الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

"لا يعرف الأسلاك الشائكة".. الفيروس يصل مخيمات اليونان ودعوات لأوروبا لاستقبال اللاجئين

"لا يعرف الأسلاك الشائكة".. الفيروس يصل مخيمات اليونان ودعوات لأوروبا لاستقبال اللاجئين

معسكر موريا في جزيرة ليبسوس اليونانية يخضع للحجر (رويترز)

تتزايد الدعوات إلى دول الاتحاد الأوروبي لقبول اللاجئين، خشية تفشي فيروس كورونا المستجد بين آلاف العالقين على الحدود، في ظل أوضاع معيشية صعبة.

يأتي ذلك بينما يحوم شبح فيروسات التاجية في مخيمات اللاجئين المزدحمة بشدة في اليونان منذ أشهر.

ودقت المنظمات الإنسانية الدولية وجماعات حقوق الإنسان والأطباء، ناقوس الخطر مع انتشار الوباء، وأصبحت الدعوات متزايدة لاتخاذ إجراءات لمنع وقوع كارثة طبية وشيكة وقاتلة، بحسب صحيفة "الغارديان".


وفي جزر بحر إيجه على خط المواجهة للأزمة، يتحدث مقدمو الرعاية الصحية عن أيام لكسب الوقت وليس الانتصار على الوضع.


وتفشي المرض في مرفقين بالقرب من أثينا زاد من المخاوف بشأن ما يقدر بنحو 36 ألف رجل وامرأة وطفل عالقين في جزر نائية مقابل الساحل التركي.

والتركيبات التي تم إقامتها لإيواء اللاجئين في جزر ليسبوس، وساموس، وليروس، وكوس، تضم 6 أضعاف السعة المقررة لها، وضيق المساحات بين هذه التركيبات يجعل من فرض التباعد الاجتماعي أمراً مستحيلاً، وبالتالي تصبح المنطقة أرضاً خصبة لكوفيد-19.

وقال الطبيب الهولندي ستيفن فان دي فيجفر: "الوقت ليس في صالح أحد"، مشيراً إلى أن نحو 6 آلاف طبيب أوروبي وقعوا عريضة تطالب الاتحاد الأوروبي بفتح الأبواب أمام اللاجئين لمنع الكارثة.

وأضاف: "سيتطلب الأمر قوة خارقة، والكثير من الحظ الآن لوقف هذا الفيروس القاتل، والذي من المحتمل أن يخترق مخيمات الجزر اليونانية".

وتابع: "في هذه المرحلة، أود أن أقول إنه من المستحيل تقريباً ألا يحدث ذلك".

وبعد أسبوعين من العمل في المنطقة البائسة والمكتظة بالسكان في ليسبوس، أدرك دي فيجفر أنه من الوهم الاعتقاد بأنه في مثل هذه الظروف، يمكن إبقاء كورونا تحت السيطرة.

وقال: "ستكون معجزة، ومن الخطر توقع حدوث المعجزات، لا تحترم الفيروسات التاجية الحدود أو الأسلاك الشائكة، الناس والعاملون في المخيمات يدخلون ويخرجون طوال الوقت، ومعهم خطر الإصابة بالفيروس".

وتدرك السلطات اليونانية أنها في سباق مع الزمن، حيث تم الكشف عن وجود المرض في مخيمات في مالاكاسا وريتسونا - من بين 30 منشأة للاجئين في البر الرئيسي، مما ينذر بوضع خطير.

وتم وضع ملكاكا في الحجر الصحي يوم الأحد، بعد ساعات من ظهور الأعراض على لاجئ أفغاني، كما تم إغلاق ريتسونا، 75 كم شمال شرق العاصمة، بعد أن تم التأكد من إصابة 23 من طالبي اللجوء الأفارقة يوم الخميس.

وقال مانوس لوغوتيس، السكرتير العام لوزارة الهجرة المسؤول عن استقبال طالبي اللجوء، في حديث إلى الغارديان بعد إصدار أمر الإغلاق الأول: "إنها الحالة الأولى للفيروس التاجي في مركز استقبال بالبلاد، لقد عزلنا المنطقة بأكملها، واتخذنا خطوات لعزل أولئك المصابين بالفيروس، لم يكن الأمر سهلاً، كانت هناك احتجاجات.

وتابع: لقد تم جلب الطعام لهم من قبل المنظمة الدولية للهجرة، التي تدير الموقع، إلى جانب المترجمين والوسطاء الثقافيين، سيستمر فحص الأشخاص، وعبر عن مخاوفه من انتشار الفيروس بسبب المرافق المكتظة.

وقد تم تتبع تفشي الفيروس بعد أن تبين أن امرأة كاميرونية تبلغ من العمر 19 عاماً، مصابة بعد الولادة في مستشفى أثينا.

وأعربت المنظمات غير الحكومية عن مخاوفها بشأن عدم إمكانية الوصول إلى الاختبارات والمرافق الطبية والخدمات الأساسية لهؤلاء اللاجئين، بما في ذلك محطات المياه والصنابير.

كما ارتفعت الدعوات لإجلاء اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى وسط أدلة على التأثير المدمر للفيروس على سكان هذه الدول.

ومعظم طالبي اللجوء في مخيمات اليونان هم من سوريا وأفغانستان والعراق وأفريقيا، وهم غير قادرين على المغادرة بسبب سياسة الاحتواء التي حددها الاتحاد الأوروبي، وجدوا أنفسهم في طي النسيان، محاصرين في البؤر الاستيطانية مقابلة للساحل التركي حتى تتم معالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم.

كما دعم ما يقرب من 35 ألف من العاملين الصحيين الأوروبيين والمواطنين الآخرين عريضة الأطباء التي تدعو حكومات الاتحاد الأوروبي إلى الامتثال لاتفاق أُبرم مع تركيا في عام 2016 وافقت بموجبه كل دولة عضو على استقبال عدد ثابت من اللاجئين.

وعلى الرغم من أنه أمر أساسي لاتفاقية تهدف إلى الحد من تدفقات الهجرة، فإنه لم يتم الوفاء بتعهد إعادة التوطين.