السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

كورونا الغرب.. تخفيف للقيود وتنفس الصعداء واحتجاجات تحت شعار الديمقراطية

كورونا الغرب.. تخفيف للقيود وتنفس الصعداء واحتجاجات تحت شعار الديمقراطية

منذ بدء تفشي جائحة كورونا الذي فرض الإغلاق العالمي، بدأت بعض الدول في أوروبا العودة بشكل تدريجي بعد العزل الصحي والحظر.

وبعد 10 أسابيع دون رحلات رسمية بسبب أزمة كورونا، صعد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس صباح اليوم السبت لأول مرة على متن طائرة حكومية لزيارة الحدود مع لوكسمبورغ.

وأعادت ألمانيا ولوكسمبورغ فتح حدودهما البرية بعد إغلاق استمر شهرين بسبب جائحة كورونا. واعتباراً من منتصف ليل الجمعة، أصبح بإمكان السائقين العبور دون الحاجة إلى إثبات وجود سبب وجيه.

ومن المقرر أن يلتقي ماس عند معبر بيرل الحدودي في ولاية زارلاند الألمانية المؤدي إلى بلدة شينغن في لوكسمبورغ نظيره اللوكسمبورغي يان أسيلبورن.

ويمثل فتح الحدود مع لوكسمبورغ بداية الرفع التدريجي للرقابة على الحدود الذي فرضته ألمانيا على معابرها مع الدول المجاورة في مارس الماضي لاحتواء جائحة كورونا.

وعلى مدار شهرين تم إغلاق أكثر من 10 معابر حدودية بين ألمانيا ولوكسمبورغ. وتم تغيير مسار حركة المرور إلى المعابر التي تخضع للمراقبة فقط

وأثارت المراقبة والإغلاق انتقادات شديدة في المنطقة، وأثرت بشكل خاص على الركاب الذين اضطروا إلى التعايش مع الاختناقات المرورية والطرق الالتفافية.

كما تم تخفيف قواعد المرور عبر الحدود مع النمسا وسويسرا اليوم، ومنذ منتصف ليل أمس، يُسمح بالسفر مجدداً في الاتجاهين في حال الرغبة في زيارة شركاء الحياة أو الأقارب أو المشاركة في مناسبات عائلية، وينطبق الأمر نفسه على أصحاب العقارات والحدائق والأراضي الزراعية ومناطق الصيد والغابات، ولا يُسمح بدخول السائحين أو راغبي التسوق.

وبالنسبة للنمسا وسويسرا، وكذلك فرنسا، من المقرر رفع الرقابة على حدودها مع ألمانيا بالكامل في 15يونيو المقبل - إذا سمح تطور العدوى بذلك.

وتوجه الأستراليون لتناول الطعام في الخارج للمرة الأولى منذ أسابيع يوم السبت، لكن إعادة فتح المطاعم والحانات والمقاهي جاءت مع تحذير: لا تبالغ في الأمر.

حث خبراء الصحة العامة على توخي الحذر، بينما تخفف الحكومات القيود على المطاعم والمتاجر والمتنزهات في العديد من البلدان وتطبق إجراءات لإعادة تشغيل المصانع المعطلة. تباطأت جائحة الفيروس التاجي، التي أودت بحياة أكثر من 300 ألف شخص، في العديد من الأماكن لكن يمكن أن تشتعل مرة أخرى إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات أو تحرك المسؤولون بسرعة كبيرة لإعادة الأشخاص إلى العمل.

قال توني بارتون، رئيس الجمعية الطبية الأسترالية: «الرسالة هي، نعم، نقدر كل الجهود، ونقدر الفرصة لتخفيف بعض هذه الإجراءات، لكن دعونا لا نقيم حفلة، ولا نذهب إلى البلدة».

تقتصر معظم المطاعم على 10 عملاء في كل مرة، قال بارتون إنه يجب أن يحافظ الناس على المسافة الاجتماعية، واتباع آداب السعال، وغسل أيديهم بانتظام والابتعاد عن الآخرين إذا كانوا مرضى.

ووافقت الحكومة الإيطالية اليوم السبت على مرسوم يسمح بالسفر من وإلى البلاد اعتباراً من الثالث من يونيو، في الوقت الذي تتحرك فيه لإلغاء أحد أكثر القيود صرامة في أوروبا بسبب فيروس كورونا.

وستسمح الحكومة بالسفر دون عوائق عبر البلاد اعتباراً من نفس اليوم. وسعت بعض المناطق إلى عودة أسرع، لكن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي أصر على العودة التدريجية إلى الوضع الطبيعي لمنع موجة ثانية من العدوى.

وفي محاولة لاحتواء العدوى، كانت إيطاليا أول دولة أوروبية تفرض قيوداً على الصعيد الوطني في مارس وأقرت فقط تخفيفاً أولياً للقواعد في الرابع من مايو عندما سمحت بإعادة فتح المصانع والحدائق.

ومن المقرر فتح المحلات التجارية في 18 مايو وقررت الحكومة أنه يجب السماح بجميع التنقلات داخل كل منطقة اعتباراً من نفس اليوم مما يعني أنه سيكون بوسع الأشخاص زيارة الأصدقاء.

وسيظل حظر السفر بين الأقاليم والسفر للخارج سارياً إلى ما بعد عطلة عيد الجمهورية في إيطاليا في الثاني من يونيو مما يحظر أي سفر جماعي خلال العطلات الممتدة مع عطلة نهاية الأسبوع.

ولكن سيتم رفع جميع قيود السفر اعتباراً من الثالث من يونيو وهو ما يعد حدثاً رئيسياً على طريق إيطاليا نحو التعافي حيث تأمل الحكومة في إنقاذ موسم العطلات القادم عندما يهرب الإيطاليون بصورة تقليدية من المدن لقضاء عطلاتهم الصيفية السنوية.

وأعلن الفاتيكان إعادة فتح كاتدرائية القديس بطرس للزوار اعتباراً من الاثنين، بعد تعقيمها بالكامل وتطبيق القواعد الصحية نفسها المطبقة في إيطاليا.

في أيرلندا، يبدأ تخفيف العزل الاثنين مع فتح بعض المتاجر والشواطئ واحتمال التلاقي في الخارج في مجموعات لا تتعدى 4 أشخاص.

ويفترض أن يمتدّ تخفيف العزل على 5 مراحل، تستمرّ كلّ منها 3 أسابيع. ويُتوقع أن تبدأ المرحلة الأخيرة في العاشر من أغسطس مع احتمال العودة إلى المرحلة السابقة إذا لم تتمّ السيطرة على الفيروس. وستفرض البلاد أيضاً اعتباراً من الاثنين، حجراً صحياً لمدة 14 يوماً على الوافدين من الخارج.

وبدأت إسبانيا تطبيق تدابير رقابية على الأجانب الوافدين تتضمن قياس حرارة الجسم وفرض حجر طوعي لمدة 14 يوماً.

وبعد فرض العزل في 11 مايو، يستعد مواطنو فرنسا، إحدى الدول الأكثر تضرراً جراء الوباء في العالم مع أكثر من 27 ألف وفاة، لتمضية أول عطلة نهاية أسبوع في الخارج، إذ سُمح بارتياد الكثير من الشواطئ فيما دعا رئيس الوزراء إدوار فيليب السكان إلى البدء بالتفكير في عطلهم الصيفية.

احتجاجات ضد القيود وشعارات يمينية

ومن المتوقع أن يتظاهر آلاف الأشخاص في ألمانيا اليوم السبت مجدداً ضد القيود المفروضة على الحياة العامة في إطار احتواء جائحة كورونا، في احتجاجات تتسم بنظريات المؤامرة وشعارات يمينية.

وأعلن منظمو الاحتجاج عن مشاركة 5 آلاف شخص في مظاهرة بمدينة شتوتغارت. ومن المتوقع خروج معارضي عمليات الإغلاق التي فرضتها الحكومة إلى الشوارع في ميونيخ وبرلين ودورتموند ومدن ألمانية أخرى.

وتظاهر مئات الأشخاص الجمعة احتجاجاً على إجراءات الحجْر في بنسلفانيا، خلال تجمّع في هاريسبورغ عاصمة الولاية، حسبما أفاد صحفيّون في وكالة فرانس برس.

ونُظّمت التظاهرة على الرغم من أنّ التخفيف الأوّلي لإجراءات الحجر قد دخل حيّز التنفيذ في عدد من مقاطعات الولاية.

وندّد المتظاهرون بالقيود التي فرضها الحاكم الديمقراطي توم وولف وفريقه ويعتبرون أنّها مفرطة.

أغلب المتظاهرين لم يضعوا أقنعة أو يحترموا قواعد التباعد الاجتماعي وكان من بينهم العديد من مؤيّدي الرئيس دونالد ترامب الذين لوّحوا بالأعلام الأمريكيّة وطالب عدد منهم بإعادة انتخابه خلال الانتخابات الرئاسيّة في نوفمبر المقبل، هاتفين أحياناً «الولايات المتحدة! الولايات المتحدة!».