السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

خلافات وملفات ساخنة تهيمن على لقاء ترامب وأردوغان

خلافات وملفات ساخنة تهيمن على لقاء ترامب وأردوغان

الرئيس الأمريكي ترامب يستقبل أردوغان (أرشيفية)

بعد أسابيع من التصريحات المتبادلة المتوترة والمواقف المتضاربة أحياناً، يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، نظيره التركي رجب طيب أروغان في البيت الأبيض ليبحث معه مسائل عدة في طليعتها موضوع سوريا ومصير المعتقلين المتشددين وحلف شمال الأطلنطي "ناتو".

ويحيط ترقب كبير بالمؤتمر الصحافي المشترك الذي سيعقده الرئيسان بعيد الظهر، لا سيما وأنه يتزامن مع حدث بالغ الأهمية في واشنطن هو بدء الكونغرس الجلسات العامة من التحقيق ضمن آلية عزل الرئيس.

ويتباهى ترامب بأنه يحسن التفاوض مع القادة المتسلطين، لكن مفاوضاته مع أردوغان في الأسابيع الأخيرة اتسمت بالفوضى وأثارت تساؤلات فعلية حول استراتيجيته في سوريا.


وبعد إعلان ترامب سحب القوات الأمريكية المنتشرة على نقاط حدودية في شمال شرق سوريا، شنت أنقرة في التاسع من أكتوبر هجوماً عسكرياً على القوات الكردية المدعومة من التحالف الدولي لتصدرها القتال ضد تنظيم "داعش".


ووجه ترامب حينها إلى أردوغان رسالة غير مألوفة النبرة بين الرؤساء، ختمها بالقول "لا تكن متصلباً، لا تكن أحمق".

وإزاء موجة الانتقادات الشديدة الموجهة إليه بما في ذلك من حلفائه، شدد ترامب اللهجة لاحقاً وهدد بـ"تدمير" الاقتصاد التركي وأمر بفرض عقوبات على تركيا، رفعت بعد التوصل إلى اتفاق حول سوريا في منتصف أكتوبر.

لكن التخلي عن الحلفاء الأكراد وإيجاد فراغ على الساحة السورية ملأته روسيا أثارا غضب العديد من أعضاء الكونغرس من ديمقراطيين وجمهوريين على السواء.

وكتب أعضاء من الكونغرس من الطرفين في رسالة أعلن نصها الاثنين "نعتقد أن الوقت غير مناسب لاستقبال الرئيس أردوغان في الولايات المتحدة، ونحضك على سحب دعوتك".

ويرى معارضو الزيارة أن استقبال أردوغان بمراسم حافلة في البيت الأبيض سيكون بمثابة هدية له تعزز موقعه.

وعلق مسؤول في وزارة الخارجية طالباً عدم كشف اسمه "لا بد لنا من التباحث مع تركيا بشأن سوريا. يجب ألا نرى في هذا النوع من الزيارات مكافأة، بل أداة دبلوماسية".

كذلك أثارت مواقف ترامب والهجوم التركي توتراً حاداً داخل الناتو الذي يخشى عودة تنظيم "داعش" إلى الظهور.

وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة بعدم وجود أي تنسيق مع الولايات المتحدة حول هذا الملف، معتبراً أن الحلف في حالة "موت سريري".

كما يعقد اللقاء بين ترامب وأردوغان عشية اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" على مستوى وزاري في واشنطن، استجابة لطلب عاجل من وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان إثر إعلان سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا.

وفيما يتعلق بالملف السوري، فإن مواضيع الخلاف كثيرة بين أنقرة وواشنطن، فبالرغم من احتجاجات واشنطن، اشترت تركيا أنظمة صاروخية روسية مضادة للطائرات من طراز "إس 400".

ورداً على ذلك، استبعدت الولايات المتحدة تركيا من برنامج تطوير الطائرات المقاتلة إف-35 بالرغم من استثمارات أنقرة الطائلة في هذا المشروع.

وأعلن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين لشبكة "سي بي إس" "عن غضب واشنطن الشديد لدخول أسلحة روسية إلى الحلف، قائلاً لا مكان داخل الناتو لكميات ضخمة من الأسلحة من روسيا".

في المقابل، أعربت تركيا عن استيائها بعد تصويت مجلس النواب الأمريكي في نهاية أكتوبر على نص يعترف بـ"إبادة" الأرمن في ظل الإمبراطورية العثمانية، وهو توصيف ترفضه تركيا.

وشهدت زيارة أردوغان الأخيرة إلى واشنطن في مايو 2017 مواجهات عنيفة بين طاقم حراسته ومتظاهرين مؤيدين للأكراد أمام مقر السفير التركي في واشنطن.

ووجهت النائبة الجمهورية ليز تشيني رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو تطلب منه فيها منع أي شخص يرافق الرئيس التركي في زيارته وشارك في "الهجوم على مواطنين أمريكيين كانوا يتظاهرون سلمياً" من الدخول إلى الأراضي الأمريكية.

وكتبت في الرسالة أن "استخدام نظام أردوغان للعنف أينما كان أمر لا إنساني وغير مقبول".