الفرقة، أنهم الآن أمام جبهة واحدة، تعمل في إطار سيادة الدولة وبقائها.

هل يشهد اليمن تغييراً في التشكيل الوزاري؟

كما لاحظنا في خطاب رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، فإن هناك ثقة في التشكيلة الحكومية القائمة التي تمثل التوافق السياسي للقوى اليمنية، وبالتالي تكاد تكون تمثيلاً جيداً للقوى السياسية، وقد يكون هناك رؤى لبعض الإضافات والتعديلات، مع استمرار الحكومة القائمة على المدى القريب، وهذه توقعات، والتغيير حق لمجلس القيادة، للوصول إلى أفضل المعدلات السياسية.

هناك تقارير عن أزمة غذاء طاحنة أدت لأكل الأسر أوراق الشجر.. ما دقة هذه المعلومات؟

بالنسبة للمعلومات حول قضية المجاعة والفقر الشديد فهناك بالتأكيد أزمة قائمة على الأرض، فالحرب أكلت الأخضر واليابس، وللأسف المنظمات الدولية استخدمت مثل هذه المعلومات من أجل أن تبقي دورها هي، لكنها على الأرض لم تقدم ما يخفف هذه المعاناة، ولهذا طالبنا بضرورة تقييم حقيقي لجهد المنظمات الدولية، وتحسين عملها عبر خطط واستراتيجيات واضحة، لا عبر برامج مشتتة لا تحقق أي تحسين للوضع الاقتصادي والإنساني.

ماذا قدم المبعوث الأممي للأزمة اليمنية؟

أخشى أن يدخل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، المتاهة نفسها التي دخلها سابقه مارتن جريفيث، والذي استمر لأربع سنوات يدور في حلقات مفرغة، ويدور حول اتفاق ستوكهولم الذي لم يعد له مكان في الأزمة اليمنية، وأصبح في حكم المنتهي تماماً. ويكفي أن نقول إن المبعوث الأممي دخل النصف الثاني من عامه الأول ووصل صنعاء مؤخراً، بعد شهور من تعيينه، وحتى الآن يبذل محاولات ضعيفة من أجل الوصول للحوثيين، ويتحدث كثيراً عن آمال لا نجد لها مكاناً على الأرض، فالسلام بدون إمكانيات الدفاع عنه استسلام، وهذا أمر لن يقبله الشعب اليمني، وعلى المبعوث أن يدرك ذلك جيداً، وأن يركز على الملفات الكلية، ولا يغرق في تفاصيل صغيرة يجره إليها الحوثيون.

هل هناك بوادر لتوقف الحرب؟

بالنسبة لبوادر توقف الحرب هناك بعض النقاط الإيجابية، ونقاط الضغط على الحوثيين وإيران، نتمنى أن يحوله المجتمع الدولي إلى ضغط حقيقي، وليس بإعلان القرارات فقط، وإذا شعر الحوثيون أن الخطر يداهمهم بشكل كبير، وأنهم استنزفوا عسكرياً واقتصادياً، سيكون هناك بالتأكيد بوادر لإنهاء الحرب أو توقفها، وإلا فإنهم سيواصلون جرائمهم.

كم سنة يحتاج اليمن للتعافي بعد توقف الحرب؟

التعافي من الحرب سيحتاج وقتاً طويلاً نوعاً ما، لكننا نؤمن أن تضافر الجهود الشعبية والرغبة في إنهاء المأساة سيختصر الزمن للوصول إلى مرحلة التعافي، ونحن في الوقت الحالي نريد الوصول للأمن والاستقرار، ثم بعد ذلك لدينا ثقة أن شعبنا اليمني سيبذل قصارى جهده لإعادة بناء الدولة.