الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

الانقسام حول رئاسة الحكومة يقلق الليبيين

الانقسام حول رئاسة الحكومة يقلق الليبيين

عيد مدجج بسلاح الميليشيات وسط أزمة سياسية خانقة (رويترز)

لا يكاد الليبيون يخرجون من أزمة سياسية وأمنية، إلا ويدخلون في أزمة جديدة، بينما تتواصل جهود المجتمع الدولي والقوى الإقليمية، للوصول لتسوية سياسية ترضي الأطراف المتنازعة، وإنهاء الحقبة المؤلمة التي تعصف بليبيا. ويحل عيد الفطر المبارك هذا العام، وسط انقسام سياسي، سببه تكليف البرلمان وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا برئاسة الحكومة، وسحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والذي يتمسك بمنصبه لحين تسليم السلطة لحكومة منتخبة، فيما تتفاقم الأزمات الأمنية والسياسية يوما بعد يوم، بما ينغص حياة الليبيين، ويخطف منهم مباهج الحياة، بحسب ما أوضحه ليبيون لـ«الرؤية».

يقظة شعبية

وقالت الصحفية الليبية الشابة أمل الزادم «العيد هذا العام والسنة الماضية أفضل نسبيا من السنوات السابقة، خصوصا بعد توقف (حرب الإخوة) بين شرق البلاد وغربها، فالعيد له بهجة يصعب محوها». وفي تصريحات خاصة، أضافت قائلة: «بهجة العيد جميلة مهما كان وضع البلاد، على الرغم من الوضع الأمني المتردي، فالأمن والاستقرار أهم ما يتطلع إليه الشعب الليبي وأي شعب يريد السلام والطمأنينة». وتابعت «يجب على السياسيين أن يدركوا أن زمن العبث بعقول الشعوب أصبح شيئاً من الماضي، كما أن الشعوب الآن أصبحت مدركة تماماً ما يفعله كل مسؤول، وما الوضع السياسي القائم، وإلى أين سيصل، ولكن المسؤول لا يهمه المواطن؛ وكل ما يهمه هو الثروة، ينهبها دون حسيب أو رقيب».واستطردت قائلة «إذا بقي الحال على ما هو عليه، سيفيق الشعب الذي تحمل الكثير من الطبقة السياسية المتنازعة، وفي 2018 كانت هناك ثورة شبابية سلمية بدون أي تمجيد لأحد، وكان الوضع جيداً، لكن تمت السيطرة عليها بسبب زرع خلايا سامة فيهم، للتنديد ببعض الأطراف، ولكن الخوف كان واضحاً لأن المليشيات تأتمر بأمر الساسة، ولا سبيل للسلمية في مواجهتها».

جسور الأمل

من ناحيته، ورغم حالة الاستقطاب والصراع السياسي الدائر حول رئاسة الحكومة، قال الشاب الليبي مهند شريفة «يأتي العيد ومعه الأمنيات الجميلة، حتى لو كانت من المستحيلات، لأن هذا ما يمنح الرغبة في الحياة، ويبني جسورا للأمل».وفي تصريحات خاصة، أضاف قائلاً «الأمل والتمني شيئان مهمان يجب التشبث بهما في أصعب الظروف، ووسط الصراعات السياسية التي تثير القلق والتوتر في نفوس الليبيين على مدار سنوات». وأشار إلى أن أفضل تشريح للحالة السياسية الراهنة في ليبيا، أن ما يجري أبعد من مجرد مكايدات سياسية عارضة، فالقضية قضية نزاع دموي قاسٍ، بدأت جذوره تأخذ في التأصل، لا سيما وأن آفاق الحل مسدودة، أو بالأحرى ترفضها الفصائل المتنازعة؛ كونها لا تلبي شروط مكاسبها السياسية.كما لفت إلى أن المصالحة الوطنية حتمية، لا بديل لها سوى ما يشهده ويعيشه المواطن الليبي اليوم؛ من حروب وتهجير وتمزق، يطال نسيج الترابط المجتمعي لليبيين، وبالتالي المضي لتحقيق المصالحة يقتضي توفر أرضية ثابتة يقف عليها الجميع دون استثناء أو تمييز، موضحا أن الشباب يتضرعون أن يمنح الله ليبيا السلام، وسياسييها التوافق من أجل مصلحة عموم الشعب.