الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

محمد بن زايد وأمريكا.. المصالح المشتركة تعزز الشراكة «طويلة الأمد»

محمد بن زايد وأمريكا.. المصالح المشتركة تعزز الشراكة «طويلة الأمد»

محمد بن زايد يستقبل الوفد الأمريكي برئاسة كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي. ( وام)

بلومبيرغ: زيارة الوفد الأمريكي تعزز جهود إصلاح فترة صعبة في العلاقات الثنائية

دبلوماسي أمريكي سابق: القيادة الحكيمة سلعة نادرة والإمارات محظوظة بقيادتها

أوباما في «أرض الميعاد»: محمد بن زايد أذكى زعيم في منطقة الخليج

يمثل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، حليفاً قوياً للولايات المتحدة في المنطقة، حيث استطاع خلال السنوات الماضية، إدارة هذه العلاقات من مبدأ الندية، والشراكة القائمة على المصالح المشتركة، فغرد خارج سرب واشنطن وحلفائها أحياناً، واصطف في خندقها أحياناً أخرى، حسب ما تقتضيه المصلحة العليا للإمارات، والشعوب العربية التي تنظر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على أنه قائد فذّ، مهموم بقضايا وطنه وأمته.الدبلوماسي الأمريكي السابق، ألبيرتو ميغيل فيرنانديز، وصف الإماراتيين بـ«الشعب المحظوظ» بعد انتخاب صاحب السمو بالإجماع رئيساً للدولة.

قيادة حكيمة

وقال فيرنانديز عبر «تويتر»، إن القيادة الحكيمة سلعة نادرة، والإمارات محظوظة في قيادتها، لأن واحدة من أكبر المشاكل اليوم في العالم، شرقاً وغرباً، هو فشل القيادة، أو القيادة التي تكون كارثية أو غير فعالة، فطُوبى للوطن الذي تهتم قيادته بصدق بمصالحه الوطنية. وأضاف: «هذه المشكلة موجودة في الولايات المتحدة، البعض في الطبقة السائدة متحمسون للدفاع عن مصالح أوكرانيا أكثر من حماسهم لمصالح أمريكا». وتكشف تغريدة فرنانديز، الاهتمام الأمريكي الكبير بدولة الإمارات وقائدها، حيث كانت الولايات المتحدة من أوائل المعزين في رحيل الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، وأوائل المهنئين بتقلد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم.

تهنئة بايدن

وهنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، السبت، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، بانتخابه رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويعزز هذا الطرح، زيارة نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إلى الإمارات العربية المتحدة، لتقديم واجب العزاء على رأس وفد رفيع المستوى بالنيابة عن إدارة بايدن.وقال مسؤول أمريكي إن زيارتهم تهدف إلى تعزيز الجهود التي تبذل وراء الكواليس لتقوية العلاقات الثنائية. وكانت هاريس قد كتبت على حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، قائلة: «أسافر إلى أبوظبي، بالإمارات العربية المتحدة، لتقديم التعازي في رحيل الشيخ خليفة.. وللتأكيد على أهمية شراكتنا.. ورغبتنا في زيادة وتعزيز العلاقات بيننا». وحرص وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، على التواصل هاتفياً مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، للتأكيد على الشراكة الدفاعية القوية بين البلدين.

مواقف تاريخية

وفي كتابه «أرض الميعاد»، أشار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لمواقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حين مارست الإدارة الأمريكية خلال فترة ما عرف بـ«الربيع العربي»، ضغوطاً على الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك للتنحي، ومن الاحتجاجات المشبوهة في البحرين، دون اعتبار لتأثيرات ذلك على استقرار المنطقة.وذكر أوباما في كتابه كيف حذره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد من خطر الإخوان وتداعيات الضغط على مبارك، وصف فيها الرئيس الإماراتي بأنه: «شاب، محنك، وربما أذكى زعيم في الخليج، لم ينمق الكلمات في وصف كيفية تلقي الأخبار في المنطقة». وتابع: «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قال له إن الرسالة العلنية لا تؤثر في مبارك، كما ترى، لكنها تؤثر في المنطقة، وإن صاحب السمو حذر من أنه إذا سقطت مصر وتولى الإخوان زمام الأمور، فقد يسقط 8 قادة عرب آخرون، وانتقد بياني، إذ قال إنه يظهر أن الولايات المتحدة ليست شريكاً يمكننا الاعتماد عليه على المدى الطويل».واعتبرت «بلومبيرغ» أن زيارة الوفد الأمريكي بقيادة هاريس، إلى أبوظبي، تأتي وسط جهود لإصلاح فترة صعبة في العلاقات الأمريكية مع الإمارات العربية المتحدة، وكذلك المملكة العربية السعودية، وبحسب الوكالة فقد تصاعدت التوترات، بعد الهجمات على الإمارات والسعودية، التي شنّها الحوثيون الذين يلقون دعماً من إيران، وتعارض الرياض وأبوظبي تحركات واشنطن لإعادة الدخول في اتفاق نووي بين إيران والقوى العالمية، مؤكدين أنه سيشجع وكلاء إيران الإقليميين مثل الحوثيين.وأضاف التقرير أن هناك أيضاً خلافات بين الجانبين حول السياسة النفطية، فقد حثّت الولايات المتحدة، دول الخليج على ضخِّ مزيد من النفط، في الوقت الذي أدّت فيه الحرب في أوكرانيا إلى اضطراب الأسواق العالمية، لكن زعماء المنطقة رفضوا ذلك، وقالوا إن تحالف إنتاج النفط في (أوبك+) يحدّ من مجال المناورة.

ونجح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في إدارة العلاقات مع الجانب الأمريكي بمستوى كبير من الندية، حين رفضت الإمارات إدانة روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، أو زيادة إنتاج النفط لتضييق الخناق على موسكو، لأن الولايات المتحدة تطلب ذلك، في رد جريء على مواقف الرئيس بايدن من الاتفاق النووي مع إيران، والذي يقلق دول الخليج، وكذلك تأخره في الاتصال بالجانب الإماراتي بعد الاعتداءات الحوثية التي تعرضت لها أبوظبي.