الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

«أسوار العطاء».. بهذه الطرق يساعد الألمان مئات الآلاف من «المشردين» في زمن كورونا

تتطلب إجراءات الحماية من فيروس كورونا المستجد البقاء في المنزل، لكن هذا الشعار «ابق بالمنزل»، الذي يتردد في كل أنحاء العالم، يعد نوعاً من الرفاهية لمن ليس لديهم بيوت من الأساس.

من بين هؤلاء، نجد المشردين في ألمانيا الذين يعيشون في الشوارع وخاصة بجانب محطات الحافلات والقطارات بالمدن المختلفة، فهم بلا مأوى أو سكن في صورة يصعب تصديق وجودها في دولة متقدمة من العالم الأول مثل ألمانيا.

ضاعفت أزمة كورونا واقع هؤلاء المشردين، حتى أن الوجبات الغذائية الساخنة التي كانت تصلهم من المطاعم أو المتبرعين يومياً توقفت، وكما بدت الشوارع خالية من المارة الذين كانوا يقدمون لهم يد العون، أو حتى جمع الزجاجات الفارغة من البلاستيك أو المعدن، والتي كان يجمعونها للحصول على أموالها من المتاجر، لم تعد متوفرة.

كما أن هؤلاء المشردين يعدون من المجموعات الأكثر عرضة للخطر، لعدم توافر الشروط الصحية في حياتهم وحمايتهم، لكونهم ينامون بالشوارع، وهم أكثر فئة عرضة للبرد والفيروسات.





العديد من الجهات بدأت الانتباه إلى معاناة هؤلاء مثل مؤسسة «كارونا الاجتماعية» في العاصمة برلين، والتي تجمع تبرعات لإعطاء المشردين 10 يورو يومياً، وتوفر وجبات غذائية وأدوية يوزعها المتطوعون بالدراجات.

وأكد يورج ريشرت، مدير المؤسسة، في تصريحات لجريدة «تسايت»: «أن الأوقات غير العادية تتطلب حلولاً مبتكرة، ومنها المبادرة التي يعملون عليها حالياً، والتي تهدف إلى توزيع ألف هاتف محمول في الأيام القليلة القادمة على المشردين، حصلوا عليها من دعوات للتبرع على مواقع التواصل الاجتماعي للألمان للتبرع بهواتفهم القديمة غير المستخدمة».

والهدف من ذلك هو التمكن من التواصل باستمرار مع المشردين بالعاصمة وإحصائهم لعمل شبكة تواصل معهم، ولتوفير المعلومات عن كورونا لهم أولاً بأول.

وأشار إلى أنهم تواصلوا مع عدد من الفنادق لتأجير غرف لهؤلاء المشردين حتى تمر أزمة كورونا، إلا أن هناك صعوبات متعددة، منها أن المشردين اعتادوا على حياة الشارع ولا يرغبون في أماكن تمنع عنهم المشروبات الكحولية والمواد المخدرة والتي يعيش معظمهم عليها.

وأشار إلى أنه من ناحية أخرى، هناك تخوف من هؤلاء أن ينشروا العدوى أكثر من غيرهم، لعدم التزامهم بالمسافات، وعدم توافر فكرة غسيل اليدين باستمرار.

كما شهدت شوارع ألمانيا مبادرة أخرى اقترحها سكان في مدينة كولونيا على وسائل التواصل الاجتماعي وسرعان ما أصبحت موجودة في كافة المدن الألمانية، أطلقوا عليها «أسوار الهدايا»، وتتمثل في أن يقوم المواطنون بتعليق شنط على أسوار بالشوارع تحتوي موادَّ غذائية معلبة، وفاكهة، وملابس، وأغطية، وموادَّ للتعقيم، ومناديل ورقية، وأطعمة للكلاب المتواجدة بصحبة المشردين.



وتظهر هذه الأسوار ومعلقاً عليها أوراق بلغات مختلفة بضرورة احترام أنها مخصصة فقط للمشردين، وأنهم يأخذون ما يحتاجونه.

ويوجد في ألمانيا نحو 650 ألف شخص بلا مأوى، وذلك طبقاً لتقديرات المجلس الاتحادي لمساعدة المشردين عام 2019.