الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«الصندوق الفرنسي السعودي».. يد خير تمتد نحو لبنان

«الصندوق الفرنسي السعودي».. يد خير تمتد نحو لبنان
لاقى توقيع السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، على اتفاق للصندوق السعودي الفرنسي المشترك للبدء في تنفيذ 35 مشروعاً في لبنان في 6 قطاعات منها التعليم والصحة لخدمة المواطن اللبناني، ترحيباً كبيراً لدى الأوساط السياسية اللبنانية، التي أكدت أن تلك المشروعات موجهة للشعب اللبناني ورعايته في ظل أزماته الحالية، بعيداً عن الدولة التي ما زالت تمارس سياسات مرفوضة من قبل المملكة العربية السعودية.

دعم مستمر

ويقول الباحث السياسي اللبناني، طارق شندب، إن السعودية قدمت الكثير من الدعم للبنان خاصة في الفترة الأخيرة بعد الانهيار الاقتصادي، حيث تتواجد مراكز المساعدات السعودية في لبنان والتي تخدم المواطنين وتحرص على مد يد العون للمحتاجين، منها مركز الملك سلمان للأعمال الخيرية، وهناك مستوصف كبير شبيه بالمستشفى أقامته السعودية مستمر في عمله وتقديم خدمات طبية مجانية، دعماً للفقراء اللبنانيين واللاجئين السوريين، والآن هذه المذكرة التي وقعت قبل يومَين بدعم سعودي كبير للمشاريع اللبنانية، تؤكد أن المملكة العربية السعودية دائماً داعمة للبنان في الكثير من المجالات الاقتصادية والحياتية والاجتماعية، وهو ما يعكس رغبة الشعب السعودي والقيادة السعودية في التواصل والدعم لشعب عربي شقيق، رغم إساءة بعض الفصائل السياسية اللبنانية للمملكة، وهذا أمر يرفضه مجمل الشعب اللبناني. معرباً عن أمله في استمرار هذه العلاقات، من أجل شعب البلدَين.

وأضاف شندب في تصريحات خاصة، أن السعودية هي القبلة الدينية للبنانيين، سواء مسلمين أو غير مسلمين، وهو أمر يجب أن تبني عليه الحكومة اللبنانية، والسياسيين اللبنانيين، وألا ينصاعوا لحزب الله اللبناني، الذي يريد أن يأخذ الحكومة لخيارات أخرى في مواجهة المجتمع العربي، ومنهم السعودية على وجه الخصوص.

اتفاق قديم

يقول المحلل السياسي اللبناني، علي حمادة، إن اتفاقية الصندوق السعودي الفرنسي المشترك، انطلقت في مساعدة لبنان عن طريق المشاريع المباشرة التي تمس المواطن اللبناني، وليس عن طريق الدولة اللبنانية، من اتفاق أساسي كان قد تم الاتفاق عليه مطلع شهر ديسمبر 2021، خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى المملكة العربية السعودية، ولقائه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في قمة ثنائية، فيما تمخض عنها اتفاق على مقاربة مشتركة جديدة للواقع اللبناني، تتضمن محاولات للإنقاذ الإنساني والإغاثي والمالي والاقتصادي، وذلك بعد ما تميزت المرحلة السابقة التي سبقت هذه القمة بانكفاء سعودي عن التعاطي مع الوضع اللبناني، ولا سيما في ضوء الأزمات التي تراكمت على خط العلاقات اللبنانية السعودية، واللبنانية الخليجية بفعل سلوك حزب الله المنطلق من لبنان، والذي يهدد الأمن القومي للعديد من الدول الخليجية ومنها السعودية والإمارات، والبحرين، و الكويت.

انعدام الثقة

ولفت إلى أنه في هذا الاجتماع، الذي ضم ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي، تم الاتفاق على إنشاء صندوق لمساعدة لبنان في مواجهة أزماته في إطار مشاريع وإجراءات ذكية لإيصال المساعدات مباشرة إلى المواطن وليس عبر الدولة اللبنانية، باعتبار أن الدولة في الوقت الحاضر «غير مؤتمنة» في ظل عدم حل أزمة الفساد المستشري في مؤسساتها.

وأضاف حمادة في تصريحات خاصة، أنه في ظل عدم الثقة بالقيادات اللبنانية المعنية، تعد هذه الخطوة مهمة للغاية، وتشكل تنشيطاً للعلاقات، لكنها لن تعيد تلك العلاقات إلى سابق عهدها بين المملكة العربية السعودية ولبنان، إنما هي تنم عن قرار بالانخراط في مساعدة الشعب اللبناني بشكل مباشر عبر مشاريع تنموية اقتصادية تتم إدارتها مباشرة من الصندوق في لبنان، وهذه إحدى الأسباب الرئيسية لقرار عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت، بهدف الإشراف السعودي على تلك المشروعات، فضلاً عن الجانب الفرنسي المتمثل بالسفارة الفرنسية في لبنان. وقال نائب رئيس تيار المستقبل اللبناني، السياسي اللبناني مصطفى علوش، إنه لا شك أن المساعدة المطروحة من قبل السعودية وفرنسا لدعم المشاريع الإنمائية الخدماتية تعطي بعض الأمل للمواطن اللبناني بعودة الدعم العربي الدولي، لكن هذا الدعم يبقى قاصراً على الجانب الإنساني بعيداً عن السياسة، في ظل استمرار الوضع السياسي الشاذ والمتعلق بحزب الله.