السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

صحف أوروبا: عالم ما بعد كورونا سيختلف عما قبله

صحف أوروبا: عالم ما بعد كورونا سيختلف عما قبله

باريس. (رويترز)

من مدريد إلى بروكسل ومن برلين إلى باريس، تتصدر أخبار فيروس كورونا الجديد عناوين وسائل الإعلام، متناولة بالتحليل مختلف سيناريوهات المواجهة الأوروبية مع الفيروس سريع الانتشار، ومؤكدة أن عالم ما بعد كورونا سيختلف عن العالم الذي ألِفناه قبله.

وعبر صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أطل الخبير الاقتصادي كريستوف بارود، الذي صنفته «بلومبيرغ» كأحد أبرز خبراء التنبؤات الإحصائية، ليخبر القراء أنه يجب على أوروبا أن تخصص نحو 2% من ناتجها الإجمالي للانطلاق من جديد بعد الأزمة التي يتسبب فيها كورونا حالياً.

خنق الاقتصاد


وحول المدى المتوقع للأزمة، أشار بارود إلى أنه على الصعيد العالمي ستتمكن الدول من احتواء الوباء بحلول يونيو المقبل.


ولفت الخبير إلى أن النموذج الصيني قدم درساً للعالم، حيث تم التعامل هناك على أنه من المتوقع في أي لحظة فرض الحجر الصحي على 760 مليون شخص، ما أدى إلى شلّ الحركة الاقتصادية في البلد وهو النموذج نفسه الذي احتذت به كوريا الجنوبية، ما يؤكد أن طريق كبح تفشي الوباء يمر عبر «خنق الاقتصاد»، حسب كريستوف بارود.

وأشار بارود في هذا الصدد إلى أن أوروبا تتجه إلى سنة كساد اقتصادي، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بصدمة انتقالية يمكن التقليل من تأثيراتها إذا ما اتبعت الدول سياسات أكثر صرامة لإدارة الأزمة الحالية والاستعداد لكافة سيناريوهاتها المحتملة.

سيطرة شركات الأدوية

في ألمانيا، صرّح وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر لصحيفة «دي فيلت» بأن أهم درس يقدمه هذا الوباء للعالم هو أن قطاع الصحة يجب أن يكون عمومياً وموجهاً لخدمة الجميع، مؤكداً أن الأزمة الحالية كشفت ضرورة التحرر من سيطرة الشركات على الإنتاج الدوائي حول العالم، وتبني قرارات سياسية لتقوم الدول بتصنيع أدوية لمكافحة كافة أنواع الأوبئة المتوقعة.

وفي إسبانيا، نشرت صحيفة «الباييس» مقابلة مع الباحث في الشؤون السياسية فرناندو فاليسبين أشار فيها إلى أن هذه الأزمة أكبر من أن تواجهها الدول بشكل فردي، ما يوجب توحيد الجهود والتوجه نحو خلق حالة من التفاهم الحكومي العالمي للتصدي لهذا النوع من الأخطار.

حكومة «كورونا»

وفي بلجيكا، ركزت صحيفة «لوسوار» على التعاون الدولي لمكافحة الوباء الجديد، موردة خبراً عن انتظار بروكسل شحنة من المعدات الطبية تشمل نصف مليون كمامة للحماية الطبية و30 ألف طقم فحص، مقدمة من مؤسسة علي بابا الصينية لمساعدة البلاد على مواجهة الأزمة الحالية.

وفي بروكسل أيضاً احتفت المواقع البلجيكية باتفاق الزعماء السياسيين في البلاد على تشكيل حكومة طوارئ لمكافحة تفشي كورونا، وذلك في خطوة تأتي بعد أزمة سياسية عاشتها البلاد منذ الانتخابات العامة 2019، حيث أجهضت الخلافات بين الفرقاء المحليين كافة الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة.