الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

سياسيون عرب: محمد بن زايد.. قائد المستقبل وصانع الحضارة الإماراتية

سياسيون عرب: محمد بن زايد.. قائد المستقبل وصانع الحضارة الإماراتية

صنع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات «حفظه الله»، من قبل توليه رئاسة الدولة، مستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة وحضارتها، فإذا كان فقيد الوطن الكبير المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله»، هو قائد التمكين، فإن الشيخ محمد بن زايد هو قائد المستقبل، كما يرى سياسيون ومسؤولون عرب، حسبما أكدوا لـ«الرؤية».

قائد ملهم

يقول عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، ضرار الفلاسي، إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو ظل زايد وخير خلف لخير سلف، وكما عهدناه دائماً قائداً ملهماً مشاركاً في مسيرة الاتحاد ومعززاً لمستقبل مشرق بالإنجازات الوطنية التي فيها الخير للوطن والمواطن، وكل من يقيم على أرض الإمارات الطيبة، مشيراً إلى أن الشيخ محمد بن زايد قائد فذ وله شخصية قوية محلياً وعالمياً، فلا نستغرب تلك الثقة الكبيرة التي منحه إياها إخوانه حكام الإمارات ولا نستغرب تلك الملحمة الوطنية من شعب الإمارات التي التفت بجانب قائد المسيرة ومكمل نهضتها.

وفي تصريحات خاصة، أضاف الفلاسي: «من ينظر إلى تلك الإنجازات التي تحققت من سموه يرى سعيه الكبير لتحقيق السلام والأمن العالمي ونشر قيم التسامح والتعايش، كذلك بصمته السامية في تقديم المساعدات المادية والضرورية للدول العربية والإسلامية الشقيقة والدول الصديقة الأجنبية، في الأزمات والمحن والتي استحق على إثرها جائزة أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية-ديهاد عام 2021».

رؤية متكاملة واستشراف للمستقبل

وأكد الفلاسي أن الشيخ محمد بن زايد لديه رؤية متكاملة واستشراف للمستقبل سينهض عبرها باقتصاد الوطن، مكملاً مسيرة من رحلوا من المؤسسين، وواضعاً نصب عينيه الوطن والمواطن في مقدمة التقدم والاستمرارية، لافتاً إلى أن الشيخ محمد بن زايد يؤكد دائماً المعرفة والابتكار والاستثمار في الإنسان، وتعزيز دور القطاع الخاص شريكاً فاعلاً في كل مراحل العمل الاقتصادي، وزيادة الحوافز الاستثمارية، والتركيز على الاستفادة من النفط وزيادة قدرة الدولة على إنتاج المزيد من الطاقة الجديدة والمتجددة والنظيفة خلال العقود المقبلة.

صناعة حضارة إماراتية

واستطاع الشيخ محمد بن زايد صناعة حضارة إماراتية، بحسب المحلل السياسي أستاذ التواصل الاستراتيجي الفرنسي اللبناني بجامعة باريس، نضال شقير، قائلاً: «الشيخ محمد بن زايد.. له العديد من الإنجازات؛ فعلى الصعيد العلمي، في عهده وصلت الإمارات للمريخ، وتم إطلاق أول رائد فضاء إماراتي وهو هزاع المنصوري لمحطة الفضاء الدولية عام 2019، وداخلياً وجّه الكثير من الاهتمام للمرأة، وأعطاها ثقة كبيرة وأخذت حيزاً كبيراً في المعادلة الإماراتية، وهي خطوات ترسخ نحو مستقبل أفضل، كما أعطى دوراً كبيراً للشباب حتى وصلت الإمارات إلى ما هي عليه الفترة الماضية، وهو من أطلق خطة الخمسين القادمة لمستقبل الإمارات، وهو من صنع الهوية الإماراتية القوية، فصارت للإمارات هوية خاصة».

الإسلام السياسي

وفي تصريحات خاصة، أضاف شقير: «الشيخ محمد بن زايد هو قائد المستقبل، فإذا كان قد أطلق على الشيخ خليفة بن زايد، بأنه قائد التمكين، فإنه هو قائد المستقبل، الذي يأخذ الإمارات نحو المستقبل بخطى ثابتة، وسياسياً فإن الشيخ محمد مقاتل قوي عن مصالح بلاده، وقائد شجاع لا يتفانى عن اتخاذ قرارات المواجهة، في اللحظات التي تتطلب المواجهة، وكان له وللإمارات دورٌ كبير بعد ما يعرف بثورات الربيع العربي، وبفضلها بني كثيراً من مستقبل الدول العربية في المنطقة، فالدور الذي قام به الشيخ محمد بن زايد في التصدي لجماعات الإسلام السياسي، كان دوراً لافتاً، وغيّر شكل العالم العربي، ولولا تدخل الشيخ محمد بن زايد ما كان العالم العربي الذي نعرفه اليوم، فقد كان له دعم كبير لمصر، بعد رحيل الرئيس الإخواني محمد مرسي، ولو كان الإسلام السياسي قد نجح في مصر لانتشر في كل الأماكن، فعملية إسقاطه من المكان الذي صعد منه، كانت عملية كبيرة، ودوره أيضاً في التصدي للمخاطر الإيرانية في المنطقة، فهو قائد شجاع وحكيم يعرف متى يواجه، ومتى يهادن، ولا يهادن عن ضعف، بل يهادن عن قوة.. يده مفتوحة للجميع، حتى مع هؤلاء الذين كان لديه خصومة معهم، كتركيا، فهو رجل استراتيجي، واقعي، يدافع عن مصالح شعبه بقوة، ففكرة الوطن التي زرعها الشيخ زايد، تجسدت بشكل كبير مع الشيخ خليفة رحمه الله، والشيخ محمد، الذي ينطلق بدولة الإمارات العربية إلى مرحلة جديدة هي مرحلة الحضارة الإماراتية».

