الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

خبراء: عملية داعش في سيناء فاشلة عسكرياً.. وهدفها إثبات الوجود

خبراء: عملية داعش في سيناء فاشلة عسكرياً.. وهدفها إثبات الوجود

«إذا كان هدف داعش استهداف الجنود لذهبوا لكمين أمني أو ثكنة عسكرية كبيرة».

الجريمة الإرهابية التي نفذها تنظيم «داعش» الإرهابي وأدت لاستشهاد 11 من رجال القوات المسلحة المصرية، لا تزيد عن كونها محاولة فاشلة تدل على ضعف التنظيم لا قوته، بدليل أنه فشل في تحقيق هدف تلك الجريمة بتفجير محطة المياه، والاعتداء عليها، بحسب ما أكده خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة.

محاولة «فاشلة» عسكريا

وجاء استشهاد الجنود المصريين دفاعا عن محطة المياه، حيث ضحوا بحياتهم من أجل إفشال الهجوم الإرهابي، ومنع الإرهابيين من تفجير المحطة، وهو ما يؤكده الخبير في جماعات الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية منير أديب، مضيفا أنها «عملية فاشلة»، فهدفها لم يكن قتل الجنود، وإنما تفجير المحطة، لافتا إلى أنه إذا كان هدف داعش هو استهداف الجنود، لذهبوا لكمين أمني أو ثكنة عسكرية كبيرة، لكن عناصره استهدفت هدفا خدميا، وهو محطة المياه لتفجيرها، ففشلوا في تحقيق ذلك، بعد أن دافع عنها الجنود البواسل من القوات المسلحة المصرية، الموجودين في نقطة بالقرب منها.

وتواجه الدولة المصرية تنظيم داعش منذ عام 2013، ونجحت العملية الشاملة في سيناء عام 2018 في تحجيم التنظيم المتطرف، وتقليل خطره، مقارنة بما كان عليه الوضع قبلها، فقد وصلت عدد عمليات التنظيم حينها، وفق أديب، إلى قرابة 1500 عملية إرهابية، أما الآن فنحن لا نسمع إلا عن هجوم أو اثنين، وتقلصت تلك العمليات، بعد أن أصبح التنظيم حاليا بلا أي تأثير.

إلا أن الحديث عن القضاء تماما على الإرهاب، أمر يبدو صعبا، بحسب أديب، لأن كل دول العالم بها إرهاب، لكن المهم هو تقليل خطر الإرهاب، وإضعاف تلك الكيانات المتطرفة التي تلقى دعما من الخارج ودول كثيرة.

ويؤكد أديب، أن تنظيم داعش لم ينته في سيناء وغيرها من المناطق في دول العالم، ولن ينتهي، لأن مصر لا تحارب تنظيم محلي أو إقليمي، وإنما تنظيم عابر للحدود والقارات، يلقى دعما من قياداته ربما خارج الحدود، وتحديدا في سوريا، وهذا ربما يترجم إعلان تنظيم داعش تبنيه العملية في تسجيل مصور خرج من سوريا، فضلا عن أن هذا التنظيم المتطرف يلقى دعما من أجهزة استخبارات دولية، تريد بقائه ليمارس ضغوطا على الدولة المصرية، وبالتالي فكرة اختفاء داعش ليست مرتبطة بالظرف المصري، أو بقوة أجهزة الأمن، بقدر ما هو مرتبط بعدد من السياقات التي لها علاقة بمواجهة المجتمع الدولي لمثل هذه التنظيمات المتطرفة عابرة الحدود والقارات.

وضع تنظيم «داعش»

ومن المعروف عن «أبو الحسن القرشي» قائد تنظيم داعش حاليا، أنه أحد القيادات العسكرية القوية في التنظيم، ويسعى لإثبات وجوده، خاصة وأن التنظيم فقد الكثير من تمركزاته خلال الفترة الماضية، بحسب المتخصص في شئون الحركات الإسلامية، الخبير في مركز دراسات الشرق الأوسط، حسام الحداد، مضيفا أن ذلك جاء نتيجة العملية العسكري الشاملة سيناء 2018، والتي نجحت في ضرب تمركزات التنظيم خاصة في الشيخ زايد، ورفح، وبئر العبد، والعريش، ومر حوالي عام وأكثر بدون أن ينفذ التنظيم أي عمليات في مصر، بعد مقتل زعيم التنظيم أبو إبراهيم الهاشمي.

تغير استهدافات داعش

وأشار إلى تطور في أسلوب عمليات داعش، الذي يتواجد في عدد من مناطق أفريقيا من خلال عملية أبريل الماضي، تحت مسمى «الثأر للشيخين»، فتمركزات داعش في أفريقيا، في كل من نيجيريا، والكونغو، وبحيرة تشاد، والنيجر، والكاميرون، باتوا يتجهون إلى استهداف المدنيين المسيحيين بشكل خاص، وليس العسكريين، وهذا يدل على ضعف مواردهم العسكرية، وقلة عتادهم، لسهولة استهداف المدنيين مقارنة بالعسكريين، خاصة وأن النقطة الأقرب لمحطة المياه هي كمين الطاسة، وهو ليس من الكمائن الكبيرة، لذلك اختار التنظيم داعش هذه النقطة، بعدما أصبح فرع داعش في سيناء ضعيفا، ولا يمتلك أسلحة كثيرة.

وعن تأخر إعلان داعش مسؤولية عن عملية سيناء، أرجع الحداد ذلك إلى الضغوط التي تمارسها الدولة المصرية على جماعة الإخوان الإرهابية، وإلى نجاح الدولة المصرية في السيطرة على البؤر التي كانت تتمركز فيها داعش، موضحا أن المعتاد أن تعلن الجهة المنفذة مسؤوليتها في غضون ساعة أو ساعتين، بينما تأخر في عملية سيناء إلى 24 ساعة، وهذا وقت طويل للغاية، مؤكدا أن الإخوان اشتركوا وتعاونوا مع تنظيم داعش في تنفيذ هذه العملية.

واعتبر الحداد، أن عناصر داعش الموجودين حاليا في سيناء، هم من عناصر الصف الثاني أو الثالث، وهم عناصر فرادى، وموجودين على الأطراف، وليس بشكل متمركز كما كان سابقا، لأن العملية الشاملة سيناء 2018، وصحوة القبائل المصرية، استطاعت القضاء على صف تنظيم داعش الأول، لذلك ضعف التنظيم.

كما أكد أن عملية سيناء الإرهابية، هي محاولة من التنظيم لإعلان وجوده، خصوصا بعد ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمة له خلال حفل إفطار الأسرة المصرية في شهر رمضان، بأنه لم يعد هناك وجود لداعش، وأن مصر تنتظر إعلان سيناء خالية من الإرهاب، بعد فك الألغام، ولذا جاءت تلك الجريمة الإرهابية ردا على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

اقرأ أيضاً.. العنف يهز سريلانكا رغم استقالة رئيس الوزراء

مخطط كيانات دولية كبرى

وتظل تبعية «داعش» لكيانات دولية كبرى مستمرة، بحسب المستشار العسكري لجامعة الدول العربية، اللواء محمود خليفة، الذي أكد أن العمليات الإرهابية ستستمر حتى لو كان الفاصل الزمني بين العملية الإرهابية والأخرى يصل لعدة شهور، لأن هذا يؤكد أن هناك مخطط لصالح كيانات دولية كبرى، تتولي تزويد تلك الجماعات بالأسلحة والذخائر والمعدات الفنية، إلا أنه أكد أن داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية، تقلصت بشكل كبير في سيناء، والدليل على ذلك انخفاض عدد العمليات الإرهابية مقارنة بالسنوات السابقة.

واعتبر خليفة أن عملية سيناء الإرهابية، واستهداف محطة رفع المياه، تؤكد إفلاسها من تحقيق أهدافها وفشلها الذريع، خاصة أن فكر ومخطط وأهداف جماعة الإخوان، قد انكشف تماما، ليس للشعب المصري فقط، ولكن للشعوب العربية وغير العربية، بعد عرض الفيديوهات التسجيلية لهم في الأعمال الدرامية التليفزيونية التي قدمتها الدولة، وبالتالي أرادوا أن يقولوا أنهم ما زالوا موجودين.