السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

لوموند: تخبُّط تركيا في أزمة كورونا يكشف هاجس أردوغان الأكبر

لوموند: تخبُّط تركيا في أزمة كورونا يكشف هاجس أردوغان الأكبر

رجب طيب أردوغان. رويترز

مع التصاعد الكبير في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في تركيا والذي وضع البلاد في قائمة الدول العشر الأكثر تضرراً من الوباء الجديد، تتعالى الأصوات من الداخل والخارج منتقدة الأداء المتخبط الذي واجه به الرئيس رجب طيب أردوغان الأزمة منذ بدايتها.

وحتى الآن سجلت تركيا نحو 70 ألف حالة إصابة، ونحو 1500 وفاة بسبب الفيروس الذي يواصل تفشيه في عموم البلاد.

وحسب تحليل نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية الخميس، فإن تركيا تواجه أزمتين في الوقت نفسه تتعلق الأولى منهما بالكارثة الصحية العالمية، فيما تتمثل الثانية في إصرار الرئيس أردوغان على التعامل مع الأزمة بأسلوب متخبط وخاطئ منذ البداية.

وتشير الصحيفة إلى أن الوباء الجديد يضع التيار الديني المسيطر في تركيا منذ 18 عاماً، أمام تحدٍ غير مسبوق ويشكك في قدرته على إدارة الأزمات.

ولفتت إلى أنه ورغم الدعوات التي صدرت عن أطباء وخبراء وحتى عن عمدة إسطنبول أكرم إمام أغلو والتي نادت بضرورة فرض حجر منزلي تام في البلاد لمنع تفشي كورونا المستجد، إلا أن أردوغان فضل عدم إصدار أي مرسوم عام بهذا الشأن خوفاً من رؤية اقتصاد البلاد وهو ينهار.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لا شيء يهدد مستقبل بقاء أردوغان وتياره في السلطة أكثر من تضرر الاقتصاد التركي، وهو الأمر الذي يبدو حتمياً بالنظر إلى ما يجري في العالم من تراجع للحركة التجارية والتصنيعية بسبب التدابير الاحترازية المتخذة من قبل الحكومات التي فضلت حماية البشر على تحريك عجلة الاقتصاد.

وبينت «لوموند» أن أردوغان لا يريد خوض غمار أي أزمات اقتصادية قد تترتب على الوضع الذي فرضه كورونا المستجد، حيث إنه ومع أي إغلاق عام ستتدفق أفواج الأتراك على الجهات الحكومية للحصول على المساعدات، وهو ما يمثل أكبر هواجس أردوغان في الوقت الحالي.

ولفت التحليل إلى أن أردوغان اختار اللجوء إلى إجراءات ترقيعية يشكك الخبراء في جدواها أمام هول تفشي الكارثة الصحية، على غرار أمر المواطنين بالبقاء في منازلهم لمدّة 48 ساعة فقط في 31 مدينة بدءاً من منتصف ليل غد الجمعة.

وتسبب التخبط الذي ميّز القرارات الأخيرة المعلن عنها لاحتواء تفشي الوباء في توترات سياسية داخل تركيا وصلت إلى الدائرة المقربة من أردوغان مع إعلان وزير الداخلية سليمان صويلو استقالته والتي تم رفضها من قبل الرئيس التركي.