«لا تشيلون هم»

وتابع شقير قائلاً: «الإمارات في عهد الشيخ محمد بن زايد، كانت من أكبر الدول العربية من حيث الناتج المحلي، وهذا يحسب له، كما يحسب له أيضاً القرب من جميع الدول، فلا يوجد أحد لا يحب دولة الإمارات، والشيخ محمد بن زايد كانت له مقولة خلال انتشار جائحة كورونا، حيث قال: لا تحملوا هم». هذه المقولة، بحسب شقير، دعمت شعبه، حيث كان المدير لهذه الأزمة، والسند لشعبه، كما أن دولة الإمارات أصبحت بجهوده دولة إقليمية فاعلة إيجابية.

العالم بايعه

وأوضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة حديثة وشابة نسبياً، وتحولت بهذا الشكل في فترة وجيزة إلى قوة إقليمية إيجابية.. وبات لها تأثير إيجابي في التعامل مع الأزمات في المنطقة، ودولة لها وزنها، وشاهد العالم كله تهافت قادة دول العالم لتقديم التعازي والمباركات، فالعالم بايع الشيخ محمد بن زايد، وشاهدنا توافد رؤساء وزعماء العالم؛ مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وغيرهما الكثير، لأن الإمارات صديقة للعالم، وقد استطاع الشيخ محمد بن زايد أن يشكل علاقات جيدة مع فرنسا على سبيل المثال، فبالنسبة لفرنسا، الإمارات هي الشريك الاستراتيجي الأول في منطقة الخليج، وكانت شريكاً استراتيجياً لها في مكافحة خطر الإرهاب في كل العالم.

واستطرد قائلاً: «كان الشيخ محمد بن زايد جريئاً في قراره بشأن السلم مع إسرائيل، وهذا كسر 70 عاماً من الجمود في العلاقات العربية الإسرائيلية، فالشيخ محمد بن زايد كان له دور في إطفاء كثير من الأزمات بالمنطقة العربية».

وأشار إلى أن الشيخ محمد بن زايد، صنع بنية تحتية قوية للإمارات، وكانت هناك إدارة للبلاد بشكل جيد للغاية خلال أزمة كورونا، حيث كانت الأمور سهلة، على عكس دول أخرى، كما أنه حوّل الإمارات إلى دولة إقليمية إيجابية قوية، تحظى باحترام الخصوم قبل الحلفاء، فهو يسير بالإمارات نحو خلق حضارتها التي سيكون لها شأن كبير في المستقبل، فهو صانع الحضارة الإماراتية.

محطة براكة

من جانبه، قال وزير الثقافة المصري السابق، حلمي النمنم، إن الشيخ محمد بن زايد كانت له توجهات قاد بها الإمارات نحو المستقبل، حيث تسير نحو التقدم العلمي بخطوات سريعة للغاية، فأول محطة طاقة نووية في العالم العربي كانت في الإمارات، وهي محطة براكة النووية في أبوظبي، وهناك متحف اللوفر في أبوظبي، فهو يقود الإمارات نحو المستقبل، واللحاق بالعصر بصورة سريعة للغاية، لم تحدث في أي مكان بالمنطقة.

وفي تصريحات خاصة، أضاف النمنم: "على المستوى السياسي فإن العلاقات المتوازنة للإمارات في العالم كله والعالم العربي، هي علاقات متميزة، فعلى سبيل المثال موقف الإمارات والشيخ محمد بن زايد مما يحدث الآن في أوكرانيا، موقف واضح للغاية، ومتميز، بحيث لا تكون الإمارات مع طرف ضد آخر، فقد اتخذ الموقف الذي يضمن مصالح دولته، كذلك وفي داخل المنطقة العربية، قام بتدعيم العلاقات مع العديد من الدول في مقدمتها مصر وخاصة في ظل الظروف التي لحقت بها بعد يونيو 2013، ومساندته الحقيقية لمصر في معركتها ضد الإرهاب، في مواجهة أجهزة مخابرات دولية، وأنظمة دولية، يؤكد ليس فقط الحب الشديد والتقدير لمصر، وإنما الوعي الشديد بقضايا المنطقة العربية، والحفاظ على الهوية العربية.

التسامح

وتابع قائلاً: «الشيخ محمد بن زايد له إنجازات ضخمة، وصنع مجتمعاً ودولة بها درجة عالية من التسامح، ربما لا نجدها حتى في الدول الأوروبية، فالإمارات تستقبل الهنود وتحتفي بهم هم وأسرهم، على سبيل المثال، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل أنشأت لهم دور عبادة خاصة بديانتهم، فهذا موقف من الإنسانية والتسامح يزيد عن ما يتخيله أحد، كما أنشأوا كنيسة للأقباط المصريين، فهذه الدرجة من التسامح ليست موجودة في أي مكان على الإطلاق في العالم، فذوي البشرة السمراء على سبيل المثال مازالوا يعانون في الولايات المتحدة الأمريكية».

رجل دولة

يقول مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومي، إن العالم يطمئن تماماً للشيخ محمد بن زايد، وحكمته، فهو ينتمي لأسرة حكيم العرب، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وأولاده يسيرون على دربه. هو رجل دولة من الدرجة الأولى، وننتظر منه مزيداً من النهضة للإمارات إلى الأمام، ومزيداً من التقدم في المستقبل.

وفي تصريحات خاصة، أضاف بيومي: «الشيخ محمد بن زايد نقل الإمارات إلى الحداثة، وهو أمر لافت للنظر، حيث النظر دائماً للأمام والتحديث، وتقديم أدق الخدمات، وهو ما يجذب الكثيرين، الذين يبحثون عن شبكات التواصل، وخدمات الموانئ، كل هذه أشياء ستشكل جزءاً كبيراً من التجارة العالمية في الخدمات، والإمارات في صدارة الدول العربية من حيث الناتج القومي في عهد الشيخ محمد بن زايد، ومن مصلحة الدول العربية ومنها مصر، أن تتقدم وتنهض الإمارات في المستقبل، كون الإمارات تقدم المزيد من فرص العمل للجميع ومنهم مصر».

كاريزما قيادية

فيما يرى المحلل السياسي السعودي عبدالله القحطاني، أن الشيخ محمد بن زايد، رجل سياسي بارع، لديه علاقات دولية استراتيجية، ومعروف في جميع بقاع العالم، ويتمتع بكاريزما قيادية وسياسية، وأيضاً رجل لديه مصداقية عالية للغاية، وهذه ساهمت في السنوات الماضية، وفي المستقبل، أن يكون للإمارات دور على الساحة الدولية، وأيضاً أن تكون لديها علاقات متميزة على المجال السياسي، فالشيخ محمد لديه حنكة ويتمتع بمصداقية عالية للغاية.

وفي تصريحات خاصة، أضاف القحطاني: «على الجانب الاقتصادي، وعلى مدى السنوات الماضية، كان للشيخ محمد بن زايد ركائز قوية في تنمية بلاده على مستوى الاقتصاد والمال، وعلى مستوى التجارة الدولية، واستطاع أن يضع له بصمة خاصة في هذا المجال، وأصبحت الإمارات قبلة لجميع المستثمرين على مستوى العالم، ودولة ذات ثقل اقتصادي، وأصبح العالم يسعى أن تكون لديه شراكات كثيرة للغاية مع الإمارات، والشيخ محمد بن زايد سيوظف هذا الجانب السياسي والاقتصادي بعد توليه رئاسة الإمارات، في الشراكات الدولية بما ينعكس إيجاباً على نماء الدولة وتنمية مواردها، واستقرارها، وأيضاً على المعيشة، ودخل المواطن».

اقرأ أيضاً.. أردوغان: أتوقع تفهم أعضاء الناتو حساسيات تركيا الأمنية

ثقة الجيش

وتابع القحطاني قائلاً: «على الجانب العسكري، فإن الشيخ محمد بن زايد رجل محترف، وله بصمات في ترسيخ مكانة الإمارات العربية المتحدة على الجانب العسكري والأمني، ويحظى بثقة جيشه، ورجال قوات الإمارات المسلحة، وله إسهامات كبيرة للغاية مع جيرانه، مع المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب، ورجل لديه خبرة في هذا المجال، ولديه رؤية يستطيع أن يخطط لبلاده واستقرارها، وأن ينسج لها علاقات دولية على الجانب الأمني، ولديه مقدرة على تحديد احتياجات بلاده العسكرية والأمنية، والإمارات العربية المتحدة على هذا الجانب لديها مكانة، وجنودها أصبحوا معروفين بقوة تدريبهم، وصلابة مواقفهم، وبتواجدهم في العالم في حفظ السلام، والمساهمة في محاربة الإرهاب، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، والشيخ محمد بن زايد قادر على تطوير هذه الاستراتيجية بما يعود بالنفع والأمن والاستقرار لدولة الإمارات العربية المتحدة مستقبلاً».