الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

كورونا يحرم حالات الأمراض الأخرى من الرعاية ومخاوف من تدهورها

كورونا يحرم حالات الأمراض الأخرى من الرعاية ومخاوف من تدهورها

حذر عدد كبير من الأطباء في بريطانيا، من زيادة في عدد حالات الأمراض الأخرى في ظل انتشار أزمة وباء كورونا، في حين أن نقص الأدوية مصدر قلق كبير، وفقاً لموقع سكاي نيوز البريطاني.

وبحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية، فإن أطباء السرطان توقفوا عن العمل، حيث انخفضت الإحالات بنسبة 75%، وحذر الأطباء من أن وفاة مرضى بسبب الإهمال.

وقال آلاف المسعفين: إن المرضى الآخرين قد تم نسيانهم وأنهم قلقون بسبب الضغط على القطاع الصحي بشأن إصابات كوفيد-19.

وتوصلت دراسة استقصائية أجرتها الجمعية الطبية البريطانية لأكثر من 16 ألف طبيب بريطاني إلى وجود مخاوف خطيرة من أن بعض المرضى قد تدهورت أوضاعهم وربما فارقوا الحياة بسبب تعليق الرعاية بهم.

كما يمثل نقص الأدوية مصدر قلق كبير في حين لا يتمكن الكثيرون من الحصول على الدواء أو العلاجات الصحيحة.

ومن نتائج المسح الذي يعد أكبر استطلاع يقيس آراء الأطباء في بريطانيا منذ بدء الأزمة، أن هذا النقص أو النقص المتوقع في المستقبل سيجبرهم على تقديم علاج أقل فعالية.

وشمل النقص أجهزة الاستنشاق والمضادات الحيوية وأدوية التخدير والأكسجين والمسكنات والأدوية الهرمونية.

وقال أحد جراحي السرطان: إن عدد الإحالات انخفض بمقدار كبير في حين يخشى العديد من الأطباء كيفية تأثير ذلك على المرضى.

كما أعربوا عن قلقهم من حدوث موجة كبيرة من الإحالات بعد تراجع الوباء، ولكن ستكون الحالات أكثر تقدماً وأسوأ.

كما أظهر المسح أنه ما تزال هناك مشاكل في الحصول على معدات الوقاية الشخصية، حيث يضطر ما يقرب من نصف الأطباء إلى الحصول على معداتهم الخاصة أو الاعتماد على التبرعات.

وأكد الأطباء المشاركين بالمسح أن المرضى لا يحصلون على الرعاية التي يحتاجونها الآن، وأكدوا أن المخاطرة الأكبر بأن تزداد ظروفهم سوءاً، وربما يموت بعضهم نتيجة لذلك.

وبمجرد أن يخف هذا الوضع الحالي من المرجح أن يكون هناك ارتفاع مفاجئ في الطلب من المرضى الذين يعانون من أمراض أكثر حدة بكثير بسبب التأخير في العلاج.

وفيات مصابين لا علاقة لها بكورونا



في ألمانيا بعدما وافقت الوكالة الألمانية الاتحادية على تشريح جثث الوفيات باعتبار أنه مهم جداً في جميع حالات الأمراض المعدية لتحديد مسار المرض بما فيها كورونا.

وبينت نتائج التشريح بحسب كلاوس بوشال مدير معهد الطب الشرعي بجامعة المركز الطبي في إبندورف- هامبورغ على 65 جثة، أن 56 منهم كانوا مصابين بأمراض الرئة قبل إصابتهم بالفيروس، و28 منهم كانوا يعانون من أمراض داخلية أو من أمراض أصابت أعضاء مزروعه في أجسادهم، و16 منهم كانوا يعانون من الزهايمر، وفقاً لموقع دوتشيه فيليه الألماني.

كما بيَّنت البيانات أن لا أحد من المتوفين الذين تم تشريح جثثهم توفي قطعاً بسبب فيروس كوفيد-19، بل إنهم كانوا يعانون من مشكلات في القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم ومن تصلب الشرايين والسكري والسرطان والفشل الكلوي أو الرئوي أو تليف الكبد.

ووفقاً لدارسة صدرت عن وزارة الصحة الإيطالية، وتستند على مسار المرضى لدى 1738 متوفى، تبين أنهم علاوة على الإصابة بفيروس كورونا، فإن نسبة 96.4 من المتوفين يعانون من مرض واحد على الأقل.

أما في سويسرا، فقد جرى تشريح 20 جثة من جثث المتوفين بكورونا من قبل الدكتور ألكسندر تسانكوف رئيس قسم التشريح بمستشفى جامعة بازل بسويسرا، وتبين أنهم جميعاً مصابون بارتفاع ضغط الدم وأغلبهم كان يعاني من البدانه، وثلثهم عانى من مشكلات في القلب والسكري.

ومع ذلك، فإن رئيس الأطباء في مشفى جامعة بازل يفضّل ألا يصف المرض بأنه «غير مؤذٍ»، بل يقول «كل هؤلاء المرضى الذيت تُوفوا كان يمكن أن يعيشوا عمراً أطول لولا إصابتهم بفيروس كورونا، ربما عاشوا ساعة أطول أو يوماً أو أسبوعاً أو عاماً أطول».

وقال ديفد هورست كبير الأطباء في مستشفى Charité ببرلين عن رأيه في الجدل القائم حول موت الناس بفيروس كورونا، أم موتهم بأمراض أخرى مع الإصابة بفيروس كورونا، علّق د. هورست بالقول: «أجد الجدل مثيراً للأسى، ففي الرفاة التي شرحناها، كان كل المتوفين يعانون من أمراض سابقة، لكن إصاباتهم لم تكن وخيمة إلى درجة تهدد حياتهم» ومضى ليؤكد ضرورة عدم حصول انطباع لدى الناس بأن كورونا مرض غير مؤذٍ، إذ لولا إصابة هؤلاء الناس بمرض كورونا ما كانوا ليموتوا.