السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

ملل الناخبين يهدد فرص حزب العمال البريطاني في بداية جديدة

بدأ حزب العمال البريطاني العد التنازلي لإجراء انتخابات داخلية تعاني من ملل الناخبين بما يهدد فرص الحزب في بداية جديدة بعد 4 هزائم انتخابية متتالية.

وانتقد مراقبون ووسائل الإعلام في بريطانيا سباق التنافس على زعامة حزب العمال، أكبر أحزاب المعارضة البريطانية، لافتقار الحملات الانتخابية للمرشحين للجاذبية والبريق. ووصف رواد المنتديات وحلقات النقاش السياسي متابعة الانتخابات الداخلية للحزب بالمهمة المنفرة والمملة التي يتعين على المعلقين السياسيين أداؤها على سبيل الواجب ليس إلا.

وتنطلق الانتخابات في ٢١ فبراير الحالي على أن تعلن النتائج في الرابع من أبريل المقبل أي بعد أكثر من شهر من بداية عملية التصويت وهذه المدة الطويلة هي المعتادة عند تصويت الأحزاب السياسية لانتخاب زعيم جديد في بريطانيا.


ويواجه الحزب أيضاً انتقادات من المرشحين المتنافسين للوائحه المنظمة للحملة الانتخابية، ومنها فرض 5000 جنيه استرليني كرسوم للوصول إلى بيانات الأعضاء. وتقول روزينا ألين خان التي تنافس على منصب نائب زعيم الحزب إن فرض هذا الرسم أمر «غير عادل على الإطلاق».


ويعوَّل الحزب على هذه الانتخابات الداخلية لانتشاله من مصير مجهول بعد أن مُني في ديسمبر الماضي برابع خسارة متتالية في انتخابات عامة، وبما وصف بأسوأ هزيمة في تاريخه منذ عام 1935 في رسالة قوية من الناخب البريطاني بأنه لم يعد ير في الحزب منصة سياسية ممثلة للشرائح التي تصوت له تقليدياً.

وسيكون منوطاً بمن يخلف الزعيم الحالي جيريمي كوربين أن يقود تغييراً شاملاً للحزب. وتنحصر المنافسة حالياً بين مرشحين رئيسين هما كير ستارمر وريبيكا لونغ-بيلي، ومن اللافت أن كليهما لا ينتقد كوربين بالقوة التي توقعها المراقبون بعد الأداء المروع في الانتخابات العامة السابقة. فمن ناحيته، اعتبر ستارمر أن البرنامج الانتخابي الذي خاض به كوربين الانتخابات العامة كان طموحاً أكثر من اللازم وتضمن وعوداً غير واقعية لكن ستارمر اعتبر أن هذا البرنامج يجب أن يظل يمثل الوثيقة الأساسية للحزب.

أما لونغ-بيلي فتصر على منح كوربين «درجات كاملة» في تقييم أدائه كقائد للحزب ولا ترى في هذا الأداء أي شائبة على الإطلاق. كما أنها تعتبر أن سياسات كوربين المختلفة - والتي ساعدت هي في صياغتها - كانت وتظل سياسات مثلى لولا سوء التوقيت المرتبط بالبريكست وما صاحبه من حالة فوضى سياسية عارمة.

وحسب تعليقات المراقبين ووسائل الإعلام في بريطانيا، لا يبدو أن الحزب المعارض على أعتاب تغيير كبير ولا يبدو أي من المرشحين الأساسيين مستعداً لانتقاد الزعيم الذي تُعَد العدة لخلافته خشية الإساءة لأعضاء الحزب ممن بمقدورهم التصويت في الانتخابات الداخلية والذين لا يزالون يكنون قدراً كبيراً من الاحترام لجيريمي كوربين ويعتبرونه ضحية لظلم سياسي وإعلامي بيّن. وعلاوة على ذلك فإن كل المرشحين لزعامة العمال حالياً كانوا يروجون لكوربين كرئيس وزراء بريطانيا القادم قبل شهرين فقط، ثم إن 5 منهم كانوا يشغلون مناصب في حكومة الظل برئاسة كوربين.