بالتزامن مع تصاعد أعداد الوفيات والإصابات، يواصل فيروس كورونا المستجد حصد «رؤوس» المسؤولين حول العالم مكلفاً البعض مناصبهم ومكبداً آخرين خسائر معنوية ستلاحقهم تداعياتها لفترات طويلة بسبب أخطاء ارتكبوها في ظل الأزمة الحالية.
وفي دول عدة، من الولايات المتحدة إلى الأردن وصولاً إلى باكستان ورومانيا، فقد كثير من المسؤولين السياسيين مناصبهم خلال الأيام الأخيرة نتيجة تصريحات وتصرفات خالفت التوجهات الرسمية في الحرب العالمية ضد الفيروس الجديد.
جولة منزلية
وفي أحدث حلقات هذا المسلسل، كبدت زيارة قصيرة إلى منزلها الصيفي، كبيرة المسؤولين الطبيين في اسكتلندا، منصبها.
وقدمت كاثرين كالديروود استقالتها الأحد، بعد أن أقرت بأنها خالفت نصائحها الشخصية للمواطنين بالبقاء في المنازل للمساعدة في إبطاء انتشار فيروس كورونا.
وتم نشر صور لكاثرين وهي تزور منزلها الصيفي في إيرلسفري على الساحل الشرقي لاسكتلندا والتي تبعد ساعة بالسيارة من العاصمة أدنبرة.
تعهد غير واقعي
وبعد تصريحات أثارت انتقادات واسعة، قدم وزير الصحة الروماني فيكتور كوستاش استقالته، وذلك بعد تعهدٍ بدا غير واقعي بإجراء فحوصات كورونا لكل سكان العاصمة بوخارست.
وحتى يتسنى الوفاء بهذا الوعد، يتعين أن يكون لدى رومانيا مليونين إلى 4 ملايين من معدات الفحص، بينما تنتج البلاد نحو ألفين فقط في اليوم، وستحتاج البلاد إلى أكثر من 7 سنوات لتوفير ما يكفي من المعدات لسكان العاصمة، وفقاً لتقديرات محلية.
أخطاء إدارية
وفي الأردن، قدم وزير الزراعة إبراهيم الشحاحدة، الخميس، استقالته من الحكومة، بسبب «أخطاء في التعامل مع أزمة كورونا».
وأشار بيان رسمي حول الواقعة، إلى أن الاستقالة جاءت نتيجة الأخطاء الإدارية التي حدثت في بعض مديريات الزراعة بالمحافظات.
صورة السيلفي
وأقالت باكستان 6 موظفين حكوميين لالتقاطهم صورة سيلفي مع مريض بالفيروس في مركز للحجر الصحي، في منشأة للعزل قرب مدينة سكهر بولاية السند حيث سجل تفشي لكورونا.
وتظهر هذه الصورة مجموعة رجال حول المريض، من دون أي كمامات واقية، فيما أكدت مصادر حكومية إيداع الجميع الحجر الصحي.
إقالة بعد شهر واحد
وأدى تفشي الفيروس إلى إقالة البرلمان الأوكراني وزير الصحة إيليا يمتس من منصبه الذي شغله لمدة لا تتجاوز شهراً واحداً.
وتم تبرير الإقالة بـ«فشل» الوزير في تنظيم عمل الوزارة وعدم تمكنه من إعداد خطة فعالة لمكافحة الوباء الجديد.
رسالة «البطل»
في أمريكا، وعكس الحالات السابقة، أعلنت البحرية، إقالة قائد حاملة الطائرات «تيودور روزفلت» بريت كروزير من منصبه، بعدما كتب رسالة لاذعة طالب فيها باتخاذ إجراءات أقوى للسيطرة على تفشي الوباء على متن حاملة الطائرات البالغ عدد أفرادها 5000 فرد، والذين وصفوا الرجل بـ«البطل».
اعتذار
وفي نيوزيلندا، تسبب وزير الصحة ديفيد كلارك في فضيحة حكومية، حيث انتهك التوصيات الرسمية الموجهة إلى المواطنين لمواجهة تفشي كورونا.
واضطر كلارك إلى الاعتذار رسمياً، بعد نشر وسائل الإعلام المحلية صوراً تظهر سيارته متوقفة على بعد أكثر من كيلومترين عن منزله، فيما تدعو التوصيات الحكومية المواطنين إلى ممارسة الرياضة على مقربة من منازلهم فقط.
بؤرة الوباء
وفي الصين، أقالت السلطات عدداً من المسؤولين الكبار خصوصاً في إقليم هوبي البؤرة الأولى للوباء، بعد انتقادات وجهت لهم بسبب سوء إدارة الأزمة الصحية منذ البداية.
ووجهت اتهامات لمسؤولين كبار بالتقصير والتأخر في التحرك في مواجهة الإصابات الأولى التي سجلت في ووهان كبرى مدن الإقليم.