الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

مشاركة كبيرة للمغتربين بانتخابات لبنان نازهت 60%.. وتوقعات بتغيير الطبقة السياسية الحاكمة

مشاركة كبيرة للمغتربين بانتخابات لبنان نازهت 60%.. وتوقعات بتغيير الطبقة السياسية الحاكمة

ناخبة لبنانية تدلي بصوتها في الخارج. (رويترز)

أنهت الانتخابات اللبنانية، الاثنين، مرحلتيها الأولى والثانية، لتصويت المغتربين بالخارج، بعد تصويت المغتربين في 58 دولة، وقد وصلت نسبة الاقتراع لحوالي 60 %، ووفق الأرقام الأولية غير النهائية التي أعلن عنها مدير المغتربين في وزارة الخارجية، هادي هاشم، وسط توقعات أن تؤدي الانتخابات إلى تغيير سياسي والخلاص من المجموعة التي أوصلت البلاد إلى الأزمة الشديدة الحالية.

زيادة نسبة تصويت المغتربين

وفي مؤتمر صحفي، أوضح هاشم أن عدد من أدلوا بأصواتهم من المغتربين بالخارج، يراوح ما بين 128 - 130 ألف ناخب، وهي نسبة أكبر من نسبة المشاركة في انتخابات 2018 والتي بلغت 50.76 %.

وأكد هاشم أن الأرقام المعلن عنها هي غير نهائية، بانتظار أن تصدر عن لجان القيد في 15 مايو الجاري.

وينظر إلى أصوات المغتربين على أنها رقما فاعلا في المعادلة السياسية، خصوصا وأن أعدادا المقيمين في الخارج كبيرة ولاسيما في فرنسا ودول أوروبية ودبي.

وانطلقت المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين، الجمعة في 9 دول عربية بجانب إيران، ورغم تراجع نسبة الاقتراع في السعودية إلى 49.3 % مقارنة بـ 56.2 % عام 2018، إلا أن عدد المقترعين ارتفع من 1792 إلى 6456 شخصا، وكان لافتا التواجد الكثيف لماكينات حزبي «القوات اللبنانية» بزعامة سمير جعجع، و«التقدمي الاشتراكي» بزعامة وليد جنبلاط في السعودية.

ونال تصويت المغتربين اللبنانيين في دولة الإمارات العربية المتحدة، اهتماما ملحوظا، نظراً للإقبال الكثيف على الاقتراع والذي تخطى 14 ألفا من أصل 25 ألفا، وسط أجواء احتفالية تنشد التغيير ورغبتها في إسقاط القوى السياسية التقليدية التي ساهمت في تهجيرها.

ووفق أرقام غير نهائية، تخطت نسبة الاقتراع في أوروبا حوالي 56.15 %، ووصلت في أفريقيا إلى 50.89 %، فيما لم تتجاوز 10.02 % في أمريكا الشمالية، و9.67 % في أمريكا اللاتينية.

وقال مدير المغتربين في وزارة الخارجية، خلال مؤتمر صحفي الاثنين "هدفنا كان الوصول إلى أكثر من 70% خصوصا مع ارتفاع عدد المسجلين لدورة 2022 وبلوغهم حوالي 225 ألف ناخب.

وأشار هاشم إلى أن انتخابات المغتربين شهدت أكبر عملية لوجستية بتاريخ لبنان الحديث، إذ جرت في 58 دولة، وبمشاركة أكثر من 2000 موظف و250 دبلوماسيا.

دلالات زيادة المشاركة بالتصويت

واعتبرت الأكاديمية والكاتبة اللبنانية تمارا برو، أن نسبة مشاركة اللبنانيين في الخارج والتي بلغت نحو 60%، هي نسبة جيدة جدا، وتدل على أن المغتربين يريدون إحداث تغيير في الطبقة السياسية الحاكمة، حتى يتمكنوا من العودة إلى بلدهم بعد أن تهجروا منها بسبب البطالة والفساد، ورسالة قوية مفادها أننا نريد العودة لقضاء حياتنا على أرض الوطن الذي تركناه مضطرين.

وفي تصريحات خاصة، قالت برو «الشعب اللبناني يتطلع من خلال هذه الانتخابات لوجود حل للأزمة الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع الأسعار، وندرة الأدوية والمحروقات، ومكافحة الفساد، والإطاحة بالطبقة السياسية الفاسدة التي أوصلت لبنان للإفلاس».

وأضافت «الشعب يريد عودة الأوضاع إلى الأفضل، وقسم كبير من الناس يعتقد أن المنظومة السياسية لن تتغير، أو أن يكون التغيير محدودا في ظل بقاء الأحزاب السياسية كما هي، وهو ما دعا قسم كبير لقرار العزوف عن المشاركة أو التصويت، يأسا من وجود أي تغيير حقيقي، وخوفا من دعم شخصيات ووجوه جديدة لا يعرفونها، لكن في المقابل، هناك قسم كبير قرر انتهاج التصويت العقابي ضد الطبقة السياسية الحالية».

وأشارت إلى أن الناس حين خرجوا في حراك أكتوبر 2019، كانوا يطالبون برحيل النظام والطبقة السياسية التي أفقرت البلاد، لكن مع بعض التدخلات الخارجية انقسمت عناصر الحراك لتوجيه اللوم إلى فريق واحد والمطالبة بنزع سلاحه، ونسينا شعار «كلن يعني كلن».

وأكدت ضرورة قيام المجلس النيابي الجديد بإصلاحات لإنقاذ البلد من الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الشعب، وإجراء تغييرات حقيقية، وانتهاج مكافحة الفساد، وتحسين أوضاع البلاد، حتى يكونوا على قدر المسؤولية التي سيحملهم إياها الشعب.