طالبت جماعة حقوقية بريطانية بجلب الأطباء والمسعفين من مختلف أنحاء العالم ومنحهم حق الإقامة والعمل في بريطانيا، مع تغيير انتشار وباء كورونا لكثير من المفاهيم داخل المجتمع البريطاني ولا سيما ما يتعلق بالنظر إلى اللاجئين.
ومنذ أقل من شهرين كانت النظرة للمهاجرين سلبية، ليس فقط من قبل المجتمع ولكن أيضاً من قبل أفراد من حكومة المحافظين برئاسة بوريس جونسون، وخاصة وزيرة الداخلية بريتي باتيل التي دأبت منذ اختيارها لهذا المنصب، على توجيه الانتقادات لوجود المهاجرين داخل البلاد وتبنت عدداً من القوانين التي من شأنها الحد من دخول المهاجرين وربما أيضاً طردهم.
ومع انتشار فيروس الكورونا في بريطانيا وإثبات الأطقم الطبية ومنها العديد من المهاجرين كفاءة وشجاعة في محاربة المرض من أجل الحفاظ على المجتمع البريطاني، وهو الأمر الذي تجلى خلال الأيام الماضية بعد وفاة أطباء وأفراد من قطاع التمريض وكلهم من المهاجرين إثر إصابتهم بالفيروس وهم يحاربون في الصفوف الأمامية، تعالت الأصوات داخل المجتمع وفي وسائل الإعلام المحلية التي تمتدح وجود هؤلاء الأبطال في بريطانيا وتنتقد في الوقت ذاته وزيرة الداخلية لموقفها المتشدد من وجودهم داخل البلاد.
وفي المقابل لم تظهر أي تصريحات أو قرارات منسوبة لباتيل منذ أسابيع برغم أن وزارة الداخلية وأفراد الشرطة يلعبون دوراً حيوياً في فرض النظام وتنفيذ قرارات التباعد الاجتماعي في بريطانيا من أجل الحد من انتشار الفيروس.
في يناير الماضي كان تعاطي المجتمع والإعلام البريطاني مع الإجراءات التي أعلنتها باتيل للحد من دخول المهاجرين إلى البلاد مؤيداً، لكن اليوم انقلبت الأمور تماماً بفعل كورونا، حيث دعت منظمات الدفاع عن حقوق المهاجرين إلى منح المهاجرين المقيمين في بريطانيا والذين هم مؤهلون للعمل في القطاع الطبي الإقامة الدائمة.
وطالبت منظمة «الحق في الهجرة» ومقرها بريطانيا بجلب الأطباء والمسعفين من كل مكان في العالم ومنحهم الوضع القانوني اللازم للعمل والإقامة في بريطانيا.
وقال ليوك آدامز وهو عامل بناء بريطاني للرؤية: «المهاجرون أثبتوا أنهم ينتمون إلى هذه البلاد أكثر من كثيرين غيرهم. يجب أن نكن لهم كل الاحترام والتقدير على دورهم في مواجهة الفيروس القاتل» وأضاف: «لقد صوتُّ للمحافظين في الانتخابات الأخيرة ولكني الآن أعتقد أن باتيل ومن على شاكلتها يجب أن يخرجوا من الحياة السياسية لبريطانيا وإلى الأبد».
وكان جونسون، الذي أصيب هو نفسه بفيروس كورونا، يجهز لفرض قيود جديدة على المهاجرين ذوي المهارات المتدنية الذين ينتقلون إلى بريطانيا بعد انتهاء الفترة الانتقالية للانفصال عن الاتحاد الأوروبي في ديسمبر المقبل.
وتقدمت وزيرة الداخلية باتيل بمقترحات تصعب من دخول المهاجرين إلى البلاد حيث يجب عليهم أن يجتازوا اختبارات تثبت إتقانهم اللغة الإنجليزية بدرجة جيدة.