الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

السودان.. نشر قوات في دارفور بعد اشتباكات قبلية امتدت لعاصمة الولاية

السودان.. نشر قوات في دارفور بعد اشتباكات قبلية امتدت لعاصمة الولاية

وصلت الاشتباكات في نهاية المطاف إلى الجنينة. (رويترز)

نشر الجيش السوداني مزيداً من القوات في ولاية غرب دارفور للمساعدة في وقف الاقتتال القبلي، الذي أودى بحياة أكثر من 175 شخصاً خلال الأيام الخمسة الماضية، وفقاً لمسؤولين ومنظمات إغاثية.

وبلغ القتال بين العرب وقبيلة المساليت الأفارقة ذروته الأحد في بلدة كرينيك الواقعة على بعد 80 كيلومتراً شرق مدينة الجنينة عاصمة الولاية.

ووصلت الاشتباكات في نهاية المطاف إلى الجنينة، حيث أعلنت السلطات حظر تجوال ليلاً في السوق الرئيسي، وفقاً للأمم المتحدة.

وقال السكان إن اشتباكات مسلحة اندلعت الاثنين في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور وأقصى مدينة في غرب السودان، مع اتساع نطاق العنف جراء القتال الذي أودى بحياة العشرات في بلدة قريبة في مطلع هذا الأسبوع.

وتزايدت الاضطرابات في أنحاء دارفور في العامين الماضيين، وفي أوائل العقد الأول من القرن الحالي، أدت الحرب بين المتمردين والقوات الحكومية المدعومة من الميليشيات إلى مقتل ما يقدر بنحو 300 ألف شخص ونزوح الملايين.

وكانت الاشتباكات التي وقعت مطلع الأسبوع وأدت إلى مقتل وإصابة نحو 300 شخص من بين أكثر الاشتباكات دموية في المنطقة خلال العامين الماضيين، وفي العام الماضي وحده، نزح حوالي 430 ألفاً.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إنه لم يتسنَ تحديد عدد القتلى اليوم، لكن ما لا يقل عن 10 أشخاص قُتلوا.

وقال أحد سكان الجنينة مساء الاثنين: «نسمع الرصاص منذ المغرب، أسمع الصوت الآن». وأضاف في حديث عبر الهاتف «الجميع يختبئون في بيوتهم ولا يجرؤ أحد الخروج إلى الشارع»، وامتنع عن ذكر اسمه خوفاً على سلامته.

وقال محللون وناشطون إن بعض الجماعات التي لم يتم ضمها إلى اتفاق للسلام أُبرم عام 2020 ربما صارت أكثر عدوانية، ولم تتشكل بعد بالكامل في أنحاء المنطقة قوة حفظ السلام المشتركة التي دعا إليها هذا الاتفاق.

بدأت المعارك الأحدث بعد اشتباك وقع الخميس بين أفراد من قبائل مختلفة، بحسب جماعات حقوقية ناشطة في المنطقة. وتصاعدت يوم الجمعة بهجوم لميليشيات الجنجويد على بلدة كرينك قرب الجنينة أسفر عن مقتل 9 أشخاص على الأقل، بحسب المنسقية العامة للنازحين واللاجئين.

والجنجويد هو الاسم الذي يُطلق على ميليشيات يحملها البعض مسؤولية بعض من أسوأ الأعمال الوحشية في دارفور.

وظل الوضع في المنطقة متوتراً قبل هجوم آخر وقع الأحد على كرينك، موطن نحو 40 ألفاً من النازحين، حيث قُتل ما لا يقل عن 168 شخصاً وأُصيب 98 آخرون، بحسب المنسقية.

اقرأ أيضاً.. لافروف يحذر من حرب نووية بعد زيارة أوستن وبلينكن إلى كييف

وقالت نقابة المحامين في دارفور إن الاشتباكات أدت إلى تشريد ما لا يقل عن 20 ألفاً بعد احتراق منازلهم، وامتد القتال إلى الجنينة حيث تعرض المستشفى الرئيسي بالمدينة للهجوم وقُتل 4 أشخاص، بحسب لجان الأطباء.

وقال سكان الاثنين إنهم لم يروا أي علامة على تدخل الجيش، وأضافوا أن القتال بدا أنه بين ميليشيات الجنجويد وجماعات متمردة، مما أعاد إلى الأذهان الصراع في أوائل العقد الأول من القرن الحالي.

وتدعم ميليشيات الجنجويد الحكومة في مواجهة متمردين معظمهم من غير العرب اتهموا الحكومة بإهمال المنطقة.

ومَثُل رجل متهم بأنه من زعماء الجنجويد أمام المحكمة الجنائية الدولية في وقت سابق من هذا الشهر بتهم ارتكاب جرائم حرب.

وبينما انضمت بعض الجماعات المتمردة إلى الحكومة في اتفاق سلام عام 2020، دخل بعض أفراد الجنجويد في قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي هي أيضاً جزء من الحكومة